لبنى عبدالعزيز حسنين، كلية الألسن ، جامعة عين شمس
تكمن أهمية نظرية التعليق لعبد القاهر الجرجاني في دراستها للجملة على نحو شامل دون النظر إلى جزء محدد فيها دون الآخر؛ فهي تنظر للجملة نظرة شاملة. ونجد ذلك جليًا في تعريف الجرجاني للجملة؛ فقد عرفها قائلا: «معلومٌ أنْ ليس النظمُ سوى تعليق الكـَلِمِ بعضِها ببعضٍ، وجَعْل بعضِها بسببٍ من بعض()»، وأضاف أيضًا قائلا: «واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علمًا لا يعترضه الشك أن لا نظمَ في الكلم ولا ترتيب حتى يُعلق بعضها ببعض، ويُبنى بعضها على بعض، وتُجعل هذه بسبب من تلك. هذا ما لا يجهله عاقل ولا يخفى على أحد من الناس()». وقد قسم الجرجاني تعلق أقسام الكلم (الاسم والفعل والحرف) بعضها ببعض إلى ثلاثة أقسام هي:
تعلق الاسم بالاسم: فقال:
«فالاسم يتعلق بالاسم بأن يكون خبـرًا عنه، أو حالا منـــه، أو تابعًا له صفــــــــةً أو تأكيدًا، أو عطف بيان، أو بدلا، أو عطفًا بحرف، أو بأن يكون الأول مضافًا إلى الثاني، أو بأن يكون الأول يعمل في الثاني عمل الفعل، ويكون الثاني في حكم الفاعل له أو المفعول. وذلك في اسم الفاعل كقولنا: "زيدٌ ضاربٌ أبوه عَمرًا"، وكقوله تعالى: "أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا()"، وقوله تعالى: "وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ()"، واسم المفعول كقولنا: "زيدٌ مضروبٌ غِلمانُه"، وكقوله تعالى: "ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ()"، والصفة المشبهة كقولنا: زيدٌ حسنٌ وجهه، وكريمٌ أصلُه، وشديدٌ ساعدُه"ُ، والمصدر كقولنا: "عجبت من ضربِ زيدٍ عَمرًا"، وكقوله تعالى: "إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا()"، أو بأن يكون تمييزًا قد جلاه()».
تعلق الاسم بالفعل: فقال:
«فالاسم يتعلق بالفعل بأن يكون فاعلا له، أو مفعولا؛ فيكون مصدرًا قد انتصب كقولك: "ضربت ضربًا"، ويُقال له: "المفعول المطلق"، أو مفعــــولا به كقولك: "ضربتُ زيـــدًا"، أو ظرفًا مفعولا فيه، زمانًا أو مكانًا، كقولك: "خرجتُ يومَ الجمعة، ووقَفْت أمامَك"، أو مفعولا معه كقولنا: "جاءَ البَردُ والطَّيالِسَةَ()"، "لو تـُركَت الناقةُ وفَصيلَها لرَضِعَها()"، أو مفعولا له كقولنا: "جئتك إكرامًا لك، وفعلت ذلك إرادةَ الخير بك"، وكقوله تعالى: "وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ()"، أو بأن يكون مُنزَّلا من الفعل منزلة المفعول، وذلك في خبر "كان وأخواتها"، والحال والتمييز المنتصب عن تمام الكلام، مثل: "طابَ زيدٌ نفسًا، وحَسُن وجهًا، وكَرُم أصلا"، ومثله الاسم المنتصب على الاستثناء، كقولك: "جاءَني القومُ إلا زيدًا"، لأنه من قبيل ما ينتصب عن تمام الكلام()».
تعلق الحرف بهما: فقال:
«وأما تعلق الحـــــرف بهما؛ فعلى ثلاثة أضرُبٍ هـــي:
الضرب الأول:
أن يتوسط الحرف بين الفعل والاسم؛ فيكون ذلك في حروف الجر التي من شأنها أن تُعدّىَ الأفعال إلى ما لا تتعدى إليه بأنْفُسها من الأسماء، مثل أنّك تقول: "مررت"؛ فلا يصل إلى نحو "زيد، وعمرو"؛ فإذا قلــــت: "مررت بزيــــدٍ، أو على زيد"، وجدته قد وصــل "بالبــــاء" أو "على". وكذلك سبيل الواو الكائنة بمعنى "مع" في قولنا: "لَََََََوْ تُركَتِ الناقةُ وفصيلها لرَضعها" بمنزلة حرف الجر في التوسط بين الفعل والاسم وإيصاله إليه، إلا أنّ الفرق أنها لا تعمل بنفسها شيئًا، لكنها تُعين الفعل على عَمِله النصب. وكذلك حكم "إلاَّ" في الاستثناء؛ فإنها عندهم بمنزلة هذه "الواو" الكائنة بمعنى "مع" في التوسط، وعمَلُ النصب في المستثنى للفعل، ولكن بوساطتها وعونٍ منها.
الضرب الثاني:
تعلق الحرف بما يتعلق به "العطف"، وهو أن يدخل الثاني في عمل العامل في الأول، كقولنا: "جاءني زيد وعمرو"، و"رأيت زيدًا وعمرًا"، و"مررتُ بزيد وعمرو".
الضرب الثالث:
تعلق الحرف بمجموع الجملة، كتعلق حرف النفي والاستفهام والشرط والجزاء بما يدخل عليه، وذلك أن من شأن هذه المعاني أن تتناول ما تتناوله بالتقييد، وبعد أن يُسند إلى شيءٍ. معنى ذلك: أنك إذا قلت: "ما خرج زيد"، و"ما زيد خارج" لم يكن النفي الواقع بها متناولا الخروج على الإطلاق، بل الخروج واقعًا من "زيد" ومسندًا إليه()».
وقد أدرك الباحثون المعاصرون في علم اللغة العربية أهمية نظرية التعليق لعبد القاهر الجرجاني التي عرضها في كتابه ((دلائل الإعجاز))، وتناولها بالدراسة والتحليل؛ فقد كانت نظـرية التعليق مجالا خصبًا للبحث العلمــي والدراسة العلمية لكل من علماء النحـو وعلماء البلاغة على حد سواء()، ومن أهم من درسوها الدكتور/ تمام حسان في كتابه ((اللغة العربية معناها ومبناها)).
واهتم الدكتور/ تمام حسان بنظرية التعليق اهتمامًا بالغًا؛ فقد جعلها النظرية المركزية في النحو العربي، واستغنى بها عن العامل النحوي الذي لم يعرف غيره القدماء معتمدًا في ذلك على تضافر القرائن المعنوية (الإسناد، والتخصيص، والنسبة، والتبعية) والقرائن اللفظية (العلامة الإعرابية، والرتبة، ومبنى الصيغة، والمطابقة، والربط، والتضام، والأداة، والنغمة) لبيان المعنى الواحد، وتوصل من خلال هذا التضافر إلى أنه يمكن الاستغناء عن إحدى هذه القرائن، وهذا ما يفسر ما كان شاذًا ونادرًا عند القدماء(). وقســـــــم الدكتور/ تمام حسان القرائن الدالة على التعليق إلى قرائن معنوية وقرائن لفظية كالآتي:
أولا: القرائن المعنوية: وتتكون من:
الإسناد:
وهي العلاقة التي تربط بين المسند والمسند إليه، سواء أكان هذان المترابطــــان مبتدأ وخبر أو فعلا وفاعلا.
