موقع يهتم بالدراسات السامية، ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودي

موقع يهتم بالدراسات السامية بشقيها اللغوي والفكري. ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودية

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية انعكاس قضايا الفكر العربي الإسلامي في تفسير سعديا جاءون للتوراة - قضية المعرفة

انعكاس قضايا الفكر العربي الإسلامي في تفسير سعديا جاءون للتوراة - قضية المعرفة

يمكننا أن ندرك تأثير القضايا الفكرية المثارة على بساط الثقافة العربية من مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين، فقد أشار في المقدمة إلى مسألة المعرفة بفرعيها الحسي والعقلي وأهميتها في تفسير فقرات سفر التكوين.

ولا شك في أن المعرفة من الأدوات المهمة التى يحتاج إليها المفسر في تفسيره للنصوص الدينية، ولهذا كانت المعرفة من أهم المسائل المطروحة على بساط الفكر الإسلامي، وهى كما يعرفها لنا الرازي: "من أدرك شيئاً وانطبع أثره في نفسه ثم أدرك ذلك الشىء ثانياً، وعرف أن هذا المدرك الذى أدركه ثانياً هو الذى أدركه أولاً فهذا العلم هو المسمى بالمعرفة، ولذلك فإنه إذا رآه ثانياً وتذكر أنه هو الذى رآه أولاً قبل ذلك فإنه يقول الآن عرفتك".[1]

وقد استفاد سعديا من علماء المسلمين في تقديمهم لقضية المعرفة في سد الثغرات التى يواجهها اليهودي إزاء كتابه المقدس، فحين فسر سعديا سفر التكوين أدمج فيه القضايا التى طرحت في هذا العصر، وكان الهدف من ذلك الرد على الانتقادات التى كانت موجهة من المسلمين للعهد القديم بأنه كتاب غير مصنف ولا مرتب، فخرج سعديا من هذا المأزق بحجة المعتزلة، وهى أن المعرفة واجبة على الإنسان وهو مكلف بها.

يقول سعديا : "ولعل سايل (سائل) يسأل فيقول: إذا كان هذا من شرف النظام بعد التأليف فما بال هذا الكتاب أعنى التورية (التوراة) لسنا نجد شراعيه ]شرائعه[ وأحكامه مجموعة جمعاً فمبوبة أبواباً ومقسمة أقساماً مرتبة ترتيباً، بل نراها منثورة نثراً ومبددة تبديداً. فنجيبه بأن نقول إن المنزل له تعالى وتسبح قصد بذلك اعتمال عباده فيه بالكد والعناية حتى يتحفظوه كملاً ويهدونه هداً، فيضمون كل قول إلى شبهه وينسبون كل نكتة إلى بابها وفنها، ويكون ذلك أزيد في ثوابهم وأعظم لأجرهم، وجعل في طاقة العلما (العلماء) البالغين أن يقربو ذلك إلى أفهامهم".[2]

أما السبب الذى دفع المعتزلة للاعتقاد بأن المعرفة أمر واجب على الإنسان، فهو كثرة الآيات الواردة في القرآن الكريم والتى تدعو إلى النظر والتفكر، فيقول عزوجل: "وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"[3]. يقول تعالى: "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ "[4]. فالقرآن حافل بالآيات التى تدعو الإنسان إلى التفكير والتأمل في أسرار الكون وخفاياه بغية الوصول إلى معرفة الخالق والإيمان به عن اقتناع ويقين لا عن طريق الاتباع، وليس في القرآن أمر واجب على الإنسان أكثر من واجب العقل والتفكير. فيرى القاضى عبد الجبار أن النظر من مراحل التكليف العقلي.[5]ويستشهد الإمام يحيى بن الحسين (ت 298هـ، 910م) بقول على بن أبي طالب: "خلقنا ولم نك شيئاً وأخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً فلم يكلفنا معرفة الحلال والحرام حتى أكمل لنا العقول وسهل لنا السبيل..."[6]

وللمعرفة عند علماء الاعتزال مراتب تبدأ بالمعرفة الحسية ثم المعرفة العقلية ثم المعرفة النقلية، نفصلها فيما يلي:

أ- مرتبة المعرفة الحسية:

        تأتى الحواس في المرتبة الأولى من مراتب المعرفة، وأول أداة من أدوات تحصيل المعرفة من العالم الخارجي، والتى تنتقل بدورها إلى العقل لتنتهى بالعلم الضروري. وهو ما أكده أحد علماء المسلمين "النظَّام" (ت235هـ/850م) حين رأى أن أول مراتب المعرفة يتولد عن الحواس، وأن المعرفة الكاملة لها ثلاث مراحل: الأولى هى الغريزة الفطرية عرفها الإنسان بالعقل، والثانية العيان وهو الأدلة المادية القائمة في العالم وتدل على الصانع، والثالثة الخبر، والخبر والعيان هما علة الاستدلال.[7]

        فالحس يفيد الإنسان في التعرف على الآلة التى أصلها المادة، فوظيفة الحس تتلخص في إدراك الوجود الخارجي المستقل عن الذات، والحواس ضروية للعبور إلى المعقولات ولإثبات الواقع الخارجي، وهذا ضروري ما دمنا باحثين عن حقائق العقل، ولن نستطيع الوصول إلى الحقائق إلا عن طريق الحواس. فالحس شىء يولد معنا، وقد جعل الله للإنسان هذه الحواس لتكون أول الطريق إلى تحصيل المعرفة.[8]

