يهودا بن شاؤول بن تيبون "شيخ المترجمين اليهود". مترجم نقل تراث اليهود من العربية إلى العبرية. وُلد حوالي عام 1120 م وتوفي حوالي عام 1190 م.
لقد وصلت إلينا معظم الترجمات التي قام بها ابن تيبون على مدار عشرين عامًا، منها: "فرائض القلوب" و "تهذيب أخلاق النفس" و "الكوذري" و "الجذور" و"الأمانات والاعتقادات". أما الكتب التي ألفها بنفسه فلم يبق منها شيء.
يهودا بن تيبون - "شيخ المترجمين اليهود" - أول من ترجم كتب التراث اليهودي من اللغة العربية إلى اللغة العبرية. لا يُعرف شيء عن صباه. اضطر لمغادرة مدينته غرناطة والتنقل من مكان لآخر في مدينة لونيل بسبب ضغوط الحكام المتعصبين في الأندلس. وفي تلك المدينة وجد مكانه اللائق بين العلماء، وتكسب من اشتغاله بالطب (كما ذكر بنيامين في كتابه "الرحلات").
كان ابن تيبون ذا معارف واسعة في شتى العلوم، وكان يتقن اللغتين العبرية والعربية، كما كانت لديه موهبة كبيرة في الكتابة. شجعه رئيس الطائفة رابي مشولام بن يعقوب على ترجمة كتب تراث اليهود إلى العبرية، التي كانت مكتوبة كلها تقريبًا بالعربية؛ فقام ابن تيبون بالترجمة لمدة عشرين عامًا. وقد وصلت معظم أعماله إلينا. (تتجلى رؤية رابي يهودا بن تيبون فيما يتعلق بفن الترجمة بوضوح في مقدمته لكتاب "فرائض القلوب" لابن باقودا. تعليق حسيب شحادة، هلسنكي).
ترجم في بادىء الأمر "باب التوحيد" من كتاب "فرائض القلوب" لرابي باحيا القاضي الأندلسي، الذي يتناول دراسة وجود الله وخلق العالم على أسس فلسفية. وبإيعاز من صديقه رابي إبراهيم بن داود أكمل ترجمة باقي أبواب الكتاب. في تلك الأيام، تم ترجمة هذا الكتاب كذلك بواسطة رابي يوسف قمحي، لكن لم تبقَ من تلك الترجمة سوى أجزاء قليلة. وكان أسلوب قمحي أكثر سلاسة، إلا أنه لم يكن أمينًا في نقل النص الأصلي، ولذلك تم تفضيل ترجمة ابن تيبون. يحدد ابن تيبون وظيفة المترجم بقوله: "يجب ألا يحيد عن كلام المؤلف، بل عليه أن يترجم، قدر الإمكان، هذا الكلام كلمة بكلمة، حتى وإن بدا الأسلوب غير سلس أو كان فهم الترجمة قاصر على فقهاء اللغة فحسب".
بعد ذلك، ترجم كتاب "تهذيب الأخلاق" لرابي شلومو بن جبرول تحت اسم "تهذيب أخلاق النفس" (طبع عام 1550م). وفي عام 1167م، ترجم كتاب "الحُجَّة" - الكوذري – لـ "يهودا هاليفي" (طُبع عام 1506م). وقد ترجم هذا الكتاب كذلك على يد يهودا كاردينال. وفي العصر الحديث صدرت ترجمات إضافية لكتاب الكوذري على يد الحاخام يوسف كاباح ويهودا بن صموئيل.
وفي عام 1171، ترجم بعض الكتب في قواعد اللغة العبرية منها: "كتاب اللمع" لرابي مروان بن جناح (طُبع في فرانكفورت عام 1856)، و"كتاب الأصول - سِفِر الجذور" لنفس المؤلف. نُشر في برلين عام 1896.
وفي عام 1186، ترجم كتاب "الأمانات والاعتقادات" لرابي سعديا جاءون (طُبع عام 1562)، وقد تم ترجمة هذا الكتاب مؤخرًا على يد الحاخام يوسف كاباح.