التخصيص:
وهي قرينة كبرى تتفرع عنها قرائن معنوية أخص منها، وهي:
قرينة التعدية: التي تدل على المفعول به.
قرينة الغائية: التي تدل على المفعول لأجله.
قرينة المعية: التي تدل على المفعول معه.
قرينة الظرفية: التي تدل على المفعول فيه.
قرينة التحديد والتوكيد: التي تدل على المفعول المطلق.
قرينة الملابسة: التي تدل على الحال.
قرينة التفسير: التي تدل على التمييز.
قرينة الإخراج: التي تدل على الاستثناء.
قرينة المخالفة: التي تدل على الاختصاص وبعض المعاني الأخرى.
النسبة:
وهي قرينة كبرى كالتخصيص، وتدخل تحتها قرائن معنوية فرعية وهي معاني حروف الجر ومعها الإضافة.
التبعية:
وهي قرينة عامة يندرج تحتها أربع قرائن، هي: النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل.
ثانيًا: القرائن اللفظية:
العلامة الإعرابية:
وهي قرينة كبرى، حظيت بعناية فائقة من النحاة العرب، حتى جعلوا الإعراب نظرية متكاملة هي نظرية العامل.
الرتبة:
وهي قرينة لفظية بين جزءين من أجزاء السياق، تبين معنى كل منهما من خلال موقعه، وتنقسم الرتبة في النحو العربي إلى محفوظة لا يمكن تخلفها، مثل تقدم المضاف على المضاف إليه، ورتبة غير محفوظة يمكن أن تتخلف كرتبة الفعل والمفعول به، ورتبة الفاعل والمفعول به، وقد يطرأ على الرتبة غير المحفوظة من دواعي أمن اللبس ما يدعوا إلى حفظها نحو: ضرب موسى عيسى.
مبنى الصيغة:
وهي من القرائن اللفظية؛ لأن الصيغ فروع على مباني التقسيم؛ فللأسماء صيغها، وللصفات والأفعال صيغها؛ إذ أن هناك من المواقع النحوية ما لا يكون فيه غير الاسم إلا عن طريق تعدد المعنى الوظيفي مثل: المبتدأ والفاعل، والمصادر تكون مفعولا مطلقًا. وهكذا تكون الصيغة قرينة لفظية على الباب.
المطابقة: وتكون فيما يلي:
العلامة الإعرابية.
الشخص (التكلم- الخطاب- الغيبة).
العدد (الإفراد- التثنية- الجمع).
النوع (التذكير- التأنيث).
التعيين (التعريف- التنكير).
الربط:
ويكون بين الصلة وصلته، وبين المبتدأ وخبره، وبين الحال وصاحبه... ويتم الربط بالضمير أو بإعادة اللفظ.
التضام:
ويقصد به التلازم، وهو إما أن يكون بالمبنى الوجودي، وهوالمذكور، وإما أن يكون بالمبنى العدمي؛ فالمضاف والمضاف إليه يتطلب أحدهما الآخر، ويُحذف كل منهما مع وجود القرينة التي تدل على حذفه.
الأداة:
وهي من القرائن الهامة في التعليق، وتنقسم الأدوات إلى نوعين:
الأدوات الداخلة على الجمل: مثل: أدوات النفي، والتوكيد، والاستفهام، والنهي، والتمني، والقسم، والشرط، وهذه الأدوات رتبتها الصدارة.
الأدوات الداخلة على المفردات: مثل: العطف، والاستثناء، والتحقيق، والتقليل، والابتداء، ورتبتها دائمًا التقدم.
النغمة:
وهي الإطار الصوتي الذي تقال به الجملة في السياق الكلامي؛ فلكل جملة قالب تنغيمي معين؛ إذ إن القالب التنغيمي للتقرير يختلف عن الاستفهام، والقالب التنغيمي لجملة العرض يختلف عن جملة الإثبات().
- أولا: في اللغة العبرية:
يُعرف المفعول المطلق في اللغة العبرية بأنه هو الاسم المشتق من جذر الفعل (المسند)(). ويتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بواسطة القرائن المعنوية واللفظية، نحو:
أولا: القرائن المعنوية:
التحديد:
يرتبط المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة معنوية واحدة، وهى قرينة التحديد، ويتفرع منها قرائن معنوية أخص هى:
تأكيد وقوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التأكيد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تأكيد وقوع حدث الفعل (المسند)()؛ فالمفعول المطلق هنا لا يأتي ليضيف شيئًا جديدًا لفكرة الفعل (المسند)() أو لمضمون الجملة()، وإنما يأتي ليؤكد فكرة الفعل (المسند)()، نحو:
- שִׁמְעוּ שָׁמוֹעַ מִלָּתִי.... "سَمْــــعًا اسْمَـــعُـــــوا أَقْـــــوَالِــي...." (سفر أيوب 13: 17).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق שָׁמוֹעַ "سَمْع" مشتق من جـــذر الفعل שׁ-מ-ע؛ أي أن المفعـــــول المطلــــق שָׁמוֹעַ "سَمْع" جاء ليؤكد السمـــــع المعبر عنه بالفعـــــل (المسند) שָׁמַע "سمع"، وبذلك تعلق المفعـــــول المطلـق שָׁמוֹעַ "سَمْع" بالفعـــل (المسند) שָׁמַע "سمع" بقرينــــة التأكيـــد المعنويـــة.
- שָׁם פָּחֲדוּ פָחַד.... "هُنَاكَ خَافُوا خَوْفًا...." (سفر المزامير 14: 5).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعــــول المطلــــق פָחַד "خَوْف" مشتق من جـــــذر الفعـــل פ-ח-ד؛ أي أن المفعـــــول المطلـــــق פָחַד "خَوْف" جاء ليؤكد الخـــــوف المعبر عنه بالفعــــل (المسند) פָּחַד "خاف"، وبذلك تعلـــــق المفعــــــول المطلـــــق פָחַד "خَوْف" بالفعــــل (المسند) פָּחַד "خاف" بقرينة التأكيد المعنويـــة.
