لا تكاد لغة إنسانية تخلو من لغة فصحى
ولهجة أو لهجات عامية. وتعتبر العامية في ألسنة الشعوب سجلاً يحتفظ
بآثار الهجرات، وبقايا المراحل المختلطة بين اللغات المختلفة. فهناك حقيقة معروفة
هي أن اللغة تأخذ وتعطي، لا تخص بذلك بيئة دون بيئة ولا هي مع زمن دون زمن. ويتجلى
ذلك في مظهرين اثنين مختلفين. أحدهما: اتصال الشعوب بعضها ببعض في أحوال السلم.
والآخر: اندماج شعب في شعب تحت ضغط ما. فالأول يكون بالجوار بين الأمم المتباينة
الألسن وما يتبعه في السلم من صلات تقوى وتضعف والثاني: يكون بنـزول الأمم الغالبة
على الأمم المغلوية مع الغزو والفتح أو بأي سبب من أسباب التسلط ----- وهنا يكاد
يفرض لسان الغالب على المغلوب فرضًا، يلقنه الشعب المغلوب على أمره ليفهم عن غالبه
ويفهم عن نفسه؛ وفي ظل هذه السيطرة اللغوية تشيع في لغة الأمة
المغلوبة كلمات الأمة الغالبة. وكما تعطي لغة الغالب تأخذ، فكثيرًا ما
عادت لغة الفاتحين أو القاهرين وفي جعبتها جديد من كلمات المغلوبين تأخذ مكانها
على مرّ الزمن إلى جانب الكلمات الأصلية.1
ومجال هذا البحث هو دراسة
المفردات والتراكيب العربية الدخيلة فى معجم العبرية العامى على مستوى الصرف
ومستوى الدلالة. إذ إن دراسة العامية العبرية على وجه العموم، ودراسة تأثير اللغة
العربية على هذا المستوى اللغوى على وجه الخصوص لم يحظ حتى الآن باهتمام الدارسين
فى هذا المجال. من هنا كان اهتمام الدراسة بتناول تلك الشريحة غير المألوفة فى
الدراسات العبرية، بهدف إلقاء الضوء على مجموعة من النقاط هى:
- بيان
تأثير اللغة العربية على اللغة العبرية المعاصرة، وذلك من خلال رصد المواد العربية
التى تسللت إلى نسيج اللغة العبرية الدارجة على ألسن العوام. وتناول تلك المواد
بالوصف والتحليل على المستوى الصرفى والمستوى الدلالى لبيان إذا كانت اللغة
العبرية قد أخذت تلك المواد برمتها وأدخلتها إلى معجمها دون تغيير على المستويين
الصرفى والدلالى، بمعنى استخدامها ألفاظاً دخيلة خالصة، أم أن العبرية قد استعارت
تلك المواد من العربية وخلطتها بمواد عبرية حتى صارت تلك التراكيب العربية تراكيب
مختلطة، أم أنها قد جمعت بين الأمرين.
- معرفة
طبيعة المواد العربية التى تسللت إلى معجم العبرية العامى، من حيث كونها مواد
فصيحة أو عامية أم أن العامية العبرية قد استعارت من المواد العربية الفصيح
والعامى دون تمييز.
- الوقوف
على أكثر اللهجات العربية المعاصرة تأثيراً فى العامية العبرية، وذلك بالرجوع
بالمادة العربية المستعارة إلى لهجتها العربية الأصيلة التى تنتمى إليها.
وتهتم الدراسة بالمفردات والتراكيب العربية الواردة فى معجمى العبرية
العامية التاليين:
- "מילון עולמי לעברית מדוברת" لمؤلفيه " דן בן אמוץ" و"נתיבה בן יהודה" فى
طبعته العاشرة الصادرة عام 1973 والتى تمثل الجزء الأول من هذا المعجم .
- " מילון הסלנג המקיף " لمؤلفه" רוביק רוזנטל " فى
طبعته الرابعة الصادرة عام 2006.
أما عن سبب اختيار
هذين المعجمين تحديداً فيرجع إلى الأمور التالية:
1- أن هذين المعجمين يؤرخان –
لغوياً- لحقبة زمنية تمتد – تقريباً- من قيام دولة إسرائيل عام (1948) إلى عام
2006 أى ما يقارب ستين عاماً من تاريخ اللغة العبرية المعاصرة. فمعجم "דן בן אמוץ" و"נתיבה בן יהודה" الصادر
عام 1973، يؤرخ – لغوياً- للعبرية الدارجة على ألسن العوام منذ قيام الدولة وحتى
عام 1973، أى ما يصل إلى ربع قرن تقريباً. ثم يأتى معجم " רוביק רוזנטל " الذى
يرصد العبرية الدارجة على ألسن العوام حتى عام 2006 بما استجد من مواد وتراكيب
تتواءم وطبيعة العصر .
2- أن هذين المعجمين يتميزان بتأصيل
موادهما، وذلك برد كل مادة إلى الأصل الذى انحدرت منه، كأن تكون المادة عربية
الأصل مثلاً أو إنجليزية أو ألمانية أو غير ذلك. بل
إن " רוביק רוזנטל " "روفيق
روزنتال" قد أضاف أمرين أخرين - يحسبان لمعجمه – يتمثل الأول فى شرح المادة
العربية المستعارة فى أصلها العربى بشكل موجز. ويتمثل الثانى فى إيضاح اللهجة
العربية التى تنتمى إليها المادة العربية كأن تكون مغربية مثلاً أو فلسطينية أو
غير ذلك.
3- أن هذين المعجمين قد اشتركا فى
استخدام بعض المداخل المعجمية. ومن ثم فمن خلال تتبع دلالة هذه المادة المشتركة
فيهما يمكننا التحقق من حدوث تطور دلالى لتلك المواد من عدمه. خاصة أن مستوى اللغة
العامية من المستويات اللغوية التى تتميز بالديناميكية والحركة
الدائبة.
وتتبع
الدراسة المنهج الوصفى التحليلى فى تناول المواد العربية فى المعجم العبرى العامى.
وذلك لوصف البنية الصرفية وتحليلها وبيان ما طرأ عليها من تغير عند دخولها المعجم
العبري، وكذلك تحليل البنية الدلالية لتلك المواد العربية المستعارة، وتتبعها بين
المادة الأصيلة فى العربية والمادة المستعارة فى العبرية. ولما كانت الدراسة ترصد
المفردة أو التركيب العربى الذى دخل المعجم العبرى العامى وتحليله صرفياً ودلالياً
- لبيان إذا ما كانت هذه المفردات وتلك التراكيب قد طرأ عليها تغيير من عدمه- كان
لزاماً علينا العودة بتلك المواد إلى أصولها العربية كى يتسنى لنا إيضاح الفوارق
فى البنية الصرفية والبنية الدلالية بين المادة الأصيلة والمادة المستعارة، ومن ثم
كان من الطبيعى أن تفيد الدراسة من المنهج المقارن لإبراز أوجه الشبه
وأوجه الاختلاف.
ونظراً لأن الدراسة
تتناول مواد دخيلة فى معجم عامى. وكذلك نظراً لكون المعجمين -موضوع الدراسة- من
المعجمات أحادية اللغة، فقد ارتأت الدراسة الوقوف – بادىء ذى بدء- على بعض
المصطلحات والمفاهيم الأساسية المرتبطة بمجال البحث بغية تناولها بالشرح والإيضاح
قبل التطرق إلى دراسة المواد العربية الدخيلة فى معجم العبرية العامى وتحليلها على
المستويين الصرفى والدلالى. وذلك على النحو التال
1- المعجم:
1-1 : المعجم لغةً :
أصل كلمة معجم فى
اللغة مأخوذ من الفعل أعجم بمعنى أزال إبهام الشىء وغموضه. إذ إن الفعل عجم يفيد
معناه الإبهام والغموض. يقول ابن منظور" الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا
يُبَيِّنُ كلامَه".2 وإذا اشتق من الفعل (عجم) وزن (أفعل)
تحول معناه إلى النقيض، أى يصير الفعل (أعجم) بمعنى أبان أو أوضح أو فسر. لأنه من
وظائف هذه الهمزة التى يطلق عليها (همزة الإزالة) تحويل معنى الفعل بعدها إلى
النقيض.3
1- 2: المعجم اصطلاحاً :
تطلق
كلمة معجم4 على كل كتاب يجمع كلمات لغة ما
ويشرحها ويوضح معناها ويرتبها بشكل معين.5 ويقابل كلمة (معجم) فى
العربية مصطلح (מִלּוֹן)6. وهذه الكلمة فى العبرية
مشتقة من كلمة (מִלָּה) بمعنى كلمة. ويعرف (ابن شوشان) المعجم
بأنه " الكتاب الذى يشتمل على مفردات اللغة أو جزء منها، تلك المفردات التى
ترتب ترتيباً ألفبائياً أو أى ترتيب آخر متعارف عليه، بحيث تشرح فيه تلك المفردات
وتفسر معانيها).7
1-3: المعجم أحادى اللغة:
تتعامل هذه الدراسة مع
مجموعة من المعجمات العبرية التى تشرح موادها باللغة العبرية وليست بلغة أخرى، وهو
ما يطلق عليه المعجميون (المعجمات أحادية اللغة) . يقول الدكتور أحمد مختار عمر
" المعجم الأحادى mono lingual ما كانت تتفق فيه لغة الشرح the target language مع
لغة المدخل the source language ".8
2- العامية:
العامية نسبة إلى
العامة، وهى لفظة من الفعل (عمَّ) خلاف الخاصة التى هى من الفعل (خصَّ). وسميت
عامة لأنها تعم الجميع، وقيل لكثرتهم وعموميتهم فى البلاد. والجمع للعامة العوام.9 والعامة فى اصطلاح اللغويين هم فئات
المجتمع المتعددة، أو هم معظم المجتمع وأغلبه ممن لم يتخصصوا للبحث فى اللغة.10وتنسب
إلى العامة اللهجة التى يتحدثون بها – والتى تخالف اللغة المعيارية فى جوانب
متعددة- فيقال اللهجة العامية أو العامية . وبناء على التعريف السابق للعامية فإن
هذا المصطلح بهذا المعنى يشمل كل ما تلفظ به الجماعة اللغوية مما خرج عن سنن
الكلام المعيارى لتلك الجماعة. أى يندرج تحت ذلك المصطلح كل كسر للقاعدة سواء عن
عمد أو غير عمد أو عن علم أو غير علم. ويقف فى جبهة أخرى جماعة من اللغوين ترى أن
العامية مستوى لغوى نِدُّ للفصحى، ويقف بينهما مستوى لغوى ثالث تمثله اللغة
المحكية أو لغة التخاطب. وبناء على رأيهم هذا فإن اللغة المحكية هذه تعد مستوى
مستقلاً وليست جزءاً مندرجاً تحت العامية . يقول الدكتور عبد الكريم
خليفة " وإلى
جانب العربية المكتوبة، نرى العربية المحكية أو لغة التخاطب. وإن لغة التخاطب، لا
تعني بالضرورة اللغة العامية. فلغة التخاطب تختلف عن اللغـة المكتوبـة
في جميع اللغـات. فالإشارة ونغمة الصوت والانفعالات الجسمية
والعاطفية ومختلف الأوضاع النفسية والبيئية، تشكل عوامل مهمة في اللغة المحكية،
لغة التخاطب. ويأتي موقعها بين اللغة الفصحى(اللغة المكتوبة) واللغة العامية. 11
وما ذكره الدكتور عبد
الكريم خليفة هو الأقرب إلى الصواب فى هذا الشأن، إذ إن أى مجتمع لا
تشكله شريحة اجتماعية وثقافية واحدة، بل هو شرائح وفئات متعددة. فشريحة المتعلمين
والمثقفين لا تتقيد- غالباً- فى حياتها اليومية غير الرسمية باللغة الفصحى. لكن
هذا لا يعنى أنها تنطلق مباشرة للغوص فى أعماق الشرائح الدنيا فى المجتمع التى
تتخذ من العامية لغة رئيسة لها، وذلك لعدم علمها بغيرها من مستويات اللغة الأخرى.