وقد رأى سعديا نفس ما رآه علماء الإسلام في تأكيدهم على أهمية المعرفة الحسية ومكانتها، حين رأى أن الظواهر والأشياء في الواقع الخارجي أول من يدركها الحواس، ثم يأتى العقل ويحلل ويميز المعارف الحسية ليحكم على مدى يقينها، فيقول سعديا: "وأما العلم الأول الذى هو علم الحواس فإنما يتصل بالأشياء المولفة (المؤلفة) فإذا هى حصلت له وضعها بين يدي العلم الثاني (العقلي) فحلها وميزها فوجد كل واحد منها مركباً من معانى كثيرة"[9]. ثم يضرب لنا المثل في كيفية تحصيل المعرفة عن طريق حاسة البصر فيقول : "وأقول كحاسة البصر لاقت كتاباً لقاءً واحداً فحصل له حصولاً واحداً أنه كتاب ثم تقبل إليه قوة العقول فتميزه فتحرر لها أن نفس الكتابة التى بها سمى ذلك الشى (الشىء) كتاباً هى شىء عرض وأن ههنا شيئاً حامل لها يقال له جوهر. ثم لوقوع البصر على أقطار متناهية وأبعاد محصورة يقضى العقل بأن في الكتاب شيئاً يقال له كم... ولعله يكون للعقل هذا المعمل أعنى أن يميز بين ما جمعته الحواس".[10]

ب-مرتبة المعرفة العقلية:

        هى معرفة مكتسبة تدرك الكليات والعلاقات عن طريق الاستدلال والاستنباط، وهى تأتي في المرتبة الثانية بعد حصول المعرفة الحسية من العالم الخارجي، حيث يبدأ الإنسان في مرحلة التفكير بعد أن يقدم له الحس المعطيات اللازمة ليستخلص الإنسان بعقله النتائج من هذه المعرفة ولذلك هى معرفة مكتسبة، فوظيفة العقل الأولى بعد مرحلة الحواس حفظ الانطباعات الحسية للإنسان بعد غيابها عن نظره، فتبدأ مرحلة التفاعل بين المحسوس والمعقول، فالحواس يقتصر دورها على إثارة المعارف المخزونة في العقل لتخرجها من حيز القوة إلى الفعل.

        لذلك اعتبروا أن العقل يعمل بقوة أطلقوا عليها المصورة أو المتخيلة وظيفتها جمع الانطباعات الحسية[11] وتقديمها للعقل لأن العقل يعنى بالكليات لا بالجزئيات، أو بتعبير الجاحظ "ليرتقى من المعرفة الحسية والوجدانات الغريزية إلى المعرفة العقلية اليقينية"[12]

        ويصف الفارابي (260-339هـ/874- 950م) هذا الدور الذى تقوم به هذه القوة بقوله: " ثم يحدث فيه بعد ذلك قوة أخرى يحفظ بها ما رسمه في نفسه من المحسوسات بعد غيبتها عن مشاهدة الحواس لها وهذه هى القوة المتخيلة فهذه تركب المحسوسات بعضها إلى بعض وتفضل بعضها عن بعض تركيبات وتفصيلات مختلفة بعضها كاذبة وبعضها صادقة".[13]

        وقد أدرك سعديا هذا تماماً فرأى أن دور العقل يبدأ بعد ما جمعته الحواس من انطباعات فتبدأ بتحليل هذه الانطباعات وتمييزها لمعرفة الخطأ من الصواب، ثم يبدأ العقل في إدراك الكليات ليعلو على مرحلة الجزئيات الخاصة بالحواس. وهو ما أشار إليه بقوله :"أما بعد حمد الله والرضاية عليه فإن العقول وإن حصل لها محض كل موجود وقامت فيها مفردات المحسوس فإنها إنما محضت ذلك من مركبات بسَّطتها بالتمييز وشخصتها من مولفات (مؤلفات) حلتها بتحرير، وأما العلم الأول الذى هو علم الحواس فإنما يتصل بالأشياء المولفة (المؤلفة) فإذا هى حصلت له وضعها بين يدي العلم الثاني (العقلي) فحلَّها ومييزها فوجد كل واحد منها مركباً من معانى كثيرة... وأقول كحاسة البصر لاقت كتاباً لقاءً واحداً فحصل له حصولاً واحداً أنه كتاب ثم تقبل إليه قوة العقول فتميزه فتحرر لها أن نفس الكتابة التى بها سمى ذلك الشى (الشىء) كتاباً هى شى (شىء) عرض وأن ههنا شياً (شيئاً) حامل لها يقال له جوهراً...ثم لوقوع البصر على أقطار متناهية وأبعاد محصورة يقضى العقل بأن في الكتاب شياً (شيئاً) يقال له كم...ولعله أن يكون للعقل هذا المعمل أعنى أن يميز بين ما جمعته الحواس".[14]   

