موقع يهتم بالدراسات السامية، ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودي

موقع يهتم بالدراسات السامية بشقيها اللغوي والفكري. ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودية

إعلان الرئيسية

بند 1 - وارد في الكتاب "وتواضع مع إلهك"، لذلك يجب على الإنسان أن يكون متواضعاً في جميع أحواله. لهذا، عندما يلبس أو يخلع ثيابه أو أي ملابس على جسده، يجب أن يتأنى للغاية لئلا يكشف جسده. بل يجب عليه أن يلبسها ويخلعها وهو مستلقٍ على سريره، بحيث يكون مغطى[1]، فلا يقول: "أنا في غرفتي وفي الظلام فمن سيراني"، لأن القدوس، تبارك اسمه، ملأ الأرض مجده، والظلام أمامه مثل النور. والتواضع والحياء يقودان الإنسان إلى الخضوع بين يديه، تبارك اسمه.

بند 2- "لا يجوز السير على نهج الأمم الأخرى، ولا التشبه بهم، لا في الملبس ولا في الشعر أو ما يشبه ذلك، كما قيل: "لا تسيروا في قوانينهم"، وقيل: " احذر لئلا تنخدع بهم". ولا يجوز ارتداء الملابس الخاصة بهم تعبيرًا عن الكبرياء، مثل ملابس الأمراء. ومثال على ذلك ما ورد في التلمود بأنّه لا يجوز لليهودي أن يتشبه بهم حتى في تفاصيل بسيطة كأربطة الحذاء، فإذا كان نهجهم ربط الحذاء بطريقة معينة أو استعمال أربطة حمراء بينما أربطة اليهود سوداء، وكان اللون الأسود يدل على التواضع والخشوع، فلا يجوز لليهودي أن يغير هذه العادة. ومن ذلك يتعلم الإنسان في كل زمان ومكان أن الملبس المصمم للتفاخر أو الفسق لا يليق باليهودي، بل يجب أن يكون لباسه معبرًا عن التواضع والاحتشام. كما قيل في (سِفْري)[2]: "لا تقل: "بما أنهم يرتدون الثياب الفاخرة، فسأرتدي الثياب الفاخرة كذلك"، أو "بما أنهم يحملون السلاح، فسأحمل السلاح أيضًا"، لأن هذه الأمور تعبر عن الغرور والكبرياء، وهذا ليس نهج يعقوب، بل نهجه هو التواضع والاحتشام، وعدم الالتفات إلى الغرور. وكذلك، كل عادة أو قانون يشتبه فيه وجود أثر لعبادة الأوثان لا يجوز لليهودي اتباعه. وبناء عليه، لا يجوز له حلاقة شعره أو تركه مثلهم، بل عليه أن يكون متميزًا عنهم في لباسه وكلامه وسائر أفعاله، كما هو متميز عنهم بعلمه ومعتقداته. وكما ورد: "وأميزكم عن الأمم".

بند 3- لا يجب على الشخص أن يلبس ملابس غالية، لأن ذلك يقود إلى الكبرياء. ولا يجب عليه أن يلبس ملابس رخيصة جداً أو متسخة حتى لا يبدو مهيناً في نظر الناس، بل يجب أن تكون ملابسه معتدلة ونظيفة. على أية حال، يجب على الإنسان أن يرتدي حذاء حتى لو اضطر إلى بيع بعض أثاث بيته.

بند 4- بما أننا نجد أن اليد اليمنى لها أهمية خاصة في التوراة، من أجل أداء العبادة، أو في موضوع إبهام اليد وإبهام القدم في طقوس تكريس الكهنة وطهارة المصاب بالبرص، وأداء فريضة الخلع. لذلك، عند ارتداء الملابس، وفي سائر الأمور، يجب دائمًا تقديم اليد أو القدم اليمنى على اليسرى. أما عند خلع الأحذية وسائر الملابس فيجب خلع الحذاء أو اللباس من القدم أو اليد اليسرى أولاً؛ إذ يعد هذا تكريمًا لليمين. ولكن فيما يتعلق بالربط تُعتبر اليد أو القدم اليسرى أكثر أهمية، لأنها الموضع الذي يربط عليه التفلين. لذلك، عندما تكون هناك حاجة إلى الربط، يتم الربط في القدم أو اليد اليسرى أولاً. فعلى سبيل المثال، في الأحذية ذات الأربطة[3]، يتم ارتداء الحذاء في القدم اليمنى دون ربطه، ثم يُلبس الحذاء في القدم اليسرى ويتم ربطه، وبعد ذلك يُربط الحذاء في القدم اليمنى. وينطبق نفس الأمر على الملابس الأخرى.