يقول (ماريو باى) " أما الصورة الدارجة للغة فهى التى تستعمل فى مجالات
الأحاديث غير الجادة، حتى من رجال مثقفين. ونادراً ما تستعمل فى الأحاديث أو
الكتابات الرسمية ---- وقد تهبط اللغة الدارجة إلى درجة أكبر فتدخل تحت ما تسميه
المعاجم القديمة باللغة المبتذلة أو العامية".12
نخلص مما تقدم إلى أن هناك
ثلاثة مستويات لغوية هى مستوى اللغة الفصحى ومستوى اللغة الدارجة أو لغة التخاطب
ومستوى العامية. ويقابل مصطلح (العامية) فى اللغة العربية مصطلح (עָגָה)
فى اللغة العبرية. ويذهب (ابن شوشان) إلى أن أصل هذه الكلمة غير معلوم على وجه
اليقين، وإنما يُرَجِّحُ أن يكون أصلها هو (לַעַג)
بمعنى سخرية أو استهزاء.13 أما اللغة المحكية أو لغة التخاطب
فيقابلها فى العبرية مصطلحا (לשון דבור) و (לשון
דבורה)
التى يعرفها (רפהאל
ניר)(رفائيل
نير) بأنها " اللغة التى تقال فى المواقف الرسمية، وهذه اللغة قريبة من اللغة
المكتوبة".14 وهذا المستوى اللغوى يقع فى منطقة
وسط بين اللغة المعيارية واللغة العامية، لذلك يطلق عليها نير أيضاً مصطلح (עברית
בינונית)
أى (العبرية المتوسطة) ويعرفها بأنها " العبرية التى يستخدمها متحدثو اللغة
وكُتَّابُها بشكل مزدوج، أى التى لا تنتمى إلى الكلام العامى، وكذلك لا تنتمى إلى
الكلام المعيارى".15ويشيع فى العبرية استخدام مصطلح (סלנג) وهو
المصطلح الذى استعارته العبرية من الإنجليزية، واستخدمته للإشارة إلى ذلك المستوى
اللغوى الذى يعبر عنه مصطلح (עָגָה) وهو اللهجة
العامية. ويقابل كلا من (ארה רודריג שורצולד/ מיכאל
סוקולוף) (أرا
رودرج شفارتسفلد ومايكل سوكولوف) ذلك المصطلح الإنجليزى بمصطلحين عبريين هما (עָגָה)
و(תת-לשון)
ويعرفانه بأنه مصطلح يشير إلى " اللغة غير الرسمية، ذات المفردات والتعبيرات
الخاصة التى تستخدم - فى الأساس- من قبل طوائف اجتماعية تمثل فئة أو
حرفة ما نحو السجناء واللصوص والشيالين والجنود والشباب – إلخ"16. ويكتسب هذا المستوى اللغوى خصوصيته من
خلال انحرافه عن المعايير اللغوية المتعارف عليها.17 إذن فنحن بصدد ثلاثة مستويات لغوية فى اللغة
العبرية لكل منها المصطلحات الدالة عليه
هى:
1- اللغة المعيارية : לשון תקנית
2- لغة الحديث/اللغة الدارجة : לשון בינונית/ לשון מדוברת/ לשון דבורה/ לשון דבור
3- اللغة العامية : עָגָה/ סלנג (Slang)/ תת-לשון/ לשון עממית
والمستويان
اللغويان الأخيران عبرية الحديث والعامية العبرية يندرجان تحت مصطلح أعم هو مصطلح
(לשון
תת תקנית) أى (اللغة غير
المعيارية)، ذلك أنهما يمثلان كل انحراف عن القواعد المعيارية المتعارف عليها بغض
النظر عن درجة ذلك الانحراف والشريحة الاجتماعية المستخدمة له، لذلك يُخلَطُ
بينهما غالباً. ويتم التعامل معهما باعتبارهما يمثلان مستوى لغوياً واحداً. إلا أن
هذا الخلط يبعد عن الصواب إلى حد كبير، فكل منهما يمثل مستوى لغوياً مستقلاً
بذاته. وقد يرجع هذا الخلط إلى اشتراكهما فى الانحراف عن المعيارية وكسرهما
للقواعد المتعارف عليها من قبل الجماعة اللغوية. لكن الحقيقة هى أن مستوى عبرية
الحديث أعم من مستوى العامية، فكل استخدام يندرج تحت مستوى العامية هو فى الوقت
ذاته محسوب على مستوى عبرية الحديث والعكس غير صحيح. يقول (רפהאל
ניר)(رفائيل نير) " إن
عبرية الحديث الرسمية ليست لهجة عامية (עממית)، بل يمكن أن نطلق عليها
مصطلح (עברית
דבורה)(عبرية
محكية). وبهذا المستوى اللغوى يتحدث المذيعون والمحاضرون والخطباء. وهو مستوى قريب
من اللغة المكتوبة. وأحياناً يكون هذا الكلام ما هو إلا قراءة للمكتوب"18. ويلاحظ أن (ניר)(نير) قد استخدم لفظة (עממית)
ليعبر من خلالها عن مستوى اللغة العامية، وهى لفظة تعنى (شعبية) ، وكأنه بهذا
الاستخدام يريد أن ينوه بأن هذه اللهجة تسود على ألسنة عوام الناس أى غالبيتهم،
لذلك نجده يعرفها بقوله " لغة الحديث العامية (הלשון המדוברת העממית)
ليست لغة رسمية. وهى لغة تسمع فى محادثات البيت والشارع والسوق وما شابه. وكذلك
فإنها لغة غير موحدة، أى أنها تخص فئات اجتماعية بعينها".19
وهناك من اللغوين من يرى أن المفردة أو
التركيب تحسب تارة على لغة الحديث وتارة أخرى على العامية. والفيصل فى الأمر هو
المتكلم ودرايته أو عدم درايته بكسره للقاعدة المعيارية. ففى حال درايته بذلك
عُدَّ الاستخدام من قبيل عبرية الحديث، وفى حال جهله بالأمر عُدَّ الاستخدام
عامياً. تقول (רינה
בן-שחר)(رينا
بن شحر)" فى الحديث التلقائى الشفوى – وإن كان صادراً من شخص مثقف- تكثر
الانحرافات العفوية غير المقصودة. الأمر الذى يبدو وكأنه سمة مميزة لمستوى كلامى
ما. ولكن هذا لا يعنى بالضرورة أنها سمات خاصة بالعامية. إذ إن هناك
عوامل خاصة بلغة الحوار غير الرسمى تؤدى إلى عدم التدقيق على قواعد
اللغة المعيارية، والميل إلى عدم إجهاد النفس فى الكلام، فيظهر الميل إلى إدغام
بعض الأصوات، واختصار الكلمات، والتلفظ بتعبيرات أقل وضوحاً من تلك الواردة فى
اللغة المكتوبة. لكن الحد الفاصل بين الانحرافات المقصودة التى تمثلها العامية
والزلات الطبيعة أثناء الكلام أمر غير محسوم. ومع ذلك يمكن التمييز بين الانحرافات
المقصودة الرامية إلى إثارة حالة من الدعابة اللغوية وبين الزلات الطبيعية على
أساس غير لغوى وهو السياق الاجتماعى الذى تظهر فيه المفردة أو التعبير".20
يفهم مما ذكرته (رينا بن
شحر) أن المفردة أو التعبير قد يحتملان أحد أمرين، إما أن يدرجا تحت
مسمى لغة الحديث وإما أن يدرجا تحت مسمى العامية. والمعيار فى ذلك هو المتكلم
وثقافته من جهة، والسياق الاجتماعى الذى يذكران فيه من جهة أخرى. فعدم
علم المتكلم بالقواعد المعيارية وجهله بها هو الأساس الذى نعد - بناءً عليه-
الاستخدام عامياً. ولعل ذلك يتفق - إلى حد كبير- مع ما ذكره دكتور عبد الكريم
خليفة بشأن مستوى اللهجة العامية وربطه إياها باستخدام الإنسان الجاهل غير
المتعلم. يقول دكتور عبد الكريم فى معرض حديثه عن العامية " وربما
كان أقرب إلى الصواب، إذا قلنا: إنها تستوحي معناها من لفظة "عامي"
بمعناها الاصطلاحي، صفةً للإنسان الجاهل. فالإنسان العامي، هو الإنسان الذي لا
يقرأ ولا يكتب. وإن العاميَّة هي لغة هذه الشريحة أو الشرائح من المجتمع. وتختلف
مستوياتها اللغوية في الخطاب، باختلاف النسيج الاجتماعي للأفراد والجماعات من حيث
المكانة الاجتماعية ومن حيث الغنى أو الفقر ومن حيث الذكاء والقدرة على
الإبداع".21 فهذا الكلام يعنى أن المتكلم المتعلم
المثقف وإن وقع فى أخطاء فكلامه لا يندرج تحت مسمى العامية وإنما هو من قبيل لغة
الحديث، لأن العامية مرتبطة - فى الأساس- بالفئة غير المتعلمة.
وبالنظرة إلى المعجمات العبرية التى اختصت برصد
المواد التى تخرج عن إطار اللغة المعيارية سواء على مستوى المفردات أو مستوى
التراكيب نجد أن الحدود الفاصلة بين لغة الحديث والعامية تكاد تكون منعدمة، فنجد
تلك المعجمات تجمع بين هذين المستويين دون تمييز بينهما. فمثلاً أطلق (דן בן אמוץ/ נתיבה בן יהודה) (دان بن آموتس/
نتيفا بن يهودا) على معجمهما اسم (מילון עולמי לעברית מדוברת) أى (المعجم الشامل لعبرية
الحديث)، فى حين أنه يشتمل على العديد من المفردات والتراكيب التى تنتمى إلى مستوى
العامية، بل وإلى الاستخدامات التى تتردد على ألسنة الطبقات الدنيا فى المجتمع.
وعلى الجانب الآخر نجد معجم (רוביק רוזנטל) يحمل اسم (סלנג)( Slang) أى العامية على الرغم من
اشتمالهما على العديد من التعبيرات الدارجة على ألسن عوام الناس والتى لا يقتصر
استعمالها على فئة بعينها دون أخرى. وبغض النظر عن ذلك الخلط، فإن الأمر المهم
الذى تجدر الإشارة إليه هو شيوع استخدام المفردات والتراكيب الأجنبية المستعارة من
اللغات المختلفة فى مستوى العامية. يقول (ניר)(نير) " يشيع فى
العامية استخدام المفردات المستعارة من اللغات الأجنبية، سواء تلك المفردات التى
دخلت بصورتها الأصلية إلى العبرية، أم تلك التى حدثت لها عملية (أَقْلَمَة) صوتية
صرفية تتفق والنظامين الصوتى والصرفى للغة العبرية".22
3- بين الدخيل فى اللغة
والمعبرن:
تعد ظاهرة استعارة
المفردات والتراكيب بين لغة وأخرى ظاهرة عامة، ترجع بداياتها إلى بداية الاتصال
بين متحدثى اللغات المختلفة على مر التاريخ. والعبرية المعاصرة – شأنها فى ذلك شأن سائر اللغات
الحية- عرضة للتأثر باللغات المختلفة، يقول (רפהאל ניר)(رفائيل نير) " إن
استخدام وحدات معجمية أجنبية ظاهرة شائعة فى اللغات الحية، فهى توجد فى جميع
اللغات التى يتصل متحدثوها – بشكل مباشر أو غير مباشر- مع متحدثين بلغات أخرى، أو
ذوى ثقافات مختلفة. وهذه الظاهرة ليست جديدة على اللغة العبرية، إذ نجد فى العهد
القديم مفردات تسللت إليه من لغات مختلفة سامية كانت أو غير سامية"23. ومن خلال عملية الاستعارة
هذه تصير تلك المواد التى تنتمى للغة ما جزءاً لا يتجزأ من لغة أخرى.24 ولا يمكن أن تحدث الاستعارة بين لغة
وأخرى إلا إذا كانت ثمة علاقة بينهما لسبب ما.25 ويُرْجِعُ كل من (كوينر وروزنهوس)
سبب حدوث تلك الظاهرة إلى عدة عوامل بعضها نفسى لغوى وبعضها اجتماعى لغوى، وكذلك
عوامل سياسية وأخرى ثقافية. ويذهبان أيضاً إلى أن تلك العوامل المتداخلة إنما تدل
على أن ظاهرة الاستعارة بين اللغات تعد جزءاً من عملية تطور اللغة من أجل بقائها.26 وهناك العديد من العوامل التى تتيح
فرصة الاستعارة بين اللغات المختلفة منها - فيما يخص مسألة استعارة العبرية لمواد
من المعجم العربى تحديداً - فصيحة كانت أم عامية- السببان
التاليان:
1- القرب الجغرافى
2- الوجود العسكرى لمتحدثى لغة ما فى أرض
غريبة.27
وهو ما ينطبق على طبيعة العلاقة بين
إسرائيل والمجتمع العربى. فإسرائيل كيان محاط بشعوب تتحدث العربية. ليس هذا فحسب،
بل إنها كيان عسكرى حلَّ بأرض سكانها الأصليون يتحدثون العربية وهم الشعب
الفلسطينى. من هنا كان طبيعياً أن تتسلل إلى المعجم العبرى مئات المفردات
والتراكيب العربية بحكم تلك الظروف. غير أن مسألة استعارة مفردات أو
تراكيب من لغة إلى أخرى عادة ما تقابل بموجة رفض شديدة من قبل حفَّاظ اللغة، الذين
يرون فى الاستعارة من اللغات الأجنبية خطئاً جسيماً ينتهى بها إلى التشوش
والاضطراب، خاصة تلك اللغات التى تعد فى نظر متحدثيها لغات مقدسة تؤدى بها
العبادات المختلفة. يقول (יצחק אבינרי)(إسحق أفينيرى) " إن
الخطأ الجسيم يكمن فى تشويه لغتنا بشكل مستمر من خلال محاكاة اللغات الأجنبية،
فهذا يعد الضرر الأكبر لتأثير اللغات الأجنبية، ذلك التأثير الغريب الذى لا جدوى
منه---- فلن تجد شيئاً أكثر ضررأ من هذا الأمر".28 ولذا يقول (רפהאל ניר)(رفائيل
نير) " إن الاتجاه المحافظ - الذى اتخذ من النقاء اللغوى شعاراً له- قد
حَفَّزَ المعجميين على الامتناع عن تلويث معجماتهم بالكلمات الدخيلة (מלים
זרות)
خشيةً على الطابع العبرى للغة العبرية. فلربما يؤدى تضمين مثل تلك الكلمات فى
المعجم العبرى إلى إكسابها نوعاً من الأهلية. لذلك لم يُضَمِّنْ (אליעזר
בן יהודה)(
أليعيزر بن يهودا) أية كلمات أجنبية فى معجمه".29 غير أنه بعد إقامة الدولة عام
(1948)، وبدايةً من خمسينيات القرن العشرين طغت الكلمات الأجنبية على اللغة
العبرية، وأصبح استخدامها أمراً لا مفر منه، بل عُدَّتْ جزءاً لا يتجزأ من نسيج
اللغة العبرية. وقد دفعت كثرتها وشيوعها بعض اللغويين إلى إعداد معجمات خاصة بها.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد تسللت بعض تلك المواد أيضاً إلى معجمات اللغة
الأصيلة، فها هو معجم ابن شوشان يستخدم بعض المواد العربية مثل كلمة (מסטול)
(مسطول).30
وكل مادة أجنبية تدخل معجم العبرية
يصطلح عليها مصطلح (לועזית). يقول ابن شوشان فى معرض حديثه عن لفظة (לועזית) "
كل لفظة غير أصيلة فى اللغة، أى التى تنتمى للغة أجنبية".31 ويعرفها (רפהאל ניר)(رفائيل
نير) بقوله " كل لفظة أجنبية دخلت اللغة العبرية سواء بصيغتها نحو דיסק ،
أو بإدخالها فى القالب العبرى نحو קולוניה)32. إذن من خلال التعريفين السابقين لمصطلح (מילה
לועזית) يتضح أنه مصطلح يشير -
بوجه عام - إلى كل لفظة غير عبرية الأصل، بغض النظر عن الطريقة التى دخلت بها إلى
معجم العبرية، أى سواء دخلت برمتها كما كانت فى لغتها الأصلية، أو أنها دخلت إلى
معجم العبرية فى قالب عبرى، أى
عُبْرِنَت. وتجدر الإشارة إلى أن المواد التى
تستعيرها اللغة العبرية تختلف فى طريقة دخولها إلى معجم العبرية. إذ إن هناك أربعة
أساليب تنتهجها العبرية33 – مثلها فى ذلك مثل معظم اللغات
الإنسانية- تُدْخِلُ من خلالها المواد الأجنبية إلى معجمها. وهذه الأساليب
هى:
1-استعارة المواد الأجنبية كما هى فى لغتها الأصلية
نحو אבלה أبله، רבק ربك، סבבה صبابه، אחלה أحلى، יללה يلَّه، מסטול مسطول.