تحديد نوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التحديد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تحديد نوع حدث الفعل(المسند)؛ فالمفعول المطلق هنا يأتي ليصف حدث الفعل (المسند)()، نحو:
- ....וַיִּצְעַק צְעָקָה גְּדֹלָה.... "....صَـــــــرَخَ صَـــــــــرْخَةً عَـــظِيمَــــةً...." (سفر التكـــــــوين 27: 34).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق צְעָקָה "صرخة" مشتق من جذر الفعل צ-ע-ק، وقد تبع المفعول المطلق צְעָקָה "صرخة" الصفة גְּדֹלָה "عظيمة"، وقد جاء المفعول المطلق צְעָקָה "صرخة" والصفة גְּדֹלָה "عظيمة" ليحددا ويصفا نوع الصرخة المعبر عنها بالفعل צָעַק "صرخ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق צְעָקָה גְּדֹלָה "صرخة عظيمة" بالفعل (المسند) צָעַק "صرخ" بقرينة التحديد المعنوية.
- וַיִּירְאוּ הָאֲנָשִׁים יִרְאָה גְדוֹלָה.... "فَخَافَ الرِّجَـــــــالُ خَوْفًا عَظِيــــــمًا...." (سفر يونان 1: 10).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق יִרְאָה "خوف" مشتق من جذر الفعل י-ר-א، وقد تبع المفعول المطلق יִרְאָה "خوف" الصفة גְּדֹלָה "عظيم"، وقد جاء المفعول المطلق יִרְאָה "خوف" والصفة גְּדֹלָה "عظيم" ليحددا ويصفا نوع الخوف المعبر عنه بالفعل יָרֵא "خاف"، وبذلك تعلق المفعول المطلق יִרְאָה גְּדֹלָה "خوف عظيم" بالفعل (المسند) יָרֵא "خاف" بقرينة التحديد المعنوية.
ثانيًا: القرائن اللفظية:
مبنى الصيغة:
يصاغ المفعول المطلق في اللغة العبرية كما يصاغ المصدر المطلق()؛ فالمصدر المطلق() في لغة المقرا يعمل عمل المفعول المطلق. وبناءً على ذلك فقرينة مبنى الصيغة اللفظية تلعب دورًا مهمًا في تحديد الوظيفة النحوية، وكما سبق الذكر يُشتق المفعول المطلق من جذر الفعل (المسند)، ويجوز أيضًا أن يُشتق من جذر فعل آخر مرادف لمعنى الفعل الأصلي()، نحو:
- ....וְחֵמָה גְדוֹלָה קִנֵּאתִי לָהּ "....وَبِسَخَــــــطٍ عَظِيــــــــمٍ غِــــرْتُ عَلَيْهــــَا" (سفر زكريا 8: 2).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق חֵמָה "سخْط" مشتق من جذر الفعل ח-מ-ה، في حين جاء الفعل קִנֵּא "غار- حسد" مشتق من الجذر ק-נ-א؛ فيتضح هنا أن المفعول المطلق חֵמָה "سخْط- حنقٌ-غيظُ()" مشتق من جذر الفعل ח-מ-ה المرادف لمعنى جذر الفعــــــل ק-נ-א. أما إذا اشتق المفعول المطلق من جذر فعله، في هذه الحالة تصبح الجملة קִנְאָה גְדוֹלָה קִנֵּאתִי לָהּ "وَبغَيْرَةٍ عَظِيمَةٍ غِرْتُ عَلَيْهَا".
الرتبة:
تُعد اللغة العبرية -كما سبق الذكر- من اللغات التي تستخدم التقديم والتأخير في ترتيب كلمات جملها، وينطبق ذلك على المفعول المطلق فيأتي أحيانًا بعد الفعل (المسند)، وأحيانًا يأتي قبل الفعل (المسند)()؛ فالمفعول المطلق يأتي بكثرة قبل الفعل (المسند)، ويأتي بعد الفعل (المسند) إذا جاء لازمًا()، نحو:
- קָצַף יְהוָה עַל-אֲבוֹתֵיכֶם קָצֶף "قَدْ غَضِـــــبَ الرَّبُّ غَضَبًا عَلَـــــــى آبَائِكُمْ" (سفر زكريا 1: 2).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق קָצֶף "غضْب" المشتق من جذر الفعل ק-צ-ף قد جاء بعد الفعل (المسند) קָצַף "غضَب".
- ....הִתְאַוּוּ תַּאֲוָה.... "....اشْتَهَى شَهْوَةً...." (سفر العدد 11: 4).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق תַּאֲוָה "شهوة" المشتق من جذر الفعل א-ו-ה قد جاء بعد الفعل (المسند) הִתְאוָּה "اشتهى".
- ....בֶגֶד בּוֹגְדִים בָּגָדוּ "....النَّـاهِـبُـــــونَ نَهَبُـــــــــوا نَهْــــــــــــبًا" (سفر إشعيـــاء 24: 16).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق בֶגֶד "نَهْب" المشتق من جذر الفعل ב-ג-ד قد جاء قبل الفعل (المسند) בָּגד "نَهَب".
- ....וְלָמָּה-זֶּה הֶבֶל תֶּהְבָּלוּ.... "....فَلِمَــــاذَا تَتَبَطَّلــــُونَ تَبَطُّــــــــلاً؟...." (سفر أيوب 27: 12).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق הֶבֶל "تَبطُل" المشتق من جذر الفعل ה-ב-ל قد جاء قبل الفعل (المسند) הִבֵּל "تبطَلَ".
- ثانيًا: في اللغة السريانية:
يُعرف المفعول المطلق في اللغة السريانية بأنه هو المصدر الذي يقع عليه فعل من لفظه ومعناه معًا()؛ فالمفعول المطلق لا يأتي بدون الفعل (المسند)، ولذلك يُعرف المفعول المطلـــــــق بالمتعلـــــق بالفعل؛ لأنه يتبـــــــع الفعل تمامًا أو يصاحبه(). ويتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بواسطة القرائن المعنوية واللفظية، نحو:
أولا: القرائن المعنوية:
التحديد:
يرتبط المفعول المطلق بالفعل بقرينة معنوية واحدة، وهى قرينة التحديد، ويتفرع منها ثلاث قرائن معنوية أخص، هى:
تأكيد وقوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التأكيد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تأكيد وقوع حدث الفعل (المسند)()، نحو:
- ܬܡܢ ܕܚܠܘ ܕܚܠܬܐ.... "هُـــــــنَــــــــاكَ خَـــــافُـــــوا خَــوْفًــــا...." (سفر المـزامير 53: 5).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܕܚܠܬܐ "خوْف" مشتق من جذر الفعل ܕ- ܚ- ܠ؛ أي أن المفعول المطلق ܕܚܠܬܐ "خوْف" جاء ليؤكد الخوف المعبر عنه بالفعل ܕܚܠ "خاف"، وبذلك تعلق المفعول المطلق ܕܚܠܬܐ "خوْف" بالفعل (المسند) ܕܚܠ "خاف" بقرينة التأكيد المعنوية.