        وهنا تجدر الإشارة إلى أن المعرفة الحسية السابقة ليست مضللة، فالمعرفة الحسية هى الأساس الذى يبنى عليه العقل ليصل إلى اليقين، فهى ليست وهماً بل أقل شأناً من المعرفة العقلية، لأنه يلزمها سلامة الحاسة وارتفاع الموانع التى قد تخدع الحواس أو تضللها.[15]

        وعلى هذا المنوال سار سعديا فهو يرى أن في استطاعة العقل أن يصل إلى اليقين والحقيقة، ولكن بوابته إلى ذلك الحواس السليمة التى تختبر له العالم المحيط فهى المدخل الظاهر[16] . يقول سعديا : "وبعد ما وصفنا أن المحسوسات كلها لا تثبت إلا بتأليف إذ هى حلت بأفعل اضمحلت فبالأحرى أن تكون معلومات... إذ كان كل معلوم فإنما هى محمول على المحسوس كما أنه لا سبيل إلى الثاني إلا بالأول".[17] ثم يوضح بشكل أكبر أن الحواس تجمع كل شىء كاذب وصادق والعقل هو الحكم فيقول: "تحصل به الحواس فتضطر النفس إلى الشعور به وذاك ما تشهد به العقول السليمة من الآفات وهو ما يسكن من صحة المقدمات والنتايج (النتائج) وهو ضياء الكلام ونوره بارتفاع الشبة وزوالها".[18]

العقل والتكليف:

عرف "أبو هذيل العلاف" (ت 227هـ-842م) العقل بأنه علم الاضطرار، أى العلم الضروري الذى يفرق به الإنسان بين نفسه وبين سائر المخلوقات فهو القوة على اكتساب العلم المكلف بتحصيله[19]، لأن العقل كما عرفه القاضى عبد الجبار "هو جملة العلوم المخصوصة متى حصلت في المكلف صح منه النظر والاستدلال والقيام بأداء المكلف"[20]. ويفهم من هذا أن العقل نفسه هو وسيلة المكلف لاكتساب المعرفة حتى يتمكن من أداء ما كلف به من أفعال، متى لم يكن عاقلاً لم يصح أن يؤديها على الوجه الذى يستحق به الثواب والعقاب، ولذلك فإن كل ما على المكلف فعله أو تركه قد ركبه الله في جملة العقول.[21] ومن هنا فالتكليف مرتبط بالعقل فالعقل هو مناط التكليف ولذلك لا تكليف لمن فقد عقله[22].

        وقد ربط سعديا كذلك بين العقل والتكليف، فرأى أن الله وهب الإنسان عقلاً يكتسب به المعرفة وترك له بعد ذلك حرية التصرف والاختيار وعلى هذا الأساس يثيبه الله أو يعاقبه، والإنسان مكلف بالبحث عن العلم والمعرفة كلُّ حسب طاقته. ويوضح سعديا ذلك بالمثال الذى ضربه للدفاع عن عدم ترتيب كتاب العهد القديم فرأى أن الله فعل ذلك عن عمد ليكلف اليهود بالبحث فيه لكي يثيبهم فيقول: "فما بال هذا الكتاب التورية (التوراة) لسنا نجد شراعيه (شرائعه) وأحكامه مجموعة جمعاً...فنجيبه بإن نقول أن المنزل له تعالى وتسبح قصد بذلك اعتمال عباده فيه.. وبذلك أزيد في ثوابهم وأعظم لأجرهم  وجعل في طاقة العلما (العلماء) البالغين أن يقربو ذلك إلى أفهامهم في الجمع والتقسيم"[23].

        ويقول كذلك : "بل علمت العلم الحق إنه لا يعلم غاية ذلك إلا الواحد الحكيم جل جلاله وتقدس...وإنما مع جميع العلما (العلماء) الجزء اليسور (اليسير) من العلم، وهو مقدار ما كلفهم حسب طاقتهم.. ولكنني أبرو إليه في جلاله وعزه من أن أكون قد أقدمت على تكلف هذا الإبدال الأمر الخطية وإني واثق ببلغاتي ووصولي إلى الكمال وكيف أتهم ذلك وأنا متيقن قصور فكري وقلة علمي".[24]

مكان العقل:

ذهب أبو حنيفة والأطباء إلى أن محله الدماغ، أما الشافعي وأكثر المتكلمين فقد رأوا أن محل العقل القلب، كما قال على بن أبي طالب أن العقل في القلب.[25] واستخدم القاضى عبد الجبار القلب موطنا للعقيدة والإيمان كناية عن العقل، فيقول : " ولأن المعتقد وصف بذلك لأنه عقد بقلبه على ما اعتقده" [26]. وبناءً على هذا يجب أن يكون القلب صحيحاً ليصح وجود المعرفة به، فيقول القاضى أيضاً: "القلب إنما يجب أن يكون صحيحاً ليصح وجود المعرفة فيه"[27]، فهو يضيف النظر إلى القلب من باب الكناية عن العقل، وهو في هذه النقطة يتفق مع أهل السنة  الذين رأوا أن آيات القرآن جاءت لتجعل من القلب موضعاً للفهم والتعقل مثل قوله تعالى "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [28]"[29]. وكذلك قوله تعالى:  "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا "[30]، وأيضاً "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "[31]. وإضافة أضداد العلم إلى القلب مثل قوله تعالى"فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"[32] و"خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ "[33]. فتلك الآيات تدل على أن موضع الجهل والغفلة هو القلب، أى العقل، وبالتالى فموضع العقل والفهم هو القلب. كما استشهدوا بالحديث الذى رواه البخاري "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهى القلب"[34]. فالرازى يرى أن المقصود من قوله "قلوب لا يفقهون بها" أى يعقلون بها العلم، والقلب آلة هذا التعقل[35].