2- إدخال المواد الأجنبية فى القالب
العبرى ، وهى ما يصطلح عليها بـ (דֶרֶךְ
הַהַסְגָלָה)
أى (أسلوب الأَقْلَمَة)، بمعنى أقلمة المواد الأجنبية المستعارة مع نظام العبرية
اللغوى وإخضاعها له، كأن تخضع المواد الأجنبية المستعارة إلى منظومة
الأبنية والأوزان العبرية، وتصرف فيها باعتبارها مواد عبرية أصيلة. ومثال
ذلك ביאֵס أحزن، התבאס بَئِس פישֵל أفشل، התמסטל ثَمِلَ
. وإلى جانب موائمة تلك المواد لنظام العبرية الصرفى، فإنها أيضاً تتواءم ونظامها
الصوتى، لذلك يطلق (רפהאל ניר)(رفائيل نير) على هذه
الطريقة مصطلح (הַסְגָלָה
מוֹרְפוֹ-פוֹנָמִית) ويعرفها بأنها " إخضاع صيغة لغوية أجنبية
للمنظومة الصرفية الصوتية الخاصة باللغة المستعيرة"34. وهذه الطريقة تعد من أكثر الطرق شيوعاً
على ألسنة العوام من متحدثى العبرية، وبالتالى فهى من أكثر الطرق إثراءً للمعجم
العبرى
العامى.
3- ترجمة الاستعارة (תרגום שאילה)(קלאק)،
وذلك من خلال الترجمة الحرفية لتركيب استعارى فى لغة أجنبية، ومثال ذلك التركيب
الاستعارى קח
את הזמן שלך لا
تتعجل/خذ وقتك، فهو ترجمة للتركيب الإنجليزى : take your time
4- المحاكاة الصوتية لمواد أجنبية مناظرة مثل
لفظة (יש!)
فى مقابل اللفظة الإنجليزية (yes). وكذلك لفظة (קָלֶטָה)
التى تحاكى لفظة (קָסֶטָה)
المأخوذة عن الكلمة الإنجليزية (קָסֵט) (Casette) بمعنى (شريط كاسيت).
ولما كانت اللغة العبرية تتبع - فى
استعارتها للمواد الأجنبية- أربعة أساليب، فإننا – إذن – بصدد أربعة مصطلحات رئيسة
تعبر عن كل أسلوب، وهذه المصطلحات هى على الترتيب: (מלה זרה)، (מלה
שאולה)،(קאלק) و(חקוי
צלילי). وترجمتها على الترتيب
(لفظة دخيلة)، (لفظة معبرنة)، (ترجمة الاستعارة) و(المحاكاة
الصوتية).
وما يعنينا فى هذا الموضع هما
المصطلحان(لفظة دخيلة) و (لفظة معبرنة) باعتبارهما أساس الدراسة. فحرى بنا – بادىء
ذى بدأ- إيضاح الفارق بينهما كى يتسنى لنا تصنيف المواد العربية فى المعجم العبرى
بين الدخيل والمعبرن قبل تحليلها على المستويين الصرفى والدلالى. فقد سبق وأوضحنا
أن مصطلح (מלה
זרה)
يمكن ترجمته فى العربية إلى (لفظة دخيلة)، وكذلك مصطلح (מלה שאולה)
يمكن ترجمته فى العربية إلى (لفظة معبرنة). لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن هو ما
الفرق بين الدخيل والمعبرن؟ للإجابة عن هذا السؤال لابد من التسليم بالعموميات
اللغوية (Liguistics Universals).
فالتسليم بهذا المبدأ اللغوى والرجوع إليه يجعلنا نسلم بأن ما ينطبق على غير
العبرية من لغات ينطبق عليها حتماً. ومن ثم تكون الإجابة على السؤال السابق كامنة
فى القياس على الدخيل والمعرب فى اللغة العربية. فأهم ما يفرق بين هذين المصطلحين
هو تعرض المادة المستعارة للتغيير من عدمه، ففى حال تعرضها لتغير ما عُدَّت لفظة
معربة، وفى حال دخولها إلى معجم اللغة على صورتها الأصلية التى كانت عليها فى
اللغة المعيرة عُدَّت لفظة دخيلة. يقول (ف. عبد الرحيم) " ويفهم من كلام
علماء اللغة أن المعرب يجب أن يتوفر فيه شرطان لكى يطلق عليه اسم المعرب، أولهما:
أن يكون اللفظ الأعجمى المنقول إلى اللغة العربية قد جرى عليه إبدال فى الحروف
وتغيير فى البناء حتى صار كالعربى".35 فيفهم مما ذكره عبد الرحيم أن المادة
التى لا تصاب بتغير ما فهى مادة دخيلة. ولما كان مصطلح (מלה
זרה)
يعبر عن اللفظة الدخيلة، ويعبر مصطلح (מלה שאולה) عن اللفظة المعبرنة،
نجد (רפהאל
ניר)(رفائيل
نير) يفرق بينهما قياساً على التفريق بين المصطلحين الألمانيين" Fremdwort"
و " Lehnwort"
بتعريفه "מלה
שאולה"
– وهى المقابل للمصطلح الألمانى " Fremdwort " – بأنها " كلمة مستعارة من
لغة أجنبية، لكنها لا تبدو كذلك بسبب أقلمتها مع النظام الصوتى والنظام الصرفى
للغة المستعيرة".36 أما مصطلح (מלה זרה)
– وهو المقابل للمصطلح الألمانى " Lehnwort" - فيعرفه بأنه " كل وحدة معجمية مستعارة
يشعر المتحدث بعدم أصالتها فى لغته، بسبب حفاظها على صيغتها الأصلية فى اللغة
المُعيرة ---- ويعتمد هذا التمييز على إحساس متحدث اللغة بهذا الأمر".37
وبعد هذا العرض الموجز للمفاهيم
والمصطلحات الرئيسة نحو المعجم لغة واصطلاحاً، والمعجم أحادى اللغة، ومستوى
العامية والفرق بينها بين لغة الحديث، والدخيل فى اللغة والفرق بينه وبين المعبرن،
نعرض فيما يلى الهيكل العام للدراسة، حيث قُسِمَتْ بها المواد العربية الدخيلة
التى تسللت إلى نسيج العبرية العامية إلى فئتين هما:
1- المفردات
2- التراكيب
ويتم التعامل مع كل من هاتين الفئتين بالوصف
والتحليل على أحد مستويين هما:
1- البنية
الصرفية
2- القالب
الدلالى
1- المفردات:
بالنظر إلى
المفردات العربية الدخيلة فى المعجم العبرى العامى نجدها تنقسم إلى ست مقولات
صرفية، خمس منها خاصة بالعربية الفصحى هى: الاسم والفعل والصفة والظرف واسم الفعل،
ومقولة واحدة من نتاج العاميات العربية هى: شبه الفعل. أما الأسماء فهى المجموعة
التى تمثل السواد الأعظم من جملة تلك المفردات. فبحصر المفردات العربية الدخيلة فى
معجم (دان بن آموتس) نجد إجمالها 124 مفردة، منها أربع مفردات فعلية ومائة وعشرين
مفردة اسمية. أى أن المفردات الفعلية لا تمثل إلا حوالى 03.% فقط من جملة المفردات
العربية الدخيلة. وكذلك فى معجم (روفيق روزنتال) نجد إجمالى المفردات العربية
الدخيلة 286 مفردة، منها أربع مفردات فعلية ومائتان واثنتان
وثمانون مفردة اسمية. أى أن المفردات الفعلية لا تمثل إلا حوالى 01.% فقط من
جملة المفردات العربية الدخيلة فى ذلك المعجم. فى حين كان لباقى
المقولات الصرفية العربية حضور محدود فى معجم العبرية العامى. ونعرض ذلك تفصيلاً
على النحو التالى:
1- الفعل:
يعرض الجدول التالى
للمواد الفعلية الواردة فى كلا المعجمين. وذلك على النحو التالى:
|
معجم (دان بن آموتس) |
معجم (روفيق روزنتال) |
||
|
المفردة العربية |
المعنى فى العبرية |
المفردة العربية |
المعنى فى العبرية |
|
אוּדְרוּבּ ! |
اِضْرِبْ! أَطْلِقْ
النار! |
אוּדְרוּבּ! |
هيا ! ، هلم ! |
|
אוּסְקוּט! |
اُسْكُتْ! اِخْرَسْ! |
בִּהְדַל |
أهان، هزأ بـــ،
بَهْدَلَ |
|
אִימְשִי! |
اِمْشِ! |
שׁוּף! |
انظر! |
|
|
|
תִיסְלָם! |
سلمك الله! تسلم! |
|
|
|
תְעִישׁ ! |
مَدَّ اللهُ فى عمرك !
(تعيش!) |
|
|
|
תְפָדָל ! |
تَفَضَلْ! |
من خلال الجدول التالى يمكن تحليل المواد
الواردة به على المستويين الصرفى والدلالى على النحو التالى:
أولاً: التحليل الصرفى:
نحن بصدد ثمانية أفعال
عربية تسللت إلى المعجم العبرى العامى خمسة منها جاءت فى صيغة الأمر هى (אוּדְרוּבּ/ אוּסְקוּט/ אִימְשִי/ שׁוּף/ תְפָדָל).
واثنان فى الصيغة غير التامة، يعبران عن الاستقبال لورودهما فى أسلوب الدعاء هما
الفعل (תִיסְלָם)
بمعنى(سلمك الله! سَلِمْتَ!)، والفعل(תְעִישׁ) بمعنى (مَدَّ اللهُ فى
عمرك/عِشْتَ!). وفعل واحد بدلالة الماضى وهو الفعل (בִּהְדַל)
بمعنى (أهان/ هزأ بـــ/ بَهْدَلَ). وبالنظر إلى تلك الأفعال نجدها قد دخلت إلى
معجم العبرية العامى على هيئتها العربية، دون أن تخضع للقالب الصرفى العبرى. إلا
أن الملاحظ فيها حدوث تغيير طفيف فى بعض الأصوات على مستوى الصوامت والحركات، ذلك
التغيير الذى لم يخرجها عن قالبها الصرفى العربى.فمثال التغيير فى الصوامت الفعل (אוּסְקוּט)،
فعينه ولامه فى العربية (كاف وتاء) وليستا (قافاً وطاءً)، إذ إن جذره هو (س ك ت).
ولعل هذا يرجع إلى أن هذا الفعل قد دخل المعجم العبرى بكاف أقرب إلى التفخيم منها
إلى الترقيق، فبدت قافاً فى النطق، الأمر الذى انعكس على التاء الأخيرة التى تأثرت
بمجاوراتها لصوت مفخم فتماثلت صوتياً مع نظيرها المفخم وهو صوت الطاء، فصارت
الصيغة (אוּסְקוּט).
أما التغير فى الحركات فهو السمة الغالبة على تلك الأفعال. ويمكن تخريج ذلك التغير
فى الحركات إلى اختلاف اللهجات العربية المعاصرة فى النطق. لذلك لا يعول عليه فى
مسألة الدخيل والمعبرن، فعلى أية حال كان النطق فقد دخلت الصيغة فى قالبها الصرفى
إلى المعجم العبرى. فمثلاً هناك من اللهجات ما تَضُمُ ألف الوصل فى صيغة الأمر
وتَضُمُ عينها كذلك نحو (اُضْرُبْ)، وهناك ما تكسر تلك الألف من نفس الصيغة وتفتح
عينها نحو (اِضْرَبْ). يقول(De Lacy O'Leary ) (دى لاسى أوليرى) " فى الأفعال ثلاثية
الأصول عادة ما تكون صيغة الأمر مبدوءة بصامتين مثل drab ضِرَبْ. والصامت فى بداية الصيغة لا
يمكن نطقه، لذا فمن المألوف وضع حركة الكسر i- فى بداية الصيغة نحو idrab اضرب
. غير أنه فى حال كون حركة الجذر هى الضمة فإن حركة الكسر هذه تتماثل معها صوتياً،
فتتحول هى الأخرى إلى حركة ضم نحو urqud اُرْقُدْ وأيضاً اِرْقُدْ. وفى اللهجة
السورية غالباً ما نجد حركة قصيرة جداً بدلاً من السابقة، نحو (sherab)
(شِرَبْ) بدلاً من (ishrab)
(اِشْرَبْ). ووضع هذه السابقة أو حذفها لا تأثير لها على معنى الفعل، فما هى إلا
سابقة صوتية تسهل من نطق مجموعة صوامت فى بداية الصيغة "38. وما ذكره (أوليرى) يفسر لنا استخدام
الفعل (تفضل) فى عامية الشام وانتقالها بنفس القالب إلى معجم العامية العبرية هكذا
(תְפָדָל).
