وعلى الرغم من أن الحكماء قد قالوا في المشنا (סוטה מד, ב): "في حروب الفريضة، الجميع يخرجون، حتى العريس من غرفته، والعروس من خدرها"، وأقر بذلك أيضًا رابي موسي بن ميمون (ملوك 7:4)، فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن العريس عندما يخرج من غرفته للحرب، فإن العروس تعود تلقائيًا إلى بيت أبيها. وذهب آخرون إلى أنه بما أن الحديث يدور حول حرب فريضة، فإن النساء مأمورات بالمساعدة في الحرب، لكنهن يساعدن في الأدوار الخلفية، مثل تقديم الماء والطعام.
وقد تعلمنا بالفعل أن معسكر إسرائيل يجب أن يحافظ على الطهارة من كل شيء غير محتشم، كما ورد في التوراة (تثنية 23:10): "إِذَا خَرَجْتَ فِي جَيْشٍ عَلَى أَعْدَائِكَ، فَاحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ شَرِّيرٍ". والمقصود هو ضرورة الحذر حتى من التفكير في المعصية، كما فسر الحكماء (ע"ז כ, ב): "وَاحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ شَرِّيرٍ – لكيلا يفكر الشخص في المعصية بالنهار، فيقع في النجاسة بالليل".
ومن نهاية الفقرة يظهر أن المقصود الرئيس هو التحذير من الأفكار الشهوانية، كما ورد: "وَلَا يَرَ فِيكَ شَيْءٌ مَعِيبٌ فَيَرْتَدُّ عَنْكَ". ومن استخدام التوراة لعبارة "شيء معيب"، تعلمنا ضرورة الابتعاد عن الكلام البذيء والهزل، حيث ترتبط هذه المحظورات بالكلام والشؤون الشهوانية. وتعلمنا من كلام الحكماء أن الأحاديث البذيئة والهزل قد تؤدي إلى سقوط النفوس من بني إسرائيل. (עי' תנחומא כי תצא ג)
يتبين إذن أن وجود الفتيات مع الشباب في الجيش يتعارض مع توجيهات التوراة؛ ومن ثم فقد أصدرت الحاخامية الكبرى في إسرائيل فتوى تمنع الفتيات من الالتحاق بالجيش. لكن بمقدور النساء المشاركة في تنفيذ تلك الفريضة من خلال تشجيع الرجال على الالتحاق بالجيش، والمحافظة على الحياة المدنية في الصفوف الخلفية. وفي وقت الضرورة فإنهن يقدمن المساعدة للجيش من خلال المهام الداخلية.
المصدر: פניני הלכה, העם והארץ, הרב אלעזר מלמד