فالإيمان إدراك عقلي في المقام الأول والقلب موطنه، وهو ما ذهب إليه سعديا متأثراً بأقوال مفسري الإسلام في أن محل العقل هو القلب، فيقول: " وذاك ما تشهد به العقول السليمة من الآفات وهو ما يسكن إليه القلب من صحة المقدمات والنتائج".[36] ويظهر من قوله إن من يحكم على صحة محصلات الحواس من المعارف هو القلب موطن العقل. ولكن شرط أن يكون هذا القلب سليماً أى صحيحاً، كما اشترط القاضى عبد الجبار.

مدركات العقل:

        العقل يجعلنا ندرك أنفسنا وأحوالنا بمعنى هل نحن نريد، أو نحب، أو نكره، كما ندرك الأحوال التى تحيط بنا، فنعلم أن كون الشىء على صفة يستحيل أن يكون ليس عليها في نفس الوقت، والأرقى من ذلك أن نعلم القبيح والحسن.

وهذا الترتيب يقدمه سعديا كالتالي:

1-  عِلْمنا بأنفسنا: يقول سعديا: "ولم يأمرنا ]الرب[ على أشياء ليس لنا القدرة عليها والدليل على ذلك علم كل واحد منا بنفسه أنه قادر على أن يتحرك ويسكن وأن يفعل ويترك الذى نفعله ونتركه"[37].

2-  عِلْمنا بالأشياء المحيطة: يقول سعديا: "فإن اعتقدنا هذا على الظاهر من اللفظ أحاله العقل وأفسده، لأن العقل يقضى بأن كل نار محدثة لأنها فقيرة محتاجة وأنها تحتمل التغيير بعد قضاها"[38]

3-  الحسن والقبح: يقول سعديا: "وترتب أفعالنا إلى ثلاث: المرتبة الأولى فيها الأشيا (الأشياء) الحسنة عندنا تقضينا فعله كالصدق والعدل، والمرتبة الثانية فيها الأشيا (الأشياء) القبيحة عندنا نجد عقولنا تنافيها وتناهيها كالكذب والتعدو(التعدي)، وفي المرتبة الثالثة الأشيا (الأشياء) الموباحة (المباحة) التى لا يوجب العقل أن تفعل ولا يمنع عنها لكنه يجوز ذلك كالقيام والقعود والاضمام والتفريق، فلا شك عند كل سليم العقل منا أن الفاطر غرس في عقولنا الصدق والعدل حَسَنين في أنه قد أمرنا بهما والكذب والظلم قبيحين وقد نهانا عنهما"[39].

وسعديا هنا اتبع نفس ما أقره غالبية علماء  المسلمين من المعتزلة وغير المعتزلة أيضاً مثل "الجويني" (419- 478هـ/ 1028-1185م) بأن الإنسان بما وهبه الله من عقل قادر على التمييز بين الحسن والقبيح والخير والشر قبل ورود السمع. وهذه نظرية عقلية أخرى استمدها علماء المسلمين من خلال فهمهم لآيات القرآن الكريم من إحالة على العقل في بيان حكم الله، فالعقل كما يتضح من آيات القرآن الكريم هو مجموعة من المعارف والعلوم التى ركزها الله في عقول عباده لتكون معياراً يعرفون به ما في الحسن من حسن، وما في القبيح من قبح، فيبين لهم الشرائع من محاسن التشريع وحكمة المشرع.[40]

وليس معنى سبق الواجب العقلي أنه مفضل على الواجب الشرعي فكلاهما على حد سواء في استحقاق الذم على تركها، غير أن التكليف الشرعي لا يبدأ إلا بعد اكتشاف العقل لعدد من الواجبات العقلية، فالمعتزلة ومن سار على منوالهم مثل سعديا لم يقولوا باستقلال العقل إلا في الأحكام الخُلقية الأولية مثل وجوب شكر المنعم ودفع المضرة عن النفس وإنصاف الآخرين، و قبح الظلم والجور والكذب، ومع ذلك يُقِرُّون بأن تفصيل هذه الأحكام وتحديد أعيانها من شأن أمور الشرع. 

ج- مرتبة المعرفة النقلية:

        وهى المعرفة التى تستند إلى الخبر المنقول من السمع، وهى تتمثل عند المسلمين في السنة النبوية وما تواتر من أخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند سعديا متمثلة في الشريعة الشفوية (التلمود). وأهمية النقل تصب في كونه يعرف الناس أمور الشرع وما يجب أن يتبع ولا يتبع مثل كيفية أداء الصلاة والزكاة والصوم لأن هذه أمور لا يعرف الإنسان أنها واجبة عليه بالعقل، بل هى أمور يأتي بها النبي ليعلمها لقومه ليتبعوا تعاليم دينهم، لذلك فهى تختص بالجانب الأكبر بالطقوس ولا يغفل منها الجانب الأخلاقي.