ثانياً: التحليل الدلالى:
بالنظر إلى
الأفعال العربية التى دخلت إلى المعجم العبرى – والموضحة فى الجدول السابق - نجدها
قد دخلت بنفس دلالتها العربية دون أدنى تغيير. ثم إنه بالرجوع بتلك الأفعال إلى
أصولها العربية نجدها تنتمى جميعاً إلى فصيح العربية، وإن كان يخيل للبعض أن الفعل
(בִּהְדַל/
بَهْدِلْ) ينتمي إلى معجم العامية. والحقيقة أنه من الأفعال الفصيحة التى تنوسيت
فصاحتها لشيوعه على ألسن الطبقات الدنيا من العوام، فقد ورد فى معجم العربية
المعاصرة للدكتور أحمد مختار عمر " بهدل فلاناً " أى "حَطَّ من
شأنه، أهانه، أساء معاملته "39. ولهذا الفعل جذورٌ فى الفصحى. يقول
الدكتور هشام النحاس " وتسمع العامة عندنا يقولون: بهدله على مشيه أو على
لبسه أو على فعله كذا، ومعنى بهدله عندهم : هزأه وسخر به أو احتقره أو عيره وتنقص
من قدره ---- والأمير شكيب أرسلان فى (القول الفصل فى رد العامى إلى الأصل) لا يرى
لها وجهاً فصيحاً إلا إذا كانت مأخوذة من جرو الضبع كأنه مثله فى المهانة. هذا فى
الشام ومصر والمغرب"40. وقد ذكر الفيروزآبادى فى قاموسه
(البَهْدَلُ) أى (جَرْو الضبع).41
2- الاسم:
تعد فئة الأسماء - كما
ذكرنا- الفئة التى تمثل السواد الأعظم من جملة المواد العربية فى المعجم العبرى
العامى. وسوف يتم تناولها بالتحليل على مستوى الصرف ومستوى الدلالة. وذلك على
النحو التالى:
- التحليل الصرفى:
يمكن تقسيم المواد العربية الاسمية فى معجم
العبرية العامى إلى مجموعتين هما:
1- أسماء
واردة على أوزان عربية فصيحة
2- أسماء
من استحداث العاميات العربية
أولاً:
الأسماء الواردة على أوزان عربية فصيحة:
دخلت مجموعة أسماء إلى
معجم العبرية العامى برمتها دون أدنى تغيير، والدليل على أصالتها فى العربية هو
خضوعها لقالب الأوزان الاسمية فى العربية الفصحى. فالاسم فى العربية الفصحى إما أن
يكون ثلاثياً أو رباعياً أو خماسياً. وكل من هذه الأنواع الثلاثة إما
أن يكون مجرداً أو مزيداً. أما المجرد فيبلغ تسعة عشر وزناً، وأما المزيد فمن
كثرته فى اللغة فقد وقع اللغويون فى اضطراب فيما يخص عدده. يقول ابن الحاجب فيما
يخص الأوزان الاسمية المجردة " فأما الثلاثى فيأتى على أوزان عشرة هى :
الدُّئِلُ، والحِبُكُ، و كَتِفٌ، وعَضُدٌ، وحِبْرٌ، وعِنَبٌ، وإبِلٌ، وقُفْلٌ،
وصُرَدٌ، وعُنُقٌ. وأما الرباعى فيأتى على خمسة أوزان هى: جَعْفَرٌ، وزِبْرِجٌ،
وبُرْثُنٌ، ودِرْهَمٌ، وقِمَطْرٌ. وأما الخماسى فيأتى على أربعة أوزان هى:
سَفَرْجَل، وقِرْطَعْبٌ، وجَحْمَرِشٌ، وقُذَعْمِلٌ42.
ويقول الشيخ أحمد
الحملاوى فى معرض حديثه عن الأوزان الاسمية المزيدة " وبالجملة فأوزان المزيد
فيه تبلغ ثلاث مئة وثمانية على ما نقله سيبويه، وزاد بعضهم عليها نحو
الثمانين".43 ويعرض الجدول التالى
لبعض الأسماء العربية فى معجم العبرية العامى، وذلك على سبيل المثال لا
الحصر :
|
معجم دان بن آموتس |
معجم روفيق روزنتال |
||
|
المفردة العربية |
المعنى فى العبرية |
المفردة العربية |
المعنى فى العربية |
|
בּוּלְבּוּל |
1- بلبل 2- شخص مضطرب، مشوش التفكير (تايه) |
אוּסוּל |
أصلى،حقيقى، واقعى |
|
בָּרוּד |
1- تفجير الصخور بمواد متفجرة 2 - نداء تحذيرى قبل تفجير الصخور بالمواد
المتفجرة |
בַּלְבָּלָה |
بلبلة، فوضى |
|
גַ'חְש |
صغير السن ، قليل الخبرة |
בַּרַכַּה |
بركة |
|
גָ'מָע |
جماعة ، مجموعة ، جَمْعٌ |
גָ'אסוּס |
جاسوس |
|
חֲמוּלָה |
1- قبيلة، عشيرة 2- صحبة نساء يمشين
بشكل عشوائى |
גִ'יפָה |
عفونة، رائحة كريهة |
|
מִישְׁמִיש |
مشمش |
לַטְמָה |
ضربة قوية |
|
פַלָּח |
1- فلاح، مزارع 2- إنسان بسيط |
שַׁבָּאבּ |
شباب فوضوى |
ثانياً: أوزان من استحداث
العاميات العربية:
يلاحظ أن المواد العربية
الاسمية الواردة فى المعجم العبرى العامى قد وردت جميعاً فى قوالب صرفية عربية،
فلم نلمس فى أى منها وجوداً لقالب صرفى عبرى. إلا أن العامية غالباً ما تحرف
الفصحى إما بتغيير بعض حروف المفردات أو بتغيير بعض حركاتها أو من خلال النحت. ونوضح
ذلك تفصيلاً على النحو التالى:
1- مخالفة بعض حركات
الوزن المعيارى:
يقول الدكتور شوقى
ضيف فى معرض حديثه عن تحريف العامية للمفرد وصيغه " وأبدلت العامة الحروف فى
كثير من الكلمات، كما غيرت بعض الحركات فى الكلمات"44. ويتسبب تغيير بعض الحركات فى ظهور أوزان
مغايرة للأوزان المعيارية. ويلاحظ اشتمال المعجم العبرى العامى على مفردات عربية
بها انحرافات صوتية عن الأصل المعيارى، وذلك من خلال تغيير بعض الحركات. فمثلاً
كلمة (בָּטִיחְ)(بطيخ)
دخلت معجم العبرية العامى بنفس التحريف الذى صارت عليه فى العربية وهو (بَطِّيخ).
والحقيقة أن النطق الصحيح لها هو (بِطِّيخ) أى بكسر الصامت الأول-وليس فتحة على
عادة العامة- لأنه اسم على وزن (فِعِّيل).45 وكذلك فى عامية الشام تنتهى الأسماء
–دائماً- بحركة الكسر الممال قبل الصامت الأخير، لذا يخيل لمن يسمعها – للوهلة
الأولى- أنها قوالب عبرية، أو أنها نتاج لتأثير النطق العبرى، وذلك لقرب نطقها من
نطق الأسماء العبرية المنتهية بحركة الكسر الممال (السيجول) قبل الصامت الأخير.
لكن الحقيقة أن مثل هذه الأسماء هى أسماء عربية أصيلة، ونطقها هذا هو نطق عربى
أصيل لم يتأثر بالنطق العبرى، فهى نتاج لنطق أهل الشام الذين يميلون إلى كسر حركة
ما قبل الصامت الأخير، ذلك الصامت الذى تفتحه العامية المصرية على نهج الفصحى.
فمثلاً كلمة (חַלַקֶה) بمعنى (حلقة) تنطق فى
العامية المصرية (حَلَقَه) - وهو النطق فى الفصحى أيضاً – بينما تنطق فى اللهجة
الشامية (حَلَقِه)، وهو النطق الذى استعارته العبرية. ومثال ذلك أيضاً كلمة (רָזָאלֶה)
بمعنى (الفتاة المتهادية فى مشيتها) وكلمة (מִזְבָּלֶה)
مقلب قمامة. يقول (مارك كويل) فى معرض حديثه عن اللهجة السورية
" فى تلك اللهجات تحل حركة e محل حركة a "46.
2- البدء بساكن:
يوجد فى معجم العبرية
العامى مجموعة من الأسماء التى تبدأ بساكن على غير عادة العربية المعيارية نحو
: חְמָאר حمار، חְמָארָה خمارة، חְנָאז' لئيم،
وغد، חְנָאנָה بليد،
أحمق، חְנָאק وغد،
لئيم. والبدء بساكن لهجة من لهجات العربية مردودها إلى عامية الشام، فالبدء
بالساكن هذا من أهم سماتها الصوتية. غير أنه لما كان السكون التام فى أول المفردة
يستحيل معه النطق، فإنه فى مثل تلك الحالات يتحول إلى حركة كسر ممال تيسيرا للنطق.
يقول (De Lacy O'Leary ) (دى
لاسى أوليرى) فى معرض حديثه عن صيغة الأمر فى اللهجة السورية "وفى
اللهجة السورية غالباً ما نجد حركة قصيرة جداً بدلاً من السابقة، نحو (sherab)
(شِرَبْ) بدلاً من (ishrab)
(اِشْرَبْ). ووضع هذه السابقة أو حذفها لا تأثير له على معنى الفعل، فما هى إلا
سابقة صوتية تسهل من نطق مجموعة صوامت فى بداية الصيغة"47.
3- نحت الكلم:
نحت الكلم هو " ضرب من الإيجاز
فى التعبير، وهو صوغ كلمة من كلمتين أو أكثر رغبة فى الإسراع بالكلام"48. ومن أمثلة ذلك فى المعجم العبرى العامى
كلمة ( בָּלָש/
بلاش). يقول الدكتور شوقى ضيف " بَلاشْ : من "بلا شىء" يقال فى
العامية أخذت هذا الشىء بلاش أى بلا مقابل. فُتحت باء "بلا" وحذفت الياء
والهمزة من "شىء"، وسُكِّنت الشين للوقف، وأصبحت الكلمتان كلمة واحدة:
"بلاش". وهى قديمة فى العامية المصرية إذ نجدها فى موشحات العصر الأيوبى
على لسان جارية فى خرجة موشحة لابن سناء الملك تقول: " قد اشترانى
بلاشى" وكأنما حُذِفَتْ منها الهمزة أولاً ثم حُذِفَتْ الياء فيما بعد مع
مرور الزمن"49.
4- مخالفة البنية
المعيارية لبعض المقولات الصرفية:
هناك مجموعة من
الأسماء العربية فى معجم العبرية العامى وردت مغايرة للقالب الصرفى العربى الفصيح،
وهى أيضاً ليست قوالب عبرية نحو: (אַהֲלֶן) (أهلين) (معجم
روزنتال)، و(בַּעֲדֶן) (متأخر
جداً / بعد ذلك) (معجم روزنتال)، و(סַחְתֵין) (بالصحة والعافية!/
سَلَمَكَ الله!) (معجم روزنتال). فالكسر الممال فى آخر تلك الكلمات يخرجها عن
القالب المعيارى للمثنى فى العربية الفصحى. وبالبحث عن أصل مثل تلك الصيغ نجد لها
أصولاً فى عامية الشام. يقول (Kristen BruStad)(كرستين بروستاد) "هناك نوع آخر من
المثنى وهو الموجود فى نوع معين من الكلمات، وربما لم يكن هذا التركيب مثنى فى
أصله، هذه مجموعة من الكلمات مكونة من تعبيرات جامدة خاصة فى لهجات بلاد الشام،
وهى جميعاً تنتهى باللاحقة (ين): أهلين، صحتين، مرحبتين"50.