- ....ܫܡܥܘ ܡܫܡܥ ܘܠܐ ܬܣܬܟܠܘܢ ܘܚܙܘ ܡܚܙܐ ܘܠܐ ܬܕܥܘܢ "....اسْمَعُوا سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُــــــــــوا، وَأَبْصِــــــرُوا إِبْصَارًا وَلاَ تَعْرِفُـــــــوا" (سفر إشعياء 6: 9).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܡܫܡܥ "سَمْع" مشتق من جذر الفعل ܫ- ܡ- ܥ؛ أي أن المفعول المطلق ܡܫܡܥ "سَمْع" جاء ليؤكد السمع المعبر عنه بالفعل ܫܡܥ "سَمَعَ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق ܡܫܡܥ "سَمْع" بالفعل (المسند) ܫܡܥ "سَمَعَ" بقرينة التوكيد المعنوية. ويتضح كذلك أن المفعول المطلق ܡܚܙܐ "إبصار" مشتق من جذر الفعل ܚ- ܙ- ܐ؛ أي أن المفعول المطلق ܡܚܙܐ "إبصار" جاء ليؤكد الإبصار المعبر عنه بالفعل ܚܙܐ "أبصر"، وبذلك تعلق المفعول المطلق ܡܚܙܐ "إبصار" بالفعل (المسند) ܚܙܐ "أبصر" بقرينة التأكيد المعنوية.
تحديد نوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التحديد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تحديد نوع حدث الفعل(المسند)، وذلك ببيـــان نوع الفعـل (المسند) بالوصــف أو بالإضافة()، نحو:
- ܘܰܕ݂ܚܶܠܘ ܕ݁ܶܚܠܬ݂ܳܐ ܪܰܒ݁ܬ݂ܳܐ().... "فَخَـــــــــــافُـوا خَـــــــوْفًا عَظِيـــــــــمًا.... " (إنجيل مرقس 4: 41).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܕ݁ܶܚܠܬ݂ܳܐ "خوف" مشتق من جذر الفعل ܕ݁- ܚ- ܠ، وقد تبع المفعول المطلق ܕ݁ܶܚܠܬ݂ܳܐ "خوف" الصفة ܪܰܒ݁ܬ݂ܳܐ "عظيم"، وقد جاء المفعول المطلق ܕ݁ܶܚܠܬ݂ܳܐ "خوف" والصفة ܪܰܒ݁ܬ݂ܳܐ "عظيم" ليحددا ويصفا نوع الخوف المعبر عنه بالفعل ܕ݁ܚܠ "خاف"، وبذلك تعلق المفعول المطلق وصفته ܕ݁ܶܚܠܬ݂ܳܐ ܪܰܒ݁ܬ݂ܳܐ "خوف عظيم" بالفعل (المسند) ܕ݁ܚܠ "خاف" بقرينة تحديد المعنوية.
- ܘܡܚܘ ܝܘܕܝܐ ܒܟܠܗܘܢ ܒܥܠܕܒܒܝܗܘܢ ܡܚܘܬܐ ܕܚܪܒܐ.... "فَضَــرَبَ الْيَهُودُ جَمِيـــعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ...." (سفر أستير 9: 5).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܡܚܘܬܐ "ضربة" مشتق من جذر الفعل ܡ- ܚ- ܐ، وقد تبع المفعول المطلق ܡܚܘܬܐ "ضربة" المضاف إليه ܚܪܒܐ "سيف"، وقد جاء المفعول المطلق ܡܚܘܬܐ "ضربة" والمضاف إليه ܚܪܒܐ "سيف" ليحددا نوع الضربة المعبر عنها بالفعل ܡܚܐ "ضرب"، وبذلك تعلق المفعول المطلق والمضاف إليه ܡܚܘܬܐ ܕܚܪܒܐ "ضربة سيف" بالفعل (المسند) ܡܚܐ "ضرب" بقرينة التحديد المعنوية.
تحديد عدد مرات وقوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة تحديد العدد المعنوية وذلك لبيان عدد مرات وقـــوع الفعل (المسند)()، نحو:
- ....ܠܐ ܡܠܛ ܬܠܘܛܝܘܗܝ ܘܐܦܠܐ ܡܒܪܟܘ ܬܒܪܟܝܘܗܝ "....لاَ تَلْـــعَنْـــــهُ لَعْنَــــــةً وَلاَ تُبَارِكْــــهُ بَرَكَــــــةً" (سفر العدد 23: 26).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܡܠܛ "لعنة" جاء مفردًا ليدل على العدد واحد وذلك ليوضح عدد مرات وقوع الفعل ܠܛܐ "لعن"؛ أي أن معنى الجملة هو "لا تلعنه لعنة واحدة"، وبذلك تعلق المفعول المطلق ܡܠܛ "لعنة" بالفعل (المسند) ܠܛܐ "لعن" بقرينة التحديد المعنوية. وكذلك يتضح أن المفعول المطلق ܡܒܪܟܘ "بركة" جاء مفردًا ليدل على العدد واحد وذلك ليوضح عدد مرات وقوع الفعل ܒܪܟ "بارك"؛ أي أن معنى الجملة هو "لا تباركه بركة واحدة"، وبذلك تعلق المفعول المطلق ܡܒܪܟܘ "بركة" بالفعل (المسند) ܒܪܟ "بارك" بقرينة التحديد المعنوية.
ثانيًا: القرائن اللفظية:
مبنى الصيغة:
يأتي المفعول المطلق -كما سبق الذكر- مصدرًا؛ فهو إما أن يأتي مصدرًا أصليًا أو مصدرًا ميميًا، وقد يأتي أيضًا اسم مرة(). وبناءً على ذلك فقرينة مبنى الصيغة اللفظية تلعب دورًا مهمًا في تحديد الوظيفة النحوية، وكما سبق الذكر يُشتق المفعول المطلق من جذر الفعل (المسند)، ويجوز أيضًا أن ينوب عن المفعول المطلق مرادفه، نحو:
- ܘܡܢ ܢܕܡܟ ܫܢܬܐ() "من ينام رقادًا".
يتضح في المثال السابق أن المفعول المطلق ܫܢܬܐ "رقاد" مشتق من جذر الفعل ܫ- ܢ- ܐ، في حين جاء الفعل ܕܡܟ "نام" مشتق من الجذر ܕ- ܡ- ܟ؛ فيتضح هنا أن المفعول المطلق ܫܢܬܐ "رقاد" مشتق من جذر الفعــــل ܫ- ܢ- ܐ المرادف لمعنى جذر الفعل ܕ- ܡ- ܟ. أما إذا اشتق المفعول المطلق من جذر فعله، في هذه الحالة تصبح الجملة ܘܡܢ ܢܕܡܟ ܕܡܟܬܐ "من ينام نومًا".
- ....ܘܒܚܡܬܐ ܪܒܬܐ ܛܢܬ ܒܗ "....وَبِغيـــــــرةٍ عَظِيمــــة غِــرْتُ عَلَيْــــهَــــا" (سفر زكريا 8: 2).