        وقد قسمت المعتزلة التكليف إلى عقلي و سمعي (شرعي) ، فالعقلي: ما يكون الطريق إلى معرفته هو العقل وهو ضروري واستدلالي، لذلك فهو يحدث فينا لا من قبلنا ، ثم يأتى بعده المعرفة الاستدلالية التى لا تأتي إلا عن طريق إعمال العقل في التأمل والنظر. أما السمعي فهو ما يكون طريق معرفته الأدلة السمعية، ويتمثل في التكاليف الشرعية كالطهارة والصلاة والصوم وبمعنى آخر الأمر والنهى.

وعلى نسق المعتزلة، قسّم سعديا التكليف إلى عقلي وسمعي، فرأى  أن العقل هو الفن الأول والسمع هو الفن أو الدليل الثاني، وهذا السمع يرد إلى العقل ليحكم على صوابه[41]، فيقول: " فإن كثير (كثيراً) من الشرائع السمعية كيفيتها غير مفصحة فيه، وأما أحالنا الأمر والنهي في الفن الأول على ما غرسه في عقولنا وفي الثاني على ما تأدا إلينا من النقل"[42].

والدليل الذى يؤكد أن العقل يسبق السمع أننا يجب أن نعرف أن العقل يعرف الله ويوحده ويعرف أنه عادل، وكذلك نحن نستحسن شكر المنعم دون غيره ونعرف الحسن والقبيح في العالم المحيط بنا قبل ورود البعثة النبوية[43]. ولكن التكليف لا يكون إلا بالشرع السمعي ، فالثواب والعقاب من الله لا يكون إلا بعد إرسال الرسل. فالعقل يشير لنا فقط إلى الطريق، لكن الكتب المنزلة هى التى توضح لنا كيفية التعبد. 

        يقول سعديا في هذا الإطار: "وهذه الثلاث علل على أن الخواطر تحظرها والعقول تحصرها فإن الكتب التنزيلية تفصح بها إذ يقول في بعضها..."[44].

        واستفاد سعديا من تقسيم المعتزلة للتكليف إلى عقلي وسمعي، واستغله في دفاعه عن الشريعة الشفوية (التلمود) أمام دحض وإنكار القرائين لها، وطعن علماء المسلمين فيها، ليدلل على فائدتها في تعلم الشرائع وليوحي بقدسيتها، فيقول: "وعند التحصيل نجد سبعة أصول من الشرع الخبري تضطرنا إلى الرجوع إلى النقل كل واحد فوق الآخر. فأولها لأن في الكتاب شرايع (شرائع) لم تشرح فيه كيفياتها كالصلاة .... والثاني لأن فيه شرايع (شرائع) لم تشرح كمياتها كما لا يبين كمية الزكوة.. وما أشبه ذلك والحاجة إلى هذا أمس لأن الكمية أسبق من الكيفية بالترتيب. والثالث لأن فيه شرايع (شرائع) لم تشرح بماذا تعلم كما أن لم ينصب دليلاً حسيياًّ على يوم السبت أى يوم هو ولا على رأس الشهر دليلاً حسيياًّ أى يوم هو وإنما أحالنا في الاستدلال على ذلك على آثار الرسول. والرابع لأن فيه شرايع (شرائع) لم يشرح ماهييتها في نفسها كما لم يبين ماهيية الأعمال المحرمة في السبت... وكذلك لم يبيين ماهيية الآنية التى تقبل النجاسة... والسادس تاريخ السنين والأخبار... فإنه شىء لا يحصل أبداً إلا من جهة النقل"[45].

        ولكن العقل له مجاله والنبوة لها مجالها، كما أن العقل ليس بدرجة واحدة عند الناس حتى يمكن أن يدرك كل عاقل الأمورعلى درجة واحدة، ولذلك رأى سعديا أن النقل ضروري لكى يجعلنا نصل بسرعة إلى معرفة أسمى الحقائق، أما إذا أخلينا العقل بذاته فإنه لن يجعلنا نصل إليها إلا بجهد طويل[46]، وبالطبع ليس كل الناس يستطيعون الصبر على اكتساب المعارف التى تحتاج إلى جهد طويل.

        وقد كان من المعروف عن المعتزلة أنهم أهل العقل، ولكن هذا لم يلغ السمع عندهم فهو في مرتبة ثانية بعد العقل، لأن العقل عندهم يدل على عبادة إله، ولكنه لا يدل على أعيان الأفعال التى بها يعبد، وعلى كيفيتها وشروطها وأماكنها، فكيف يدل العقل على أن الصلاة بلا طهارة لا تكون عبادة، ومع الطهارة تكون عبادة، مع أن حال الخضوع فيها وبها لا تتغير، فقد وجب على حال بعثة الرسول.[47]

        ولذلك فهناك ثلاث حجج احتج بها المعبود على عباده، وهى: العقل لمعرفة المعبود، والكتاب لمعرفة التعبد، والرسول لمعرفة العبادة، والأصل هو العقل لأنهما عرفا به ولم يعرف بهما فعقل الإنسان يشهد لنواطق حجج القرآن وما نطق به الرسول (صلى الله عليه وسلم) يشهد له القرآن والعقول.[48]