- التحليل الدلالى:
باستعراض المواد الاسمية
العربية التى دخلت معجم العبرية العامي وتحليلها دلالياً نجدها تنقسم إلى مجموعتين
رئيستين هما: أسماء دخلت إلى معجم العبرية العامى بنفس دلالتها فى العربية، وأسماء
دخلت إليه بدلالات مغايرة. فالكلمات التى تغيرت دلالتها تنقسم – هى الأخرى- إلى
مجموعتين هما: مجموعة اتخذت دلالات جديدة فى معجم العبرية، ومجموعة طرأ عليها تطور
دلالى من خلال إحدى وسائل نقل المعنى. وهو ما ستوضحه الدراسة فيما يلى:
أولاً: الأسماء التى دخلت
معجم العبرية العامى بنفس دلالتها العربية:
يعرض الجدول التالى
للمفردات العربية التى دخلت معجم العبرية العامى بنفس دلالاتها دون أدنى تغيير،
فلا نكاد نلمس فيها أى ظل لمعنى عبرى:
|
معجم روفيق روزنتال |
معجم دان بن آموتس |
||
|
المعنى فى العبرية |
المفردة |
المعنى فى العبرية |
المفردة |
|
حقيقى، واقعى، أصلى |
אוּסוּל |
أحمق، غبى،ساذج، أهبل |
אַהְבָּל |
|
الله ! |
אַלְלָה |
أصم، ثقيل السمع،أطرش |
אַטְרָש |
|
صرة كبيرة (باله) |
בָּאלָה |
1- بلبل 2- شخص مضطرب، مشوش التفكير (تايه) |
בּוּלְבּוּל |
|
إهانة، تقليل من الشأن
(بهدله) |
בַּהְדָלָה |
جماعة ، مجموعة ، جَمْعٌ |
גָ'מָע |
|
بوص، غاب (نوع من
النباتات) |
בּוּס |
جرة (قلة/زلعة) |
גָ'רָה |
|
قبلة (بوسة) |
בּוּסָה |
كسر حجارة (دبش) |
דֶּבֶּש |
|
بلبلة، فوضى |
בַּלְבָּלָה |
شخص ما، شخص غير معروف
(زبون) |
זְבּוּן |
|
بركة |
בַּרַכַּה |
قبيلة، عشيرة (حمولة) |
חֲמוּלָה |
|
جاسوس |
גָ'אסוּס |
حمَّام |
חָמָם |
|
جبل |
גַ'בֶּל |
طحينة |
טְחִינָה |
|
كرة جلة |
ג'וּלָה |
مشمش |
מִישְׁמִיש |
|
درويش، إنسان زاهد |
דַרְוִישׁ |
1- أفعال غير أخلاقية (مسخرة)2- هراء، لا
قيمة له، عديم النفع |
מַסְחָרָה |
|
حمص |
חוּמוּס |
قطرة، نقطة، نطفة |
נִטְפֶה |
|
أحمق، غبى، بليد(تمبل) |
טַמְבָּל |
تصالح، صلح، مصالحة |
סוּלְחָה |
|
لَفَّةٌ |
לָאפָה |
سياسة |
סָיָסֶה |
|
لطمة |
לַטְמָה |
1- سلام 2- إلى اللقاء |
סָלָמָת |
|
محشى (أكلة شهيرة) |
מַחְשִׁי |
صندوق، علبة |
סַנְדוּק |
|
معروف، جميل |
מַעְרוּף |
فلاح،مزارع |
פַלָּח |
|
نبوت |
נָבּוּט |
|
|
ثانياً: الأسماء العربية
التى دخلت معجم العبرية العامى بدلالات مغايرة:
عند
الحديث عن المواد العربية التى دخلت معجم العبرية العامى بدلالات مغايرة لدلالاتها
الأصيلة فى العربية فإن الحديث سيدور حول نوع من التغيرات الدلالية التى تطرأ على
بعض المداخل المعجمية التى تستعيرها لغة من لغة أخرى. ولا يكون الحديث فى مثل هذا
الموضع عن تطور دلالى، إذ إن التطور الدلالى يستلزم وجود مادة فى لغة بعينها طرأ
عليها تغير دلالى لسبب ما. والأمر هنا مختلف، فنحن بصدد لغتين لا لغة واحدة، لغة
معيرة وأخرى مستعيرة. وتجدر الإشارة إلى أن التغير الدلالى الذى طرأ
على المواد العربية التى دخلت معجم العبرية العامى اتخذ أشكالاً ثلاثة، فهو إما أن
يكون تغيراً ناجماً عن تخصيص دلالى أو تغيراً ناجماً عن تعميم دلالى، أو تغيراً
ناجماً عن الاستخدام المجازى للغة. ونوضح ذلك على النحو التالى:
1- المواد العربية التى
طرأ عليها تخصيص دلالى:
التخصيص الدلالى هو أحد أشكال تغير المعنى، ويطلق عليه كذلك تضييق المعنى. يقول الدكتور أحمد مختار عمر " ويعنى ذلك تحويل الدلالة من المعنى الكلى إلى المعنى الجزئى أو تضييق مجالها "51. ويوضح الجدول التالى نماذج لبعض المفردات العربية التى طرأ عليها نوع من التخصيص الدلالى فى معجم العبرية العامى. وذلك على النحو التالى:
|
זִינְזָאנָה |
سيارة مساجين |
|
חַלַקֶה |
الحلقة الأولى |
|
חַפְלָה |
حفلة وفيرة الطعام،
وليمة |
|
חָרָקָה |
رحلة خطرة |
|
שַׁבָּאב |
شباب فوضوى |
يلاحظ فى الجدول السابق
أن للمواد العربية فى المعجم العبرى دلالات ذات خصوصية إذا ما قورنت بدلالاتها
الأصيلة فى العربية. فالمعانى العبرية جميعها واردة فى تراكيب إما وصفية أو
إضافية، ذلك الوصف أو تلك الإضافة هو ما يؤدى إلى تخصيص دلالة المفردة. فكلمة (בַּרְנַמַג')
مثلاً فى العربية تطلق على جميع أنواع البرامج الإذاعية والتليفزيونية على حد سواء
دون تمييز بين الناجح منها وغير الناجح. لكن هذه المفردة دخلت معجم العبرية العامى
بدلالة خاصة وهى البرنامج الضعيف. وكذلك كلمة (זִינְזָאנָה)
تطلق فى العربية على كل مكان يحتجز فيه المتهمون سواء فى السجن أو المعتقل أو قسم
الشرطة أو ما شابه، غير أنها دخلت معجم العبرية بدلالة خاصة وهى سيارة نقل
المساجين فحسب. وتذكرنا تلك الأمثلة بقول الدكتور إبراهيم أنيس " فقولنا
" شجرة البرتقال" يستبعد آلافاً أو ملايين من أنواع الأشجار الأخرى، فهى
لذلك أخص فى دلالتها من كلمة "شجرة". وقولنا "شجرة البرتقال
المصرية" أخص فى الدلالة من شجرة البرتقال. ولا تزال الدلالة تتخصص حتى تصل
إلى العلمية أو ما يشبهها فقولنا " شجرة البرتقال فى حديقتنا" يصل
بالدلالة إلى أضيق الجدود"52.
2- المواد العربية التى طرأ عليها
تعميم دلالى:
التعميم الدلالى هو
شكل من أشكال التغير فى المعنى، ويطلق عليه كذلك (توسيع المعنى) وهذا شكل مقابل
للتخصيص الدلالى. والمقصود بتوسيع المعنى أن يصبح عدد ما تشير إليه الكلمة أكثر من
السابق، أو يصبح مجال استعمالها أوسع من قبل53. ويوضح الجدول التالى نماذج لبعض المفردات
العربية التى طرأ عليها نوع من التعميم الدلالى فى معجم العبرية العامى. وذلك على
النحو التالى:
|
كبير القوم، زعيم
القبيلة، رئيس العشيرة، عمدة، مختار |
מוּכְתָר |
|
1- مكان تجميع القمامة، مقلب قمامة 2- مكان
قذر، مكان غير نظيف 3- غير مرتب، غير منظم |
מַזְבָּלֶה |
|
1- أفعال غير أخلاقية 2- هراء، شىء لا قيمة
له، عديم النفع |
מַסְחָרָה |
|
سجن، معتقل، أَسْرٌ |
קָלָבּוּשׁ |
يلاحظ فى الجدول السابق أن
المفردة العربية لمَّا دخلت معجم العبرية العامى قد اتسعت دلالتها لتشمل مجالات
أوسع مما كانت عليه فى العربية. فمثلاً كلمة (מוּכְתָר) - فى اللهجة السورية
تطلق على كبير القرية أى ما يطلق عليه فى العامية المصرية (عمدة) - عندما دخلت
معجم العبرية العامى استخدمت بمعنى الكبير بشكل عام كأن يكون كبير جماعة أو زعيم
عشيرة أو ما شابه. وكذلك كلمة (מַזְבָּלֶה) نجدها فى العربية تعنى
المكان الذى تلقى فيه القمامة بينما هى فى معجم العبرية العامى تطلق على كل مكان
غير نظيف بشكل عام.
3- المواد العربية التى
تغيرت دلالتها نتيجة الاستخدام المجازى:
للفظة مجموعة من المعانى
منها المعنى الأساسى والمعنى الإضافى. أما المعنى الأساسى فهو العامل الرئيس
للاتصال اللغوى، والممثل الحقيقى للوظيفة الأساسية للغة، وهى التفاهم ونقل الأفكار54. وأما المعنى الإضافى أو العَرَضى فهو
المعنى الذى يملكه اللفظ عن طريق ما يشير إليه إلى جانب معناه التصورى الخالص.
وهذا النوع من المعنى زائد على المعنى الأساسى، وليس له صفة الثبوت والشمول، وإنما
يتغير بتغير الثقافة أو الزمن أو الخبرة.55 وما يعنينا فى هذا الموضع هو المعنى
الإضافى، فهناك بعض المواد العربية التى دخلت معجم العبرية العامى بالمعنى الإضافى
لها. وهذا له أحد تفسيرات ثلاثة هى: إما أن تكون تلك المادة كانت مستخدمة فى
العربية بذلك المعنى الإضافى، أو أنها كانت مستعملة بمعناها الأساسى، ولما دخلت
معجم العبرية العامى استعملت بمعناها الإضافى، أو أنها كانت مستعملة فى العربية
بمعنييها الأساسى والإضافى، ولمّا استعارتها العبرية استعارتها بكلا المعنيين أو
بأحدهما وخاصة المعنى الإضافى. ويعرض الجدول التالى نماذج لبعض تلك المواد. وذلك
على النحو التالى:
|
المعنى فى العبرية |
المفردة العربية |
|
سمين، بدين |
בַּרְמִיל |
|
1- بالوعة 2- لسان بذىء، قبيح
الألفاظ |
ג'וֹרָה |
|
صغير السن، قليل الخبرة |
גַ'חְש |
|
1- جاموس 2- سمين، بدين، ضخم |
גָ'מוּס |
|
1- قمامة 2- سىء للغاية، مثير للاشمئزاز،
مقزز |
זְבָּלֶה |
|
سىء، ردىء |
זִיפְת |
|
1- حرارة 2- غضب |
חָרָארָה |
|
مزعج |
נִיגֶ'ס |
|
1- قصير النظر 2- أحمق، أخرق، غبى، ضيق
الأفق |
עָמָה |
نلاحظ فى الجدول السابق أن المواد الواردة
به يمكن تقسيمها إلى مجموعتين، مجموعة مواد دخلت معجم العبرية العامى بالمعنى
الإضافى لها فى العربية فحسب مثل (בַּרְמִיל - גַ'חְש –
זִיפְת-
נִיגֶ'ס). فالكلمة
الأولى مثلاً معناها الأساسى فى العربية هو (برميل)، أما المعنى الإضافى لها فيعنى
الشخص السمين. والسبب فى مثل هذا الاستخدام المجازى هو وجود حالة مشابهة بين
البرميل كجسم مادى والشخص السمين تتمثل فى ضخامة الحجم. ذلك المعنى الإضافى فحسب
هو ما استعارته العبرية من معجم العربية. وعلى غرار ذلك يمكن تفسير المواد الثلاثة
الأخرى. والمجموعة الأخرى هى مجموعة المواد التى دخلت معجم العبرية بكلا معنييها
فى العربية الأساسى والإضافى نحو (ג'וֹרָה - גָ'מוּס-
חָרָארָה
-עָמָה). فمثلاً
الكلمة الأولى معناها الأساسى هو البالوعة ثم اتسع معناها مجازاً لتطلق على
الإنسان بذىء اللسان. والسبب فى ذلك الاستخدام المجازى كذلك هو وجود علاقة مشابهة
بين البالوعة والشخص بذىء اللسان تتمثل فى سوء ما ينضح به كلاهما. ولمَّا استعارت
العبرية تلك المادة استعارتها بمعنييها الأساسى والإضافى معاً. فإما أن تطلقها على
البالوعة وإما أن تطلقها على الشخص بذىء اللسان. وعلى غرار ذلك يمكن تفسير باقى
المواد الأخرى.
3- النعت:
يرد النعت فى المرتبة الثانية بعد الاسم من حيث
كثافة وروده فى معجم العبرية العامي. وسوف تتناوله الدراسة بالتحليل على المستويين
الصرفى والدلالى. وذلك على النحو التالى:
أولاً: التحليل الصرفى:
ينقسم النعت باعتبار اللفظ إلى مفرد وجملة وشبه جملة. وما
يعنينا فى هذا الموضع هو النعت المفرد، إذ إننا نتحدث عن مداخل معجمية، والمداخل
المعجمية هى مفردات فى المقام الأول. والنعت المفرد له أشكال متعددة، نذكر منها –
ههنا- الشكلين
اللذين وردت منهما نماذج
فى معجم العبرية العامى وهما:
1- الاسم المشتق العامل. والمقصود بالعامل: اسم الفاعل، صيغ
المبالغة، الصفة المشبهة، اسم المفعول، وأفعل التفضيل.56 ونمثل لذلك فى المعاجم موضوع الدراسة
على النحو التالى:
- معجم (دان بن آموتس):
صيغة المبالغة:
חַבּוּבּ ودود، لطيف (حَبُّوبٌ)
الصفة المشبهة:
אַהְבָּל أحمق، أخرق، غبى،ساذج
אַחְסָן ممتاز، متميز
אַטְרָש أصم، ثقيل السمع
טַוִּיל طويل
כַּבִּיר كبير ، طيب
للغاية، رائع
כַּסְלָן كسلان، كسول،
قليل الهمة
اسم المفعول:
מַגְ'נוּן مجنون، معتوه
מַלְעוּן ملعون، وغد، شرير، لئيم،
شقى
- معجم روفيق روزنتال:
اسم الفاعل:
בָּארֶד بارد
صيغة المبالغة:
גַ'בָּאר فتى، عتى، قوى
البنيان
טַמָאע طماع، جشع
الصفة المشبهة:
אַבְּיַד برىء
אַבְּלָה حمقاء، خرقاء، غبية
(هبله)
אַהְבָּל أهبل، أحمق، غبى
אַחְוָאל أحول
אַחְלָה فاخر، رائع
אַחְסָן طيب، حسن
אַסְוָד أفيون
אַעְוָר أعور، أعمى
חָפִיף سطحى، مهمل
טָאוִיל طويل، عالٍ
טַיֶבּ طيب، حسن
- اسم المفعول:
מַבְּרוּק مبارك
מַגְ'נוּן مجنون
מַדְרוּבּ تعس، بائس،
مسكين
מַחְרוּק شغوف بأمر
ما، مغرم
מַלְעוּן ملعون
2- الاسم الجامد الدال على النسب قصداً. وأشهر صوره أن يكون فى آخره
ياء النسب، أو أن يكون على وزن (فعال) أو غيرها من الصيغ الدالة على
الانتساب قصداً كما تدل ياء النسب، فهو يؤدى المعنى الذى يؤديه
لفظ " المنسوب لكذا"57. ونمثل لذلك فى المعاجم موضوع الدراسة على
النحو التالى:
- معجم دان بن آموتس:
- الاسم المنسوب:
חַבִּיבִּי حبيبى،
عزيزى، سيدى
בָּלָדִי محلى ، ابن البلد (بلدى)
בָּרָנִי ركَّاب زيادة (فى الميكروباص مثلاً)
- معجم روفيق روزنتال:
- الاسم المنسوب:
אַסְלִי أصلى، فاخر،
ممتاز
בָּלָדִי أفيون أسود
עָזִיזִי عزيزيى،
حبيبى
רַסְמִי بصراحة، بشكل جاد
- الاسم الوارد على صيغة " فَعَّال":
פַנָּאן ممتع، رائع، لذيذ
ثانياً: التحليل الدلالى:
تركز الدراسة - فى هذ ا
الموضع- على بيان عما إذا كانت النعوت العربية التى دخلت معجم العبرية العامى قد
دخلت بنفس دلالاتها العربية أم اتخذت دلالات مغايرة. وإذا كانت قد دخلت بدلالات
مغايرة، فما هو شكل التغير الذى طرأ عليها ؟.