يتضح في الفقرة السابقـــــة أن المفعــول المطلـــق ܚܡܬܐ "سخْط" مشتــق من جــــذر الفعل ܚ- ܡ- ܐ، في حيـــن جـاء الفعل ܛܢܐ "غار" مشتق من الجـــــــــذر ܛ- ܢ- ܐ؛ فيتضح هنا أن المفعول المطلـــق ܚܡܬܐ "سخْط" مشتق مـن جذر الفعـــل ܚ- ܡ- ܐ المـــرادف لمعنى جذر الفعــل ܛ- ܢ- ܐ. أما إذا اشتق المفعول المطلــق من جـــذر فعله، في هذه الحالة تصبح الجملة ܘܒܛܢܬܐ ܪܒܬܐ ܛܢܬ ܒܗ "وَبغَيْرَةٍ عَظِيمَةٍ غِرْتُ عَلَيْهَا".
ويجوز في اللغة السريانية أن يقوم الوصف ملحقًا لفظة ܐܝܬ مقام المصدر المحذوف، نحو:
- ܡܚܐ ܠܐܢܬܬܗ ܩܫܝܐܝܬ()"ضرب امرأته ضربًا شديدًا".
يتضح في المثال السابق أن الصفة ܩܫܝܐܝܬ "شديد" قامت مقام المفعول المطلق المحذوف ܡܚܘܬܐ "ضرْب" المشتق من الفعل ܡܚܐ "ضرب".
الرتبة:
يأتي المفعول المطلق بعد الفعل (المسند) قليلا، ويأتي قبل الفعل (المسند) كثيرًا()، نحو:
- ....ܐܝܠܠ ܐܝܠܠܬܐ ܪܒܬܐ.... "....صَــــــــرَخَ صَــــرْخَــــةً عَــــظِيـــــمـــَةً...." (سفر التكوين 27: 34).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܐܝܠܠܬܐ "صرخة" المشتق من جذر الفعل ܐ- ܝ- ܠ- ܠ قد جاء بعد الفعل (المسند) ܐܝܠܠ "صرخ".
- ܘܚܠܡ ܝܘܣܦ ܚܠܡܐ.... "وَحَلُـــــــــمَ يُــوسُفُ حُلْمًـا...." (سفر التكوين 37: 5).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܚܠܡܐ "حُلم" المشتق من جذر الفعل ܚ- ܠ- ܡ قد جاء بعد الفعل (المسند) ܚܠܡ "حَلم".
- ....ܠܳܐ ܗܳܐ ܙܰܪܥܳܐ ܛܳܒ݂ܳܐ ܙܪܰܥܬ݁ ܒ݁ܰܩܪܺܝܬ݂ܳܟ݂.... "....أَلَيْــــسَ زَرْعًـــا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟...." (إنجيل متى 13: 27).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܙܰܪܥܳܐ "زرْع" المشتق من جذر الفعل ܙ- ܪ- ܥ قد جاء قبل الفعل (المسند) ܙܪܰܥ "زرع".
- ....ܚܰܕ݂ܽܘܬ݂ܳܐ ܪܰܒ݁ܬ݂ܳܐ ܚܳܕ݂ܶܐ.... "....فَيَفْرَحُ فَرَحًا...." (إنجيل يوحنا 3: 29).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق ܚܰܕ݂ܽܘܬ݂ܳܐ "فرْح" المشتق من جذر الفعل ܚ- ܕ- ݂ܐ قد جاء قبل الفعل (المسند) ܚܕ݂ܐ "فرِح".
- ثالثًا: في اللغة العربية:
يُعرف المفعول المطلق في اللغة العربية بأنه المصدر الفضلة المُسلط عليه عامل من لفظه()؛ أي أنه اسم ما فعله فاعل الفعل (المسند)()، وسُمي مطلقًا لأنه يقع عليه اسم المفعول بلا قيد()؛ فهو لا يُـقيد بحرف جر كالمفعول به، والمفعول له، والمفعول فيه، والمفعول معه().
أولا: القرائن المعنوية:
التحديد:
يرتبط المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة معنوية واحدة، وهى قرينة التحديد()، ويتفرع منها ثلاث قرائن معنوية أخص هى:
تأكيد وقوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التأكيد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تأكيد وقوع حدث الفعل (المسند)، نحو:
- ....وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (سورة الأحزاب 56).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تسليم" مشتق من جذر الفعــل س- ل- م؛ أي أن المفعول المطلق "تسليمًا" جاء ليؤكد التسليم المعبر عنه بالفعل "سَلَّمَ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق "تسليمًا" بالفعل (المسند) "سَلَّمَ" بقرينة التأكيد المعنوية.
- ....وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (سورة النساء 164).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تكليم" مشتق من جذر الفعــــل ك- ل- م؛ أي أن المفعول المطلق "تكليمًا" جاء ليؤكد التكليم المعبر عنه بالفعل "كَلَّمَ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق "تكليمًا" بالفعل (المسند) "كَلَّمَ" بقرينة التأكيد المعنوية.
وتلجأ اللغة العربية إلى تكرار المفعول المطلق وذلك لزيادة التوكيد()، نحو:
- كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (سورة الفجر 21).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "دَكَّا" مشتق من جـذر الفعــــــل د- ك- ك؛ أي أن المفعول المطلق "دَكَّا" جاء ليؤكد الدَك المعبر عنه بالفعل "دُكَّ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق "دَكَّا" بالفعل (المسند) "كَلَّمَ" بقرينة التوكيد المعنوية، وقد كُررالمفعول المطلق "دَكَّا" لزيادة تأكيد حدث الفعل (المسند) وهو الدَك.
تحديد نوع الحدث:
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة التحديد المعنوية؛ حيث إنها قرينة تقوم بالأساس على تحديد نوع الفعل (المسند)، وذلك ببيـــان نــــوعه بالوصـــف أو بالإضـــافــــة أو بأل الدالة على العهد أو بأل الجنسية الدالة على الكمال، نحو:
- وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (سورة الفجر 20).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "حُبًا" مشتق من جذر الفعـــــــل ح- ب- ب، وقد تبع المفعول المطلق "حُبًا" الصفة "جَمَّا"، وقد جاء المفعول المطلق "حُبًا" والصفة "جَمَّا" ليحددا ويصفا نوع الحب المعبر عنه بالفعل "حَبَّ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق وصفته "حُبًّا جَمًّا" بالفعل (المسند) "حَبَّ" بقرينة التحديد المعنوية.
- ....وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى.... (سورة الأحزاب 33).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تبرُّج" مشتق من جذر الفعـــــــــل ب- ر- ج، وقد تبع المفعول المطلق "تبرُّج" المضاف إليه "الجاهلية"، وقد جاء المفعول المطلق "تبرُّج" والمضاف إليه "الجاهلية" ليحددا نوع التبرُج المعبر عنه بالفعل "تَبرَجَ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق والمضاف إليه "تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ" بالفعل (المسند) "تَبرَجَ" بقرينة التحديد المعنوية.