        ويقول سعديا في هذا الإطار: " فيجب أن نذكر القوانين والأقطاب التى على مدارها يجرى أمر هذا الكتاب وعلى قواعدها يقوم. وأقول إني وقفت على أنه مع شرف منزلته وجلالته ليس هو جميع حجة الله على عباده ولا هداية المنصوب له في خدمته، بل له علينا أصلان آخران من العلم، أحدهما مقدم قبل هذا الكتاب والآخر موخر (مؤخر) بعده. فأما المقدم قبله فهو العلم العقلي المكون من جميع الفكور( الأفكار( السليمة من الآفات الظاهر منها بالأسو (الأسوأ) ، وأما الذى بعده فهو العلم المأثور من رسل الله وأنبياه (أنبيائه) المصدق نقله باعلام الأخبار الصادقة، فهذه الثلاث مواد أعنى العلم المعقول والمنصوص والمنقول باجتماعها يتم للناطقين"[49].

        ومن الاقتباسات السابقة نصل إلى أنه التكليف بالعقل والشرع، ولكن الشرع يتكون من جزأين الكتاب المنزل والنقل، والكتاب المنزل يسبق النقل عن طريق الرسول، إذ هو أصدق لأنه كتاب يعنى أنه كتب وتمت الكتابة فيه. أما النقل نظراً لشفاهته فخاضع للتلفيق والزيادة، فمثلاً القرآن عند المعتزلة هو المصدر الأول للأحكام وهو الأصل لكل دلالة بما في ذلك الأدلة العقلية من حيث إنه نبه عليها، والثاني السنة النبوية وينكرون تماماً رفضهم للسنة النبوية ولكنهم تحروا الدقة في رواية الحديث[50].

        وعند سعديا الترتيب كالتالي: الكتاب المنزل وهو العهد القديم، وثانياً النقل وهو عنده التلمود الذى يعتبره من آثار الرسل.

        يقول سعديا: "والمرتب بعد معرفة الكتاب المنزل مما يكمل به دين المومنين (المؤمنين) معرفة المنقول عن الرسول".[51]

دور الخبر في المعرفة النقلية :

        الخبر هو العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر، وأُخبرت أى أُعلمت بما حصل لي من الخبر، والنبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن وإذا توافر فيه هذه الشروط الثلاثة (الفائدة، العلم، غلبة الظن) يكون صادقاً كالتواتر وخبر الله وخبر الرسول.[52]

وقد أكد القرآن الكريم على أهمية دور الخبر في العلم والمعرفة سواء أكان هذا الخبر نصاً قرآنياًّ أم سنة شريفة أم خبراً عادياًّ، وتأتى أهمية الخبر في أنه يخبرنا بنبأ جديد ومعرفة لم يسبق لنا عملها، ولكن يجب أن يكون هذا الخبر صادقاً وهو ما يطابق الواقع وهو الخبر المتواتر، وسمى بذلك لأنه لا يقع دفعة واحدة بل على التعاقب والتوالى، وهو الخبر الثابت على ألسنة قوم لا يتصور تواطؤهم أى لا يجوز العقل توافقهم على الكذب. وهو بالضرورة موجب للعلم الضروري كالعلم بالملوك الخالية في الأزمنة الماضية والبلدان النائية[53]. ولذلك يؤكد القرآن على ضرورة توثيق الخبر بقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين"[54].

        والخبر عند سعديا بالإضافة إلى النبوة ومبدأ الثواب والعقاب، يمثلون الأركان الأساسية للعقيدة يقول سعديا: "وذلك أنه لما كان كتاب طاعة ونفس الطاعة هى بامتثال الأمر، وجدنا أتم الاستصلاح في قبول الأمرعند الناطقين إنما يكون بثلاث أشيا (أشياء) أمر واستحقاق واعتبار. والأمر هو افعل أو لا تفعل، والاستحقاق هو كشف العاقبة وما يودى (يؤدى) إليه ذلك الفعل المأمور به أو المنهى عنه. والاعتبار هو الإخبار بأمور قوم امتثلوا ذلك فأصلحو وقوم خالفوه فهلكو".[55]

        فمن الفقرة السابقة لسعديا نستنتج أن أهمية الخبر في الترغيب والترهيب بالإخبار عن القوم السابقين وعن قصص الأنبياء، فهم موضع العظة والتنبيه بما سيحدث لمن يخالفون أمر الله مثل من خالفوا في السابق وجزاء من يطيع مثل من أطاعوا في السابق.