باستعراض الصفات العربية
فى معجم العامية العبرى نجدها تنقسم إلى مجموعتين: مجموعة الصفات التى دخلت
بدلالاتها العربية إلى المعجم العبرى، ومجموعة الصفات التى دخلت بدلالات مغايرة.
فالمجموعة الأولى تمثلها - على سبيل المثال لا الحصر - صفات نحو : מַבְּסוּט سعيد،
مسرور، فَرِحٌ، مبتهج، وמַגְ'נוּן مجنون، معتوه، وמַלְעוּן ملعون،
وغد، شرير، لئيم، شقى، אַהְבָּל أحمق، أخرق، غبى،ساذج، טַמָאע طماع،
جشع، אַחְוָאל أحول، בָּארֶד بارد
. فجميع هذه الصفات لا تختلف دلالاتها فى العبرية عنها فى العربية. أما المجموعة
الثانية فتنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول، قسم الصفات العربية التى طرأ عليها تخصيص
دلالى فى معجم العبرية العامى، والثانى: قسم الصفات العربية التى طرأ عليها تعميم
دلالى، أما القسم الثالث فهو قسم الصفات العربية التى تغير معناها فى معجم العبرية
العامى من خلال الاستخدام المجازى للغة. ونوضح ذلك تفصيلاً على النحو التالى:
أولاً : الصفات العربية
التى طرأ عليها تخصيص دلالى:
يمكن التمثيل للصفات التى طرأ
عليها تخصيص دلالى عند دخولها معجم العبرية العامى بالمثال التالى: בָּלָדִי أفيون
أسود. فكلمة (بَلَدِى) فى اللغة العربية كلمة عامة تطلق على كل ما ينتمى للبلد
الأم وما هو من صنيع أهلها. لكن هذه الكلمة لمَّا دخلت معجم العبرية اقتصرت
دلالتها على (الأفيون الأسود) فحسب.
ثانياً: الصفات
العربية التى طرأ عليها تعميم دلالى:
نمثل للصفات العربية التى طرأ عليها تعميم
دلالى فى معجم العبرية العامى بالمثالين التاليين:
- חָפִיף سطحى، مهمل
- כַּבִּיר كبير، طيب للغاية، رائع
فكل من هاتين الصفتين
تحملان فى العربية معنيين أساسين، الأولى تعنى خفيف والثانية تعنى كبير. لكن
بالنظر إليهما فى معجم العبرية العامى نجد دلالتيهما قد توسعت لتعنى فى الأولى كل
ما ينطوى على السطحية والاستخفاف بالشىء. وتعنى فى الثانية كل ما هو قيم بما فى
ذلك الكبير والحسن إلخ.
ثالثاً: الصفات العربية
التى تغير معناها من خلال الاستخدام المجازى للغة:
نمثل للصفات العربية التى تغير
معناها فى معجم العبرية العامى من خلال الاستخدام المجازى للغة بالصفات التالية:
אַבְּיַד برىء
אַסְוָד أفيون
מַחְרוּק شغوف بأمر
ما، مغرم، مولع
פַנָּאן ممتع، رائع، لذيذ
يلاحظ فى الصفات السابقة أنها لا تعبر على
دلالاتها الأصيلة الموضوعة لها فى اللغة. ولكن المعنى المجازى المتمثل فى الكناية
هو المسيطر عليها. فالمعانى الحقيقية للكلمات السابقة هى على الترتيب: أبيض، أسود،
محروق، وفنان، وهى معانٍ غير مقصودة ههنا. إذ المقصود منها هو المعنى المجازى.
ويلاحظ كذلك وجود علاقة بين المعنيين الحقيقى والمجازى فى مثل تلك الحالات، فمثلاً
هناك علاقة قوية بين اللون الأبيض والدلالة على البراءة وصفاء القلب والسريرة.
يقول الدكتور أحمد مختار عمر " تستخدم اللغات ألفاظ الألوان استخدامات مجازية
قد يشيع بعضها ويجرى مجرى الأمثال، كما أنها عن طريق المعانى الرمزية أو الإيحائية
للألوان تستخدم ألفاظها فى تعبيرات لغوية (idioms) لا يفهم معناها بمجرد فهم مفرداتها إذ تصبح تركيباً موحداً ذا
معنى خاص".58أما فيما يخص اللون الأبيض فيقول عنه
الدكتور أحمد مختار عمر " لما كان هذا اللون مرتبطاً عند معظم الشعوب – بما
فيهم العرب- بالطهر والنقاء استخدمه العرب القدماء فى تعبيرات تدل على ذلك. فقد
قالوا: كلام أبيض، وقالوا: يد بيضاء. واستخدموا البياض للمدح بالكرم ونقاء العرض
من العيوب"59.
وإلى جانب تلك الصيغ المعيارية المعبرة عن
النعت العربى فى معجم العبرية العامى، توجد ثلاث مجموعات أخرى من الصفات، الأولى
مجموعة توصف بأنها من فِصَاح العامية، بمعنى أنها مفردات عامية ذات أصول فصيحة.
والثانية مجموعة من الصفات الفصحى التى حرفتها العامية، أما الثالثة فهى مجموعة
صفات من استحداث العاميات العربية. ونوضح ذلك على النحو التالى:
أولاً- مجموعة المفردات
العامية ذات الأصول الفصحى:
وردت فى كل من معجم (دان بن آموتس) و (روفيق
روزنتال) الصفتان (גֶּ'דַע) و(דוּגְרִי)
وهما من الكلمات العربية التى درجت على ألسنة العامة، غير أنهما من فصيح الكلم
العربى. ونوضح ذلك تفصلاً على النحو التالى:
- גֶּ'דַע: قوى، شجاع، جرىء،
بطل (جدع)
أصل هذه الكلمة هو (جَذَع) وهو من فصاح العامة فى
مصر والشام. وقد أبدلت الذال دالاً على عادة العوام، وانتقلت إلى الشام بلفظها
القاهرى.60 والجَذَع من الرجال : الشاب الحدث61. ويبدو أن العبرية قد استخدمت هذه الكلمة
التى هى اسم فى العربية الفصحى صفةً، فالمفترض فى الشاب الحدث أن يتحلى بتلك
الصفات التى اتخذتها العبرية معنى رئيساً لتك المفردة فى معجمها العامى، وهو ما
انتهجته العامية العربية كذلك.
- דוּגְרִי: 1- بشكل مباشر،
مباشرةً 2- إنسان مستقيم ، شخص واضح (دوغرى)
هذه الكلمة من المفردات التى يختلف حولها اللغويون، أهى من فصاح
العامية أم أنها دخيلة على العربية من التركية. والحقيقة أن لها أصولاً فى العربية
الفصحى وكذلك فى التركية، الأمر الذى دفع بعض اللغويين إلى القول بأنها من الألفاظ
الراحلة المتنقلة، فلربما قد قبستها التركية من العربية ثم عادت وصدرتها لها بتغير
طفيف فى المعنى.62 إذ يرجع أصلها فى معظم معاجم العربية
إلى الفعل (دَغَرَ) بمعنى (دفع). هذا المعنى تطور إلى أن وصل إلى الدفع ذى الوجهه
الواحدة أو أحادى الاتجاه وهو ما ينطوى على معنى المباشرة.يقول بطرس البستانى
" الدغرى فى كلام العامة تحريف الطوغرى بالتركية ومعناه: الصحيح والمستقيم
".63
- טַמְבָּל أحمق، غبى، بليد (تمبل)
مثلما تعطى اللغات فإنها تأخذ كذلك، وغالباً ما
تدخل المادة التى تأخذها إلى معجمها العامى لا المعيارى. وهو ما نتعرض له فى مثل
هذه المادة، فتلك المادة لها أصول فى الفصحى، حيث وردت فى أدب القرن الرابع
الهجرى.64 لكن عادة العاميات أن تأخذ ما هو
دارج على الألسن ولا تستمد مادتها من المواد الأدبية الفصحى. الأمر الذى يدعم
الرأى القائل باستيعاب تلك المادة من لغات قد تكون قد استعارتها فى فترات متقدمة
من العربية الفصحى كالفارسية والتركية، بدليل تطابق دلالة تلك الكلمة فى عربية
القرن الرابع الهجرى والفارسية والتركية، وهو الدلالة على الكسل والبلادة. يقول
بطرس البستانى " والتنبل الكسلان والبليد، تركية عامية".65 وخلاصة القول، إن هذه الكلمة هى كلمة
عربية انتقلت إلى التركية والفارسية فى فترة ما، ثم عادت العربية واستعارتها من
إحدى هاتين اللغتين بمعناها الدارج، وقصرتها على الاستخدام العامى فحسب.66
- מַבְּסוּט مبسوط،
سعيد
درجت هذه الكلمة على
ألسنة العامة حتى ساد الظن أنها من عداد الكلمات العامية. ودخلت معجم العامية
العبرى على هذا الأساس. والحقيقة أنها من فِصَاح العامية. يقول الدكتور هشام
النحاس " ويكاد يكون كل ما فى العامية من مادة الجذر ب س
ط فصيحاً "67. والمعنى الذى دخلت به تلك الصفة معجم
العبرية العامى - وهو الدلالة على السعادة والسرور- أحد المعانى التى تنطوى عليها
تلك الصفة فى العربية الفصحى. يقول بطرس البستانى " فلان مبسوط فى جسمه
أى متعاف، وفى حاله، أى فَرِحٌ، وفى الدنيا أى غنى".68
- מַנְחוּס 1-
سوء حظ 2- عطل، خلل
كلمة (منحوس) فى العربية من الصفات الدارجة على الألسن
لوصف الشخص سىء الحظ. وعلى الرغم من شيوعها فى العامية إلا أن لها أصولاً فى
الفصحى. يقول ابن فارس " النون والحاء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على
خِلاف السَّعد. ونُحِسَ هو فهو مَنحوس".69 ويلاحظ أن العبرية قد أخذت تلك الصفة
بنفس قالبها الصرفى العربى لكنها لم تستخدمها بنفس الدلالة العربية وهى استخدامها
صفةً بمعنى (سىء الحظ)، بل استخدمتها اسماً يدور فى نفس الفلك الدلالى للصفة
العربية بمعنى (سوء الحظ). ثم إنها كذلك قد طورت من دلالة تلك الكلمة، حيث جاوزت
تلك الدلالة واستخدمتها بمعنى العطل أو الخلل الذى يطرأ على أمر ما، وهو أيضاً شكل
من أشكال الحظ السىء.
ثانياً- مجموعة الصفات
الفصحى التى حرفتها العامية:
هناك مجموعة من الصفات العربية فى
معجم العبرية العامى تنتمى لفصيح الكلام العربى لكن العامية قد أدخلت
عليها بعض التغييرات. من تلك التغييرات تغييرات صوتية وأخرى صرفية.
ونعرض نماذج لتلك الصفات على النحو التالى:
- صفات طرأ عليها تغييرات
صوتية:
مما تشتهر به العامية على
المستوى الصوتى إبدال الضاد زاياً. غير أن نطق تلك الزاى العامية لا وجود له فى
الفصحى لأنها زاى مفخمة، ولا وجود للزاى المفخمة فى العربية الفصحى. فوجود هذا
الصوت يكاد يكون محصوراً على العامية.70 وذلك خلافاً لما ذكره الدكتور شوقى
ضيف من أن العامية تبدل الضاد ظاءً.71 وما ذهب إليه الدكتور رمضان هو
الأقرب إلى الصواب، إذ إن العامة تميل – دائماً- إلى سهولة النطق. وصوت الظاء من
الأصوات الأسنانية، تلك الأصوات الثقيلة فى النطق، لذلك فإنها تحولها
إلى أصوات أخرى يسهل نطقها. ومن ثم فمن غير المنطقى أن تحول العامية صوت ما إلى
صوت أسنانى. ومما ورد من تلك الصفات العربية فى معجم العبرية العامي كلمة (מַזְבּוּט) (صحيح،
سليم). فالأصل فيها هو (مضبوط) ثم حولت العامية الضاد زاياً مفخمة فصارت
(مَزْبوط). وبهذه الصورة دخلت تلك الصيغة معجم العبرية العامى.