- اجتهدت الاجتهاد.
يتضح في المثال السابق أن المفعول المطلق "اجتهاد" مشتق من جذر الفعل ج- هـ- د، وقد اقترن المفعول المطلق "اجتهاد" بأل الدالة على العهد؛ فالمعنى المراد هنا هو "اجتهدت اجتهادًا مثل ذلك الاجتهاد الذي تعلم أني اجتهده"().
- دافعت عن علي الدفاع.
يتضح في المثال السابق أن المفعول المطلق "دفاع" مشتق من جذر الفعــــل د- ف- ع، وقد اقترن المفعول المطلق "دفاع" بأل الجنسية الدالة على الكمال؛ فالمعنى المراد هنا هو "دافعت عن علي الدفاع الكامل الخليق بأن ينتصف له"().
تحديد عدد مرات وقوع الحدث():
يتعلق المفعول المطلق بالفعل (المسند) بقرينة تحديد العدد المعنوية وذلك لبيان عدد مرات وقوع الفعل (المسند)، نحو:
- ضربتُ ضربتين().
يتضح في المثال السابق أن المفعول المطلق "ضربتين" جاء مثنى ليوضح عدد مرات وقوع الفعل "ضرب"، وبذلك تعلق المفعول المطلق "ضربتين" بالفعل (المسند) "ضرب" بقرينة التحديد المعنوية.
- وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (سورة الحاقة 14).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "دكة" جاء مفردًا ليدل على العدد واحد وذلك ليوضح عدد مرات وقوع الفعل "دُكَّ"، وبذلك تعلق المفعول المطلق "دكة" بالفعل (المسند) "دُكَّ" بقرينة التحديد المعنوية.
ثانيًا: القرائن اللفظية:
العلامة الإعرابية:
يعد التعرف على المفعول المطلق في اللغة العربية أمرًا سهلا ويسيرًا وذلك نظرًا لاحتفاظ اللغة العربية بالإعراب. والمفعول المطلق -كما سبق الذكر- هو المصدر المنتصب المشتق من لفظ الفعل (المسند)()؛ فالعلامة الإعرابية التي تميز المفعول المطلق هي علامة النصب الإعرابية، نحو:
- ....وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (سورة الإسراء 12).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تفصيل" مشتق من جذر الفعل ف- ص- ل، وجاء منصوبًا بعلامة النصب الإعرابية.
- ....وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا (سورة المزمل 4).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "ترتيل" مشتق من جذر الفعـــل ر- ت- ل، وجاء منصوبًا بعلامة النصب الإعرابية.
مبنى الصيغة:
يُصاغ المفعول المطلــــق في اللغة العربيـــــة -كما سبق الذكر- من مصدر() الفعل (المسند)؛ أي من المصــــدر الصريـــح الأصلـــي، والذي يشمل المصـــدر الدال على المـــرة والهيئة()، وبناءً على ذلك فقرينة مبنــى الصيغة اللفظية تلعب دورًا مهمًا في تحديـــد الوظيفـــة النحوية، وكما سبق الذكــر يُشتق المفعـــول المطلـــق من جذر الفعـــل (المسند). ويجـــوز في اللغة العربية أن يـنوب عن المفعول المطلق ما يلي:
- مرادف المفعول المطلق(): نحو():
- ....فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً.... (سورة النور 61).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تحية" مشتق من جذر الفعــــل ح- ي- ى، في حين جاء الفعل "سلم" مشتق من الجذر س- ل- م؛ فيتضح هنا أن المفعول المطلق "تحية" مشتق من جذر الفعل ح- ي- ى المرادف لمعنى جذر الفعل س- ل- م. أما إذا اشتق المفعول المطلق من جذر فعله، في هذه الحالة تصبح الجملة "فسلموا على أنفسكم تسليمًا".
- ملاقي المصدر في الاشتقاق():
هو كل ما يلاقي المصدر في أصول مادة الاشتقاق، وذلك بأن يشاركه في حروف مادته الأصليه، وينقسم إلى:
مصدر فعل آخر: نحو:
- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا (سورة المزمل 8).
يتضح في الآية السابقة أن المصدر "تبتيلا" والمشتق من الفعل "بَتَّل" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "تبتُلا" المشتق من الفعل "تبتل".
اسم عين: نحو:
- وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا (سورة نوح 17).
يتضح في الآية السابقة أن اسم العين "نباتًا" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "إنباتًا" المشتق من الفعل "أنبت".
- اسم المصدر(): نحو:
- مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا.... (سورة البقرة 245).
يتضح في الآية السابقة أن اسم المصدر "قرضًا" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "إقراضًا" المشتق من الفعل "يقرض".
صفة المصدر(): نحو():
- ....وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا.... (سورة آل عمران 41).
يتضح في الآية السابقة أن صفة المصدر "كثيرًا" جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "ذكرًا" المشتق من الفعل "اذكر"؛ فالمعنى المراد هنا هو "واذكر ربك ذكرًا كثيرًا".
ضمير المصدر(): نحو:
- ....فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًـــــــا لاَّ أُعَذِّبُــــــــــهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِيــــنَ (سورة المائدة 115).
يتضح في الآية السابقة أن الضمير (الهاء) الثاني في الفعل "أعذبه" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "عذابًا" المشتق من الفعل "أعذب"؛ فالمعنى المراد هنا هو "لا أعذب العذاب أحدًا من العالمين".
نوع المصدر(): نحو:
- وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا() (سورة النازعات 1).
يتضح في الآية السابقة أن المصدر "غرقًا" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "نزعًا" المشتق من الفعل "نزع"؛ فالمعنى المراد هنا هو "والنازعات نزعًا" وجاءت كلمة "غرقًا" لتوضح شدة نزع الملائكة لأرواح الكفار.
عدد المصدر(): نحو():
- ....فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً.... (سورة النور 4).
يتضح في الآية السابقة أن العدد "ثمانين" جاء نائبًا عن المفعول المطلق "جلدة" المشتق من الفعل "جلد" والذي تم تميزه بالعدد لبيان عدد مرات وقوع الفعل (المسند).
وقت المصدر: نحو:
- ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدًا().
يتضح في المثال السابق أن كلمة "ليلة" جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "اغتماض" المشتق من الفعل "تغتمض"؛ فالمعنى المراد هنا هو "ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة الأرمد".
هيئة المصدر(): نحو:
- يموت الكافر ميتة سوء، ويعيش المؤمن عيشة راضية.
يتضح في المثال السابق أن المصدر الدال على الهيئة "ميتة" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "موتًا" المشتق من الفعل "يموت"، وكذلك المصدر الدال على الهيئة "عيشة" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "عيشًا" المشتق من الفعل "يعيش".
آلة المصدر(): نحو:
- ضربته عصًا.
يتضح في المثال السابق أن الآلة "عصا" جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "ضربة" المشتق من الفعل "ضرب"؛ فالمعنى هنا هو "ضربته ضربة عصا".