بند 5- يجب على الإنسان ألا يرتدي ثيابين في وقت واحد حتى لا ينسى أحدهما[4].

بند 6- يحرم سير الإنسان أربع أذرع[5]، أو النطق بأي شيء مقدس، ورأسه مكشوف[6]. حتى الأطفال الصغار يجب تعويدهم على تغطية رؤوسهم، لكي تغرس فيهم الخشية من الله، كما وجدنا في قصة عن رابي نحمان بن يتسحاق: "قالت أم رابي نحمان بن يتسحاق، عندما أخبرها المنجمون بأن ابنها سيصبح لصًا: إنها لم تدعه يكشف رأسه، بل قالت له: غطِّ رأسك، كي تشعر بالخشية من الله".

بند 7- يحرم السير بقامة منتصبة وعنق مائل، كما ورد في النص:"وتذهبن مائلات الأعناق" وما شابه. ومع ذلك، لا ينبغي للإنسان أن يُخفض رأسه بشكل مفرط، بل باعتدال، بحيث يمكنه رؤية ما أمام وجهه، ورؤية موطئ قدميه كذلك، كما يمكن من خلال مشية الإنسان تمييز حكمته من سفاهته، كما قال سليمان في حكمته: "وأيضاً في الطريق، حينما يسير السفيه، ينقص قلبه ويقول للجميع إنه أحمق"، أي أنه يعلن للجميع عن حماقته من خلال مشيته.

بند 8- يجب الحرص على ألا يسير الرجل بين امرأتين[7]، ولا بين كلبين أو خنزيرين، وكذلك لا ينبغي للرجال أن يسمحوا لامرأة أو كلب أو خنزير بالسير فيما بينهم.

المصدر: קיצור שולחן ערוך, רבי שלמה גאנצפריד,עם פסקי הרב מרדכי אליהו זצוק"ל



[1] - حال ارتدائه ملابس داخليه فلا داعي أن يرتدي باقي ملابسه وهو مغطي. [مردخاي إلياهو]

[2] - "ספרי" في اليهودية هو أحد الكتب المركزية في ميدراش الهالاخاه (التفسير الشرعي)، والذي يفسر ويوضح وصايا التوراة. يركز هذا الكتاب بشكل أساسي على التفسيرات الشرعية المتعلقة بسفري العدد والتثنية، ويُنسب إلى فترة التنايم (حكماء المشناه).

الخصائص الرئيسية لكتاب "ספרי":

1. أصله: ينتمي الكتاب إلى نوعية ميدراش الهالاخاه، إلى جانب كتاب سفرا (على سفر اللاويين) وميخلتا (على سفر الخروج).

2. مضمونه:

يهتم بشرح الوصايا التوراتية من خلال تفسير نصوص الآيات.

يركز على الجوانب الشرعية، لكنه يتناول أيضًا مواضيع أخلاقية وإيمانية.

3. أقسامه:

ספרי במדבר (سِفري على سفر العدد): يفسر سفر العدد.

ספרי דברים (سِفري على سفر التثنية): يفسر سفر التثنية.

4. المؤلفون: تُنسب كتابة هذا الكتاب إلى حكماء التنايم، ومن بينهم رابي يسرائيل ورابي عقيبا، وهما صاحبا مدرستين مختلفتين في تفسير النصوص.

[3] - إذا لم يكن للحذاء رباط يتم ارتداء الحذاء في القدم اليمنى أولا. (مردخاي إلياهو)

[4] - هناك من يؤكدون على عدم وجوب خلع ثيابين كذلك في وقت واحد. (مردخاي إلياهو)

[5] - في هذه الحالة يجب تغطية الرأس باليد. (مردخاي إلياهو)

[6] - في هذه الحالة لا تنفع تغطية الرأس باليد وحدها، بل تجب التغطية باليد المغطاة بالقفازات أو بأي ثياب. (مردخاي إلياهو)

[7] - الحشمة والحياء يقودان الإنسان إلى خشية الله تبارك اسمه، وبخاصة مع النساء. (مردخاي إلياهو)

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button