- صفات طرأ عليها تغييرات
صرفية:
من الصفات التى طرأ
عليها بعض التغييرات الصرفية كلمة (מִגָ'וֵּז) (متزوج). ويذكر الدكتور
شوقى ضيف أن العامة تحرف من هيئة كثير من الكلمات، ويسوق طائفة من الكلمات التى
تمثل لمثل ذلك التحريف ومنها كلمة (مِجَّوِّز)، حيث يقول عنها " الصواب:
متزوج، فحذفت العامية التاء، وقدمت الجيم بعد الحرف الأول وشدَّدتها، وأخرت الزاى،
وهو تغيير واضح فى الكلمة. ويجرى فى جميع تصرفات الكلمة، فيقال فى العامية الجوز
بدل الزوج، والجواز بدل الزواج"72.
وكذلك الأمر
فى كلمتى (מָלָן)
(كثير، عظيم، ضخم) و (מַלְיָאן) (ثرى، غنى). فأصل هاتين الكلمتين فى
العربية هو (مَلآن) بهمزة بعد اللام. إلا أن العامية قد حرفت تلك الكلمة من خلال
إحدى طريقتين، الأولى: تتمثل فى تسهيل الهمزة وتحريك اللام قبلها بالفتح الطويل –
الأمر الذى كان متبعاً فى بعض اللهجات العربية القديمة منها لهجة قريش- فصارت
الصيغة (مَلان). وتتمثل الثانية فى إبدال الهمزة ياءً- وهو كثير فى العامية- فصارت
الصيغة (مَلْيَان). ويلاحظ أن تلك الكلمة (מָלָן) قد طرأ عليها تعميم
دلالى فى معجم العبرية، إذ أصبحت تعنى كل ما هو متصف بالتمام من الكثرة أو الوفرة
أو الضخامة، وليس الامتلاء المادى فحسب. أما كلمة (מַלְיָאן)
فقد استعارتها العبرية بدلالتها المجازية فى العامية العربية والتى تعنى
(غنى/ثرى). ففى معجم لغة الحياة اليومية للدكتور محمد الجوهرى نجد معنى كلمة
(مليان) هو : 1- ممتلىء 2- ميسور أو حتى ثرى.73
ثالثاً: مجموعة صفات من
استحداث العاميات العربية:
ثمة مجموعة من الصفات
العربية الواردة فى معجم العبرية العامى لا تنتمى إلى معجم العربية المعيارى، وهى
كذلك ليست من فِصاح العامية. وبتتبع أصول تلك الألفاظ نجدها من نتاج العاميات
العربية المعاصرة، وخاصة العامية المصرية وعامية الشام. والدليل على ذلك ورودها فى
المعجمات العربية المعنية برصد لغة الحياة اليومية. ومن تلك الألفاظ على سبيل
المثال فى العامية المصرية :
אָוַּנְטָה مراوغة، احتيال، تظاهُرْ بغير
الحقيقة
גַחְבָּה عاهرة، زانية
טַרמָח مسكين، بائس،
تعس
סָאחִי يقظ، فايق،
لم يتمكن المخدر منه
מַסְטוּל ثمل، سكران
תַעֲבָּאן متعب، منهك، خائر
القوى
- ومثالها فى عامية الشام:
אַבָּדַאי بلطجى، فتوة، عنيف، شرس
וָאסַח متكبر،
متعالى، مغرور
וִיסְח نمام، قذر،
غير أخلاقى
4- الظرف:
لا يكاد يوجد فى معاجم
العبرية العامية - موضوع الدراسة- من الظروف سوى ظرف واحد وهو ظرف المكان (בָּרָה)
بمعنى (إلى الخارج /بَرَه)
الوارد ذكره فى معجم (دان بن آموتس). فيشيع فى العامية المصرية استخدام كلمة
(بَرَّهْ) بمعنى خارجاً أو خارج المكان أو إلى الخارج فى سياق الأمر. ويعد هذا
الظرف من نتاج تحريف العامية للفصحى، فهو موجود فى الفصحى، لكنه فيها بالصيغة
المنونة أى (بَرّاً). يقول الزمخشرى فى معرض حديثه عن هذه الكلمة " وجلستُ
بَرّاً وخرجتُ بَرّاً ، إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى ظاهر البلد".74 إلا أن العامية قد أبدلت نون التنوين
هاءً. وإبدال النون هاءً من الأمور الشائعة فى العامية.75
5- اسم الفعل:
ورد من أسماء
الأفعال العربية اسمان من أسماء الأفعال أحدهما فى معجم (دان بن آموتس) فقط وهو
اسم الفعل (בס)(بَسْ)
بمعنى (كفا!). والآخر ورد فى معجم (دان بن آموتس) ومعجم (روفيق روزنتال) وهو اسم
الفعل (אִיכְס)(اخْصْ).
ونوضح ذلك على النحو التالى:
- (בס)(بَسْ):
اسم الفعل هذا على الرغم
من شيوعه على ألسنة العوام إلا أن أصله يعود إلى العربية الفصحى. يقول
الرضى" الأصوات المنقولة إلى باب المصادر على ضربين: ضرب لزم المصدرية ولم
يصر اسم فعل ---- وبعضها انتقل من المصادر إلى أسماء الأفعال، نحو صه، ومَه، وها،
ودَع أى انتعش، وبَسْ أى ارفق".76 غير أن جميع المواد الخاصة بهذه
الكلمة والواردة فى معجمات العربية الفصحى لم تشر – صراحةً- إلى هذه الدلالة أى
(كفى). بل غاية ما تشير إليه هو الدلالة على زجر الدابة ونهرها عما تقوم به. يقول
ابن منظور " بَسْ وبِسْ: من زجر الدابة".77 أما العامية فقد عممت دلالتها
واستخدمتها للحض على التوقف عن الفعل بشكل عام مع الإنسان تحديداً. يقول الدكتور
هشام النحاس نقلاً عن معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة والأصول العربية للدكتور
عبد المنعم سيد عبد العال " ونقول بَسْ لمن نريد إسكاته بمعنى كفى ".78ومن المحتمل أن تكون العامية المصرية قد
استعارت تلك الكلمة من الفارسية، فهى فى الفارسية تعنى (كفى – يكفى- حَسْبُ).79 ثم درجت على ألسن العوام بهذه
الدلالة إلى أن دخلت معجم العبرية العامى بنفس الدلالة.
- (אִיכְס)(اخْصْ):
هذه الكلمة تعد اسم فعل دال على
الحال بمعنى (أتضجر). وهى من استحداث العاميات العربية، فقد ورد فى معجم لغة
الحياة اليومية للدكتور محمد الجوهرى " إخص: للوم والاستهجان والتقريع
إلخ".80
6- شبه الفعل:
هذه المقولة الصرفية من
نتاج العامية، ويكاد يكون استخدامها قاصر عليها. يقول (Kresten BrusStad)(كرستن بروستاد) " تشتمل معظم اللهجات
العربية - إن لم تكن جميعها- على وحدات معجمية لا تنتمى للمقولات الصرفية الخاصة
بالفعل، لكنها تشغل مكاناً فى المركب الفعلى، وتحمل – غالباً- سمات فعلية"81.وهذا المصطلح ترجمة للمصطلح الإنجليزى (Pseudo-verb)،
وهو المصطلح الذى استخدمه(Qafisheh)(قفيشه) عام 1975 واعتمده(Kresten BrusStad)(كرستن
بروستاد) فى كتابه (The Syntax of Spoken Arabic) الصادر عام 2000. وبرر استخدام ذلك المصطلح
بأنه يصف الطبيعة شبه الفعلية لهذه الوحدات المعجمية. فشبه الفعل قد يؤدى وظيفة
الفعل الرئيس فى الجملة، وكذلك ينفى كسائر الأفعال، وكثير منه قد يصاحب أفعال
أخرى".82 وأهم ما يميز تلك المقولة الصرفية هو
تشكلها من حروف جر تنطوى على معانى الملكية أو الجهة أو من صيغ اسمية معينة تعطى
معانٍ محددة. ويتسم شبه الفعل بسمة أو أكثر من السمات النحوية أو الدلالية. ويكون
شبه الفعل مركباً اسمياً أو جرياً يستخدم – دلالياً- للتعبير عن معنى فعلى".83وخير اختبار للوحدة المعجمية لبيان
انتمائها إلى المقولة الصرفية (شبه الفعل) من عدمه هو النفى. فكثير من الوحدات
المعجمية المصنفة (شبه فعل) تدخل عليها أداتا نفى الفعل وهى (ما – ش) نحو: (ما
عندوش) فى المصرية والمغربية، و (ماليش) فى العامية المصرية".84
وقد ورد من هذه المقولة
الصرفية فى معجم (دان بن آموتس) كلمة (בִּדּוּ)
(يُرِيدُ، يَبْتَغِى) (بِدُّو). يقول الدكتور شوقى ضيف - فى معرض حديثه عن كلمة
(بِدِّى)- إن أصل كلمة (بِدِّى) هو (بِوِّدى) ثم حذفت العامية الواو.85 ويقول الدكتور هشام النحاس" فى
دمشق، كما فى القاهرة نقول بدى أعمل كذا أى بودى لو أفعل كذا ".86وشبه الفعل هذا من المقولات الصرفية التى
تتصرف تصرف الأفعال الرئيسة.87 وهذا يعنى أن المتكلم يمكنه أن يقول
(بِدِّى)، والمخاطب يقال عليه (بِدِّك) وهكذا.
ومن شبه الفعل - المتكون
من حرف جر منفى بأداة نفى الفعل فى العامية (ما – ش)- فى معجم (روفيق روزنتال)
المقولتان الصرفيتان التاليتان:
- מַעְלֵישׁ عادى،
لا حرج (معلش/ ولا يهمك/ محصلش حاجه)
- מָפִישׁ لا
يوجد (مفيش)
فالمقولة الأولى تتكون من (ما + على + ش)،
وتتكون المقولة الثانية من (ما + فى + ش).
1-2: التراكيب:
المقصود بالتركيب
ههنا هو التركيب التعبيرى (Syntagma) الذى يطلق على كل مجموعة منسقة من الوحدات
اللغوية الموضوعة لتؤدى معنى فى الكلام كالجملة الاسمية أو الفعلية أو الجزء من
الجملة الذى يؤدى دلالة ما.88 وهذا يعنى أن التراكيب التعبيرية هذه
قد تكون جملةً أو شبه جملة أو مركباً. ويطلق عليها بعض اللغويين مصطلح
"التعابير الاصطلاحية"، ويعرفونها بأنها " نمط ثابت من التعبيرات
يختص بلغة بعينها، ويتكون من كلمة أو أكثر، ولا يتضح معناه الكلى من تجميع معانى
الكلمات المكونة له "89.
وتقسم الدراسة التراكيب
التعبيرية فى معجم العبرية العامى إلى مجموعتين رئيستين هما: التراكيب العربية
الخالصة والتراكيب العربية المختلطة. ونعنى بالتراكيب الخالصة تلك التراكيب
العربية البحتة التى لم تخالطها أية مادة عبرية. ولا نقصد بالمخالطة هنا التدخل فى
الصيغة أو القالب العربى بما يؤدى إلى تغيرها وخروجها عن إطار الدخيل إلى إطار
المعبرن. بل نقصد بالمخالطة أن يكون التركيب التعبيرى يشتمل مثلاً على حرف أو
مفردة عبرية إلى جانب المواد العربية.
وتهتم الدراسة عند تناول
كل مجموعة من هاتين المجموعتين بأمرين، الأول تحليل التركيب التعبيرى صرفياً،
بمعنى تحليل بنية المقولات الصرفية المكونة للتركيب التعبيرى. والثانى يتمثل فى
تتبع دلالة التركيب التعبيرى بين العربية والعبرية لبيان مدى محافظة العبرية على
الدلالة العربية. وإن كانت العبرية قد غيرت من تلك الدلالة فبيان ذلك التغير
والوقوف على صورته. ونوضح ذلك تفصيلاً على النحو التالى:
1-2-1: التراكيب العربية الخالصة:
يمكن تقسيم التراكيب التعبيرية العربية
الخالصة فى معجم العبرية العامى إلى ثلاثة أقسام هى:
- مركب
- جملة
- شبه جملة
أولاً: المركب:
يقصد بالمركب أى تتابع كلامى يتكون من
كلمتين أو أكثر، ويكون بين أجزائه علاقة نحوية.90 وعند التطرق إلى المركبات
العربية الواردة فى المعجمات العبرية - موضوع الدراسة- على المستويين الصرفى
والنحوى نجدها على النحو التالى:
أولاً: المستوى الصرفى:
للمركب أنواع عدة ورد منها فى معجم العبرية
العامى ما يلى:
1- المركب الإضافى:
يتكون هذا المركب من مضاف ومضاف إليه. وأمثلته كثيرة فى المعجمات
المدروسة، نذكر منها على سبيل المثال:
- معجم (دان بن آموتس):
אַבּוּ בָּטֶן نهم ، شره، أبو بطن (تطلق
فى الأساس على الشخص السمين)
אַבּוּ אַרְבַּע أبو أربع (كلمة سخرية
تطلق على الشخص مرتدى النظارة)
אַבּוּ עַלִי جرىء ، فتىّ ، قوى ،
مقدام
אַבּוּ תִּינְתֵן أب لتوأم
אַוָּל בַּבְּ ممتاز، فاخر، من فئة متميزة
אַוָּל סַחֶבְּ صديق صدوق ، ولىّ حميم
כָּעֶךְּ סוּחוֹן كعك
صحون (نوع من الكعك محلى بالسمسم والزعتر)
- معجم (روزنتال):
אַבּוּ זָקָן ملتحٍ، طويل اللحية
אַבּוּ גִ'ילְדָה بخيل
אַבּוּ עַנְתָר فتى، شديد البأس
בָּאבּ אַלְלָה مكان
بعيد
2- المركب الوصفى:
يتكون هذا المركب من موصوف وصفة. ومن أمثلته
فى المعجمات موضوع الدراسة ما يلى:
- معجم (روزنتال):
בָּטִיח אַסְפָר غير مقبول ، غير معقول
יוֹם עַסַל וְיוֹם בַּסַל يوم
عسل ويوم بصل
סִינֶמָה בָּלָשׁ رؤية منظر
مجاناً
קוּסָה מַחְשִׁי محشى كوسه
3- المركب الجرى:
يتكون هذا المركب من حرف جر + اسم. ومن أمثلته فى المعجمات موضوع
الدراسة ما يلى:
- معجم (دان بن آموتس):
בְּחַיָּיתַךְּ من فضلك ، لو سمحت
(وحياتك!)