الإشارة إلى المصدر(): نحو:
- ضربته ذلك الضرب.
يتضح في المثال السابق أن اسم الإشارة "ذلك" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "الضرب" المشتق من الفعل "ضرب"؛ فالمعنى هنا "ضربته الضربَ ذلك".
"ما" الاستفهامية(): نحو:
- وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَــــــذِبَ يَوْمَ الْقِيَــــــامَةِ.... (سورة يونس 60).
يتضح في الآية السابقة أن اسم الاستفهام "ما" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "ظن" المشتق من الفعل "ظنَّ"؛ فالمعنى هنا "أي ظنٍ ظنَّ الذين يفترون على الله الكذب".
"أي" الاستفهامية(): نحو:
- ....وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (سورة الشعراء 227).
يتضح في الآية السابقة أن اسم الاستفهام "أي" جاء نائبًا عن المفعول المطلق المحذوف "انقلابًا" المشتق من الفعل "ينقلب"، أو صفة لمصدر محذوف والعامل "ينقلبون"، أي ينقلبون انقلابًا؛ أي منقلب، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله().
لفظ "كل" مضاف إلى مثل المصدر المحذوف(): نحو:
- ....فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ.... (سورة النساء 129).
يتضح في الآية السابقة أن لفظ "كل" جاء نائبًا عن المفعول المطلق "ميلا" المشتق من الفعل "تميل" والذي أصبح مضافًا إليه؛ فالمعنى المراد هنا: "فلا تميلوا ميلا"؛ فلفظ "كل" منتصبًا على المصدر؛ لأن له حكم ما يُضاف إليه؛ فإن أُضيف إلى مصدر كان مصدرًا، وإن أُضيف إلى ظرف كان ظرفًا().
لفظ "بعض"() مضاف إلى مثل المصدر المحذوف(): نحو:
- ضربته بعض الضرب.
يتضح في المثال السابق أن "بعض" جاء نائبًا عن المفعول المطلق "ضربًا" المشتق من الفعل "ضرب" والذي أصبح مضافًا إليه؛ فالمعنى المراد هنا: "ضربته ضربًا".
"مهما" الشرطية(): نحو:
- مهما تفرح ينفعك.
يتضح في المثال السابق أن "مهما" الشرطية جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "فرحًا" المشتق من الفعل "تفرح"؛ فالمعنى المراد هنا: "فرحًا تفرحه ينفعك".
"ما" الشرطية(): نحو:
- ما شئت فاجلس.
يتضح في المثال السابق أن "ما" الشرطية جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "جلوسًا" المشتق من الفعل "اجلس"؛ فالمعنى المراد هنا: "جلوسًا شئته فاجلس".
"أي" الشرطية(): نحو:
- أي مشيٍ تمشِ يفدك.
يتضح في المثال السابق أن "أي" الشرطية جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف "مشيًا" المشتق من الفعل "تمشي"؛ فالمعنى المراد هنا: "مشيًا تمشه يفدك".
الرتبة:
يأتي المفعول المطلق -كما سبق الذكر- مصدرًا ليؤكد الفعل (المسند) أو لبيان نوعه أو لبيان عدده؛ فالمصدر المؤكِد للفعل لا يدل إلا على التوكيد، بينما المصدر الدال على نوع الفعل وعدده فإن كلا منهما يدل على التوكيد زيادة على ما تدل عليه صورته، إلا أن النحاة نظروا إلى الصورة فأعطوه الاسم الذي تدل عليه، ولم ينظروا إلى دلالته على التوكيد لأنه أمر عام يكون فيه ويكون في غيره()، ولا شك أن رتبة المؤكـَـد -بفتح الكاف- قبل رتبة المؤكِـد -بكسر الكاف؛ فتكون رتبة الفعل قبل رتبة المصدر()، نحو:
- ....فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (سورة الكهف 99).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "جمعًا" المشتق من جذر الفعـل ج- م- ع قد جاء بعد الفعل (المسند) "جمع".
- ....وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (سورة الإسراء 26).
يتضح في الآية السابقة أن المفعول المطلق "تبذيرًا" المشتق من جذر الفعل ب- ذ- ر قد جاء بعد الفعل (المسند) "بذر".
- الدراسة المقارنة:
يتضح بعد تطبيق كل من القرائن المعنوية واللفظية الخاصة بتعليق المفعول المطلق بالفعل على كل من اللغة العبرية واللغة السريانية واللغة العربية أن اللغات الثلاث اتفقت فيما بينها في أن المفعول المطلق هو المصدر المشتق من جذر فعل يقع عليه من لفظه ومعناه.
واتفقت اللغات الثلاث في وجود قرينة معنوية واحدة تربط بين الفعل (المسند) والمفعول المطلق، وهي قرينة التحديد المعنوية. واتفقت اللغات الثلاث في أن قرينة التحديد المعنوية يتفرع منها قرائن معنوية أخص هي:
قرينة تأكيد وقوع الحدث.
قرينة تحديد نوع الحدث.
وقد اتفقت اللغات الثلاث في تعريف قرينة التأكيد المعنوية؛ فهي قرينة تقوم بالأساس على تأكيد وقوع حدث الفعل(المسند)، واتفقت كذلك في تعريف قرينة تحديد النوع المعنوية بأنها قرينة تقوم على تحديد نوع حدث الفعل (المسند) بالوصف، بينما زادت السريانية والعربية على هذا التعريف تحديد نوع حدث الفعل (المسند) بالوصف أو بالإضافة، إلا أن العربية زادت على السريانية تحديد نوع الفعل (المسند) بأل الدالة على العهد وبأل الجنسية الدالة على الكمال. وزادت السريانية والعربية على العبرية بقرينة عدد مرات حدوث الفعل (المسند)، وعرفتاها بأنها قرينة تقوم ببيان عدد مرات وقوع الفعل (المسند). ويتضح بالمقارنة بين اللغات الثلاث أن قرينة تحديد النوع في اللغتين السريانية والعربية هي نفسها قرينة التحديد في اللغة العبرية؛ أي إنها القرينة التي تقوم بتحديد نوع حدث الفعل (المسند)، إلا أن اللغتين السريانية والعربية قد زادتا بعض التحديد على التعريف العبري حيث إنهما عرفتا قرينة تحديد النوع -كما سبق الذكر- بأنهـــا القرينة التي تحـــــدد نوع حـــدث الفعل (المسند) بالوصــــف أو بالإضافة، أو بأل الدالة على العهد أو بأل الجنسية الدالة على الكمال (في العربية فقط). وقد اكتفت المراجع العبرية بذكر أمثلة لقرينة التحديد بالوصف فقط، وقياسًا على اللغة السريانية يتضح أن تحديد النوع بالإضافة له مقابل في العبرية، نحو:
- וַיַּכּוּ הַיְּהוּדִים בְּכָל-אֹיְבֵיהֶם מַכַּת-חֶרֶב.... "فَضَــرَبَ الْيَهُـــــودُ جَمِيـــعَ أَعْدَائِهِمْ ضَـــرْبَةَ سَيـْفٍ...." (سفر أستير 9: 5).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق מַכָּה "ضربة" مشتق من جذر الفعل ה- כ- ה، وقد تبع المفعول المطلق מַכָּה "ضربة" المضاف إليه חֶרֶב "سيف"، وقد جاء المفعول المطلق מַכָּה "ضربة" والمضاف إليه חֶרֶב "سيف" ليحددا نوع الضربة المعبر عنها بالفعل הִכָּה "ضرب"، وبذلك تعلق المفعول المطلق والمضاف إليه מַכַּת-חֶרֶב "ضربة سيف" بالفعل (المسند) הִכָּה "ضرب" بقرينة تحديد النوع المعنوية.