        فلكي يتبع البشر تعاليم دينهم، يحتاجون إلى من يخبرهم بما يفعلونه وبما لا يفعلونه، ثم يكشف لهم عن عاقبة العصيان والطاعة، ثم يضرب لهم المثل بأخبار قوم صَلُحوا فأثيبوا أو خالفوا فهلكوا، وتكون نتيجة ذلك أن نرغب مثلهم في الطاعة ونحذر ولا نقوم بمثل ما قام به المخالفون. يقول سعديا: "وأقول أما المعرفة الأولى فإنها تنقسم قسمين أمر ونهي.. وأما المعرفة الثانية فهى معرفة الاعتبار ولا مثلما وصف طاعة نوح وإبراهيم.. ومن أشبههم وما أثمر لهم فعلهم ذاك حتى نرغب في أفعالهم ونفعل مثلها، ووصف معصية آدم ونوح وما كسب لكل واحد منهم فعله ذاك حتى نحذر ما فعلوه ولا نفعل مثله".[56]

        كما أكد سعديا على أهمية أن يكون الخبر صادقاً، وأن تتفق عليه جماعة موثوق فيها لأنه لا يعقل أن تتفق جماعة على الكذب، حيث إن  أخبار الأفراد لا سبيل للثقة بها، فيقول: "وإذا التمس طالب الحق كيف السبيل ليقف على الخبر الصادق وجد الوجه في ذلك الوقوف أولاً على الخبر الكاذب الذى إنما له وجهان لا تالا (ثالث) لهما وهما أن يكون المخبر به تعمد أن يكذب أو توهم شياً (شيئاً) فلم يكن كما ظن...وأما إن كان المخبرين جماعة فلا يجوز أن يتوهم جميعهم توهماً واحداً ولا يتعمده جميعهم أيضاً الكذب إلا وظهر، فإذا بدا اخبرهم"[57].

        أما النوع الثاني من الأخبار فهو الخبر الذى أتى به الرسول والذى أيده الله بالمعجزة ليثبت صدق ما أتى به. وهو ما عبّر عنه سعديا قائلاً: " ولم يتم للمؤمنين دين دون أن يعتقد أن قد يكون في هذا العالم خبر صادق، لأن الشرايع (الشرائع) المشروعة على العباد من القسم الثالث الذى هو مباح لا سبيل إلى معرفتها إلا من الرسول يبعث به ويوقفهم عليها. ولما كان الرسول لا يجب عليه القبول منه إلا بتأييد يتبيين لهم منه أن الله أيده به، وهو أن يفعل ما ليس في طاقة المخلوقين أن يفعلو مثله".[58]

        فالرسول إنسان بعثه الله تعالى إلى الخلق لتبليغ الأحكام. والمعجزة أمر خارق للعادة قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول من الله تعالى. وهذا النوع من الخبر لا بد أن يكون موجباً للعلم، وذلك للقطع بأن من أظهر الله المعجزة على يده صادق فيما أتى به من أحكام، وإذا كان صادقاً يقع العلم بمضمونها قطعاً. فهو خبر من ثبتت رسالته بالمعجزة. ثم يأتى بعد علم خبر الرسول المؤيد بالمعجزة وجوب النظر في تلك الأخبار، معتمدين على الأدلة للوصول إلى المعرفة وهذه يطلق عليها المعرفة الاستدلالية. وبذلك فالمعرفة من جهة الاستدلال تكون عن طريق النظر الذى يقوم به المكلف في الخبر الذى يدعيه الرسول، المؤيد بالمعجزات من حيث كونها دالة على صدقه، فإن أول واجب هو النظر في هذه المعجزة، ويجب النظر في تلك المعارف السمعية بنفس وجه الإيجاب الذى يحصل عليه النظر الأول في المعرفة بالله- وهو التكليف العقلي- وهو الخوف الحاصل من ترك النظر في هذا الخبر، فيحصل بهذا الترك ضرر.[59]

        وكذلك يرى سعديا أن معجزات الأنبياء هى التى تجعلنا نصدق ما جاءوا به من رسالات، ونؤمن بقدرة الله على صنع كل شىء، كما تدعونا إلى التأمل في الكون بهدف زيادة المعرفة والإيمان. يقول سعديا: "والثالث لنصدق بالآيات التى سيصف لنا أنه صنعها بالمطر فنقول من خلق سبب المطر قادر على أن يفعل فيه هذه المعجزات. فمن ذلك أمطار الطوفان .. وتبريده على سدوم وعمورة بنار وكبريت.. وإمطاره في غير وقت بدعاء صموئيل ومنعت ثلاث سنين بدعا (بدعاء) الياهو.. والثالث لنصدق بالآيات التى سيصف لنا أنه صنعها بالماء ونقول من قدر على اختراعه يقدر على حدوث الأشياء هذه فمن ذلك شق البحر القلزم... إلى إيقاف ماء الأردن لأليشع والألياهو".[60]

        فمعرفة دلالة المعجزة كما ترى المعتزلة كالأصل لوقوع البعثة، وثبوت الشرائع، كما أن حصول البعثة فرع عليه. وفعل المعجزة من جهة الله تعالى دليل على التصديق للرسول، وإقرار منه تعالى بتصديقه بالضرورة. ولكن يجب أن تكون العادة التى تنقضها المعجزة عادة مستمرة في الأصل فتصبح معروفة بالضرورة لهم.[61]

 

 

 

 



[1] - الرازي : التفسير الكبير. ج2. صـ 219

-[2] مقدمة سعديا لسفر التكوين: صـ 4.

[3] - سورة النحل: الآية 78.

[4] - سورة الأعراف: الآية 185.

[5] - القاضى عبد الجبار: المغنى. 11/ 358.

[6] - محمد عمارة: رسائل العدل والتوحيد. 1/83.