ويتضح أيضًا بالقياس على اللغتين السريانية والعربية أن قرينة تحديد العدد المعنوية لها مقابل في اللغة العبرية، نحو:
- ....קֹב לֹא תִקֳּבֶנּוּ גַּם-בָּרֵךְ לֹא תְבָרְכֶנּוּ "....لاَ تَلْعَنْـــــهُ لَعْنَةً وَلاَ تُبَارِكْـــــهُ بَرَكَـــةً" (سفر العدد 23: 25).
يتضح في الفقرة السابقة أن المفعول المطلق קֹב "لعنة" جاء مفردًا ليدل على العدد واحد وذلك ليوضح عدد مرات وقوع الفعل קבב() "لعن"؛ أي أن معنى الجملة هو "لا تلعنه لعنة واحدة"، وبذلك تعلق المفعول المطلق קֹב "لعنة" بالفعل (المسند) קבב "لعن" بقرينة التحديد المعنوية. وكذلك يتضح أن المفعول المطلق בָּרֵךְ "بركة" جاء مفردًا ليدل على العدد واحد وذلك ليوضح عدد مرات وقوع الفعل בָּרַךְ "بارك"؛ أي أن معنى الجملة هو "لا تباركه بركة واحدة"، وبذلك تعلق المفعول المطلق בָּרֵךְ "بركة" بالفعل (المسند) בָּרַךְ "بارك" بقرينة تحديد العدد المعنوية.
كذلك اتفقت اللغات محل الدراسة في تقسيم القرائن اللفظية التي تحكم تعلق المفعول المطلق بفعله (المسند) إلى قرينة مبنى الصيغة، وقرينة الرتبة. وقد زادت اللغة العربية على قرينتيها العبرية والسريانية بقرينة لفظية أخرى وهي قرينة العلامة الإعرابية، وذلك نظرًا لإحتفاظ اللغة العربية بالإعراب عن اللغة السامية الأم في حين فقدته كل من العبرية والسريانية. وتوضح اللغة العربية أن المفعول المطلق -كما سبق الذكر- يأتي مصدرًا منصوبًا؛ أي إن العلامة التي تميز المفعول المطلق هي علامة النصب الإعرابية.
اتفقت اللغات الثلاث في الصيغة التي يصاغ منها المفعول المطلق في قرينة مبنى الصيغة اللفظية وهي المصدر، وإن اختلفت مسميات المصدر فذلك نظرًا لإختلاف طرق صياغة المصدر بين اللغات الثلاث؛ فالمفعول المطلق يصاغ في اللغات الثلاث على النحو التالي:
يصاغ المفعول المطلق
في اللغة العبرية
في اللغة السريانية
في اللغة العربية
من المصدر المطلق.
من المصدر الأصلــــي أو المصــدر الميمـــــي أو اسم المرة.
من المصدر الصريح الأصلي (يشمل المصدر الدال على المرة والهيئة).
وقد اتفقت اللغات الثلاث في أنه يمكن أن ينوب عن المفعول المطلق مرادفه، في حين تميزت اللغة العربية عن قرينتيها بتعدد نائبي المفعول المطلق؛ ففي العربية ينوب عن المفعول المطلق ما يلي:
ملاقي المصدر في الاشتقاق.
اسم المصدر.
صفة المصدر.
ضمير المصدر.
نوع المصدر.
عدد المصدر.
وقت المصدر.
هيئة المصدر.
آلة المصدر.
الإشارة إلى المصدر.
لفظي "كل" و"بعض".
أسماء الإستفهام "ما" و"أي".
أدوات الشرط "مهما" و"ما" و"أي".
ويتضح بالبحث قياسًا على اللغة العربية أن صفة المصدر وعدده لهما مقابل في اللغتين العبرية والسريانية، نحو:
صفة المصدر():
- זְרַעְתֶּם הַרְבֵּה.... "زَرَعْتُمْ كَثِيرًا...." (سفر حجي 1: 6).
يتضح في الفقرة السابقة أن صفة المصدر הַרְבֵּה "كثيرًا" جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف זֶרַע "زرعًا" المشتق من الفعل זָרע "زرع".
- ܕܙܪܥܝܢ ܐܬܘܢ ܣܓܝ.... "زَرَعْتُمْ كَثِيرًا...." (سفر حجي 1: 6).
يتضح في الفقرة السابقة أن صفة المصدر ܣܓܝ "كثيرًا" جاءت نائبة عن المفعول المطلق المحذوف ܙܪܥܐ "زرعًا" المشتق من الفعل ܙܪܥ "زرع".
عدد المصدر:
- ....צָעֲדוּ נֹשְׂאֵי אֲרוֹן-יְהוָה שִׁשָּׁה צְעָדִים.... "....خَطَا حَامِلُـــــوا تَابُوتِ الــــرَّبِّ سِـــــتَّ خَطَوَاتٍ...." (سفر صموئيل الثاني 6: 13).
يتضح في الفقرة السابقة أن العدد שִׁשָּׁה "ست" جاء نائبًا عن المفعول المطلق צַעד "خطوة" المشتق من الفعل צָעַד "ضرب" والذي تم تميزه بالعدد لبيان عدد مرات وقوع الفعل (المسند).
- ܡܚܗܝ ܬܠܬ ܡܚܘܢ "ضربه ثلاث ضربات"().
يتضح في المثال السابق أن العدد ܬܠܬ "ثلاث" جاء نائبًا عن المفعول المطلق ܡܚܘܬܐ "ضربة" المشتق من الفعل ܡܚܐ "ضرب" والذي تم تميزه بالعدد لبيان عدد مرات وقوع الفعل (المسند).
واتفقت اللغات الثلاث في قرينة الرتبة اللفظية حيث يأتي المفعول المطلق بعد الفعل (المسند)؛ إلا إنه يجوز في اللغتين العبرية والسريانية أيضًا أن يتقدم المفعول المطلق على فعله (المسند)، بينما حافظت اللغة العربية على رتبة المفعول المطلق بعد الفعل (المسند).