[7] - الأشعري: مقالات الإسلاميين. صـ 204.

[8] - الخياط: الانتصار. صـ 177.

[9] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 5.

[10] - المرجع السابق: صـ5.

[11] - ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل . تحقيق د/محمد إبراهيم نصر. د/عبد الرحمن عميرة. دار الجيل . بيروت .ط2 .1969. ج4. صـ 79،ج3 . صـ74، ج5 . صـ240.

[12] - الجاحظ: الحيوان . ج2. صـ 116.

[13] - حنا الفاخوري: تاريخ الفلسفة العربية. دار المعارف. بيروت. ج2. صـ 126.

[14] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين صـ 5. ويلاحظ من الاستشهاد السابق أن سعديا يصف العقل بالقوة فيقول "قوة العقول" كما وصفها الفارابي.

[15] - القاضى عبد الجبار: المغنى. 12/48.

[16] - ישראל צינבורג: תולדות ספרות ישראל. הוצאת יוסף שרברק. הקיבוץ הארצי. השומר הצעיר. תל אביב. מרחביה. כרך ראשון. עמ" 105.

[17] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 7،6.

[18] - المرجع السابق: صـ 7.

[19] - حنا الفاخوري: تاريخ الفلسفة. 1/162.

[20] - القاضى عبد الجبار: المغنى. 11/  375.

[21] - القاضى عبد الجبار: المحيط بالتكليف في العقائد. تحقيق عُمر السيد عزمي. د/ أحمد فؤاد الأهواني. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر. ج1. صـ12، 15.

[22] - حسنى زينة: العقل عند المعتزلة. دار الآفاق الجديدة. بيروت. ط2. 1980. صـ 21.

[23] -  مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 4،3.

[24] -  المرجع السابق: صـ 3.

[25] - سعيد مراد: العقل الفلسفي في الإسلام. مكتبة الأنجلو المصرية. صـ 13، 14 .

[26] - القاضى عبد الجبار: المغنى . 12/ 28.

[27] - المرجع السابق: 12/ 222.

[28] - سورة الحج : الآية 46.

[29] - حسنى زينة: العقل عند المعتزلة. صـ 33.

[30] - سورة الحج: الآية 10.

[31] - سورة ق: الآية 37.

[32] - سورة البقرة: الآية 10.

[33] - سورة البقرة : الآية7 .

[34] - صحيح البخاري: ج1. كتاب الإيمان. صـ 20. وجاء في لسان العرب أن العقل بمعنى التثبت في الأمور والعقل هو القلب والقلب العقل، وسمى العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أى يحبسه، والقلب مضغة في الفؤاد معلقة بالنياط وقد يعبر بالقلب عن العقل، قال الفراء: في قوله تعالى "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " سورة ق الآية 37، أى عقل، كما يرى الشريف الرضى في نفس الآية أن المقصود بها العقل، وجائز في العربية أن تقول مالك قلب؟ وما قلبك معك؟ تقول ما عقلك معك؟ وأين ذهب قلبك؟ أى أين ذهب عقلك؟ لسان العرب: مادة ققل وعقل. والشريف الرضى: تلخيص البيان في مجازات القرآن. صـ 312.

[35] - الرازي: التفسير الكبير. 2/ 54، 55، 15/ 64، 65.

[36] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 6.

[37] -  تفسير سعديا لسفر التكوين: صـ 23.

[38] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 18

[39] -  المرجع السابق: صـ 23.

[40] - الجويني: الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد. تحقيق د/ محمد يوسف موسى- وعلى عبد المنعم عبد الحميد. مكتبة الخانجي. مصر.1950. صـ 258، القاضي عبد الجبار: المغنى. 11/375.

[41] - حنا الفاخوري:  تاريخ الفلسفة العربية. صـ ج1. صـ162، 174.

[42] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 3.

[43] - القاضى عبد الجبار: المحيط بالتكليف. 1/17، 23.

[44] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 6.

[45] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 14،13.

[46] - سامي النشار: نشأة الفكر الفلسفي. صـ 83.

[47] - القاضى عبد الجبار: المحيط بالتكليف. 1/ 25، 30، 31.

[48] - الإمام يحيى بن الحسين: ضمن رسائل العدل والتوحيد. ج2 . صـ 310- 311.

[49] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 5.

[50] - القاضى عبد الجبار: المغنى. 17/ 391.

[51] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 12.

[52] - الاصفهاني: المفردات في غريب القرآن. تعريف الخبر. كتاب الخاء. صـ 141- 142.

[53] -المرجع السابق: تعريف الخبر. صـ142.

[54] - سورة الحجرات: الآية 6.

[55] - مقدمة سعديا لتفسير سفر التكوين: صـ 7.

[56] -  المرجع السابق: صـ 9،8.

[57] - تفسير سعديا لسفر التكوين: صـ 24.

[58] - تفسير سعديا لسفر التكوين: صـ 24.

[59] - القاضى عبد الجبار: المحيط بالتكليف. صـ 26-32.

[60] - تفسير سعديا لسفر التكوين: صـ 32، 33.

[61] - القاضى عبد الجبار:  شرح الأصول الخمسة. صـ 384، 385.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button