מִן אַללָה لا مفر، لا
مناص (كله بيدى الله)
עָלָא כֵּפִי كما يحلو لى، وفقاً
لرغبتى (على كيفى)
עָלָא סֻבָּח فجأة
עָלָא עֵינִי على
عينى
עָלָא פָדִי سدى،
دون جدوى (على الفاضى)
עָלָא רָאסִי تحت مسئوليتى
- معجم (روزنتال):
בְּאוּסוּל بشعور
طيب
בְּכֵּיף بسرور، بمتعة (بكيف)
בְּסַבָּאבָּה برغبة،
بسعادة، بمتعة (بصبابه)
עָלָא טוּל فوراً،
فى التو والحال (على طول)
עָלָא רָאסִי تحت مسئوليتى (على
راسى)
ثانياً: المستوى الدلالى:
تنقسم المركبات العربية الواردة
فى معجم العبرية العامى إلى قسمين: قسم حافظ على دلالته العربية، وقسم طرأ على
دلالته تغير فى معجم العبرية العامى. ونوضح ذلك تفصيلاً على النحو التالى:
- المركبات العربية
المحافظة على دلالتها الأصيلة فى العربية :
نذكر من تلك المركبات على سبيل المثال ما
يلى:
معجم (دان بن آموتس):
אַבּוּ אַרְבַּע (مركب
إضافى) أبو
أربع (كلمة سخرية تطلق على الشخص مرتدى النظارة)
אַבּוּ עַלִי (مركب
إضافى) جرىء
، فتىّ ، قوى ، مقدام
אַבּוּ תִּינְתֵן (مركب
إضافى) أب
لتوأم
עָלָא כֵּפִי (مركب
جرى) كما يحلو لى، وفقاً لرغبتى
עָלָא פָדִי (مركب
جرى) سدى، دون جدوى (على الفاضى)
معجم (روزنتال):
אַבּוּ זָקָן (مركب
إضافى) ملتحٍ، طويل اللحية
אָבוּל בָּנָאת (مركب إضافى) أبو البنات
בְּכֵּיף (مركب جرى) بسعادة،
بمتعة
כַּלָאם פָאדִי (مركب وصفى) كلام
فاضى، هراء
עָלָא טוּל (مركب
جرى) مباشرةً، فوراً، فى التو والحال
- المركبات العربية التى
طرأ على دلالتها تغير فى معجم العبرية العامى:
معجم (دان بن آموتس):
בָּטִיח אַסְפָר غير مقبول، غير معقول
עָלָא סֻבָּח فجأة
עָלָא רָאסִי تحت
مسئوليتى
معجم (روزنتال):
בָּאבּ אַלְלָה مكان بعيد
בְּאוּסוּל بشعور طيب
ولكى تتضح عملية تغير
دلالة تلك المواد العربية عند دخولها معجم العبرية العامى يجب استحضار دلالتها
الأصيلة فى العربية حتى يكون من السهل - عند مقارنتها بالترجمة العبرية - إبراز
ذلك التغير. ولتحقيق ذلك الأمر سوف نقوم بذكر المواد الست السابقة فى معجمى (دان
بن آموتس) و(روفيق روزنتال) بالأحرف العربية وإيضاح دلالتها فى العربية. وذلك على
النحو التالى:
معجم (دان بن آموتس):
بطيخ أصفر ¬ شىء غير جيد
على الصبح ¬ أول النهار
على راسى ¬ عبارة تعبر عن الانصياع للأمر مع
توقير المخاطب
معجم (روزنتال):
باب الله ¬ كناية عن الأمر المجهول
بأصول¬ بشكل يراعى المبادىء
ثانياً: الجملة:
يشتمل المعجمان – موضوع الدراسة- على مجموعة
من الجمل العربية الخالصة التى لم تخالطها أية مادة عبرية، والتى دخلت إلى هذين
المعجمين بنفس دلالتها العربية تقريباً. ونعرض فيما يلى نماذج لبعض هذه الجمل.
وذلك على النحو التالى:
معجم (دان بن آموتس):
אַבּוּס אִידַךְּ! شكراً جزيلاً ! مع وافر
الشكر!
אִילִי פת מַת فلتطو الصفحة القديمة!،
لنهجر الحديث فى الماضى! (اللى فات مات)
בְּחַיַית אָללָה ! أقسم بالله! ، والله! (وحياة
الله!)
יָה אָללָה! يا
للعجب!، وا عجباه!، ياالله! (فى سياق التعجب والدهشة)
כִּיפְ חָלַךְּ ؟ كيف
حالك؟
معجم (روزنتال):
אַללָה יוּסְתוּר! ستر
الله الأمر! (ربنا يستر! فى العامية المصرية) (الله يستر! فى عامية
الشام)
אָנָא עָארֶף ؟! لست
أدرى، ليس لدى فكر (أنا عارف؟!)( فى سياق الاستفهام الإنكارى)
יוֹם עַסַל וְיוֹם בַּסַל يوم
عسل ويوم بصل (أحوال الدنيا متقلبة)
יִלְען אַבּוּק ! لعن
الله أباك! (يلعن أبوك!)
סְטָנָה שְׁויָה! انتظر
قليلاً ! (استنه شويه!)
عند النظر إلى تلك الأمثلة
السابقة نجدها عبارة عن مجموعة من الجمل بعضها خبرى والآخر إنشائى – وإن غلب عليها
الطابع الإنشائى. وبالنظر كذلك إلى عناصرها المكونة نجد أن بناها الصرفية عربية
خالصة. وعند التطرق إلى دلالتها بين العربية والعبرية نجدها تكاد تكون واحدة،
باستثناء جملة واحدة دخلت معجم العبرية العامى بدلالة مغايرة لدلالتها الأصيلة فى
العربية وهى الجملة: (אַבּוּס אִידַךְּ!) التى
تحمل فى العربية معنى التوسل والرجاء فى حين أنها حملت فى معجم العبرية معنى الشكر
والامتنان.
ثالثاً: شبه الجملة:
يشتمل المعجمان – موضوع الدراسة- على مجموعة
من أشباه الجمل العربية الخالصة التى لم تخالطها أية مادة عبرية، والتى دخلت إلى
هذين المعجمين بنفس دلالتها العربية تقريباً. ونعرض فيما يلى نماذج لبعض هذه
الجمل. وذلك على النحو التالى:
معجم (دان بن آموتس):
בּוּקְרָה פִיל מִישְמִיש بالطبع لا ، إطلاقاً ،
مطلقاً ، أبداً (بكره فى المشمش)
בָּלָא בָּטִיחְ בָּלָא אִישִי غير صحيح، خاطىء ، هُراء،
تفاهات (بلا بطيخ بلا إيشى)
מִן תַחְתְ אֶל אַרְד بأية
وسيلة، بأية طريقة (من تحت الأرض)
עָלָא כֵּף כֵּפִי/עָלָא כֵּף כֵּפָךְּ ممتع،
رائع (على كيف كيفى/ على كيف كيفك)
معجم (روزنتال):
עַלָא בָּאבּ אַלְלָה سيكون
ما قدره الله ( على باب الله)
שְׁוֹיֶה שְׁוֹיֶה بالتدريج،
خطوة بخطوة (شويه شويه)
من خلال تناول الأمثلة السابقة يتضح لنا
أنها جميعاً عبارة عن أشباه جمل عربية خالصة لم تخالطها أية مادة عبرية. وكذلك فإن
دلالتها بين العربية والعبرية تكاد تكون واحدة.
1-2-2: التراكيب العربية
المختلطة:
نعرض فيما يلى نماذج للتراكيب العربية التى
خالطتها بعض المواد العبرية، بمعنى أن العبرية قد استعارت التركيب من العربية ثم
أبدلت مثلاً حرفاً أو أداة أو اسماً أو فعلاً عربياً بآخر عبرى، فصار التركيب
مزيجاً بين العربية والعبرية. غير أن الأمر الذى تجدر الإشارة إليه هو أن تلك
التراكيب العربية التى خالتطها مواد عبرية قد حافظت على دلالتها العربية. ونوضح
ذلك على النحو التالى:
معجم (دان بن آموتس):
אַבּוּ בֶּטֶן 91 نهم، شره، أبو بطن (تطلق
فى الأساس على الشخص السمين)
אַחְלָה משהוּ שבָּעולָם أفخم،
أحلى، أروع
אַחְלָה שֶׁבּאַחְלָה أفخم،
أحلى، أروع
אַחְלָה של משׁהוּ فاخر،
ممتاز، رائع
בְּכֵּיף שׁלִי بمتعة،
بسرور
معجم (روزنتال):
חָטַף חָרָארָה انزعج،
غضب
יָא אַלְלָה שלךָ أسلوب
تعجب فى سياق الغضب
יָאלְלָה תְרָאוֹת سلام! إلى اللقاء
יִנְעַל אביו يلعن
أبوه
כֵּיף חיים متعة
كبرى
כָּנֵס לְדִיר בָּאלק! احذر!
احترس! امسك عليك لسانك!
לֹא משׁהו ולא
בָּטִיח هراء ، كلام فارغ، تفاهات
סָאחִי בַּרְזֶל يقظ
جداً (مصحصح)
סַבָּאבָּא אגוזִים جميل،
ممتاز، رائع
סַבָּאבָּא שׁל משׁהו الأفضل
بين أقرانه
סָגַר אֶת הבָּאסְטָה 1-
وضع نهاية لعمل 2- تُوفى
סוּטוּל פראי سُكْرٌ
شديد، ثمالة
עַל הַכֵּיפָאק ممتع،
رائع
עָשׂה לוֹ חָרָארָה أزعجه،
أضر به، آذاه
يلاحظ من خلال الأمثلة السابقة
أنها عبارة عن تراكيب تعبيرية تشتمل على مادة عبرية أو أكثر. فمثلاً إذا ما تطرقنا
للمثال الأول فى معجم (دان بن آموتس) وهو: (אַבּוּ בֶּטֶן) بمعنى: نهم، شره (أبو
بطن) نجده عبارة عن مركب إضافى يتكون من مضاف وهو اللفظة العربية (אַבּוּ)(أبو) ومضاف إليه وهو
اللفظة العبرية السيجولية (בֶּטֶן)(بطن)
لأن تلك الكلمة فى العربية على وزن (فَعْلٌ) أى (بَطْنٌ). وكذلك بالنظر إلى المثال
الأول فى معجم (روزنتال) وهو: (חָטַף חָרָארָה)
بمعنى: انزعج، غضب، يتضح لنا أنه عبارة عن جملة فعلية مكونة من فعل ماض وارد فى
صيغة عبرية وهو الفعل (חָטַף) بمعنى (خطف)، وفاعل مستتر، ومفعول به
يمثله الاسم العربى (חָרָארָה) بمعنى غضب، غيظ. وبضم مكونات تلك الجملة
تنتج دلالة الفعل (انزعج، غضب).
الخاتمة وأهم النتائج:
- المفردات والتراكيب التى
استعارتها العامية العبرية من العربية لم تتقيد بمستوى لغوى محدد فى اللغة
العربية. بمعنى أنها ليست قاصرة على مستوى العامية العربية فحسب. لكنها تنتمى إما
إلى مستوى العربية الفصحى أو تنتمى إلى مستوى العامية العربية. ثم إن تلك المفردات
والتراكيب العربية تتعدد أنماطها بين ما هو من فصيح العربية وما هو من فِصاح
العامية وما هو من استحداث العاميات العربية.
- تعد اللهجتان العاميتان
المصرية والشامية من أكثر اللهجات العربية تأثيراً على العامية العبرية، وذلك
اعتماداً على المواد الواردة فى المعجمين موضوع الدراسة. ولعل ذلك يرجع إلى القرب
الجغرافى بين موطن هاتين اللهجين وإسرائيل.
- المفردات العربية التى
تسللت إلى نسيج العامية العبرية تنوعت كمقولات صرفية بين الاسم والصفة والفعل
والظرف واسم الفعل، بالإضافة إلى مقولة صرفية أخرى من استحداث العاميات العربية
وهى شبه الفعل نحو (مفيش).
- كان للاسم كمقولة صرفية
الحضور الأكبر فى معجم العربية العامى تلته الصفة، فى حين كان لباقى المقولات
الصرفية المذكورة آنفاً حضور محدود فى هذا المعجم.
- المفردات العربية التى
استعارها معجم العبرية العامى لم تدخل ذلك المعجم بدلالات محددة. بمعنى أن بعضاً
من تلك المفردات دخل إلى العبرية بنفس دلالاتها فى العربية، فى حين دخلت مفردات
أخرى بدلالات مغايرة إما عن طريق التوسع الدلالى أو ضيق الدلالة أو
الاستخدام المجازى للمفردة العربية.
- التراكيب التعبيرية التى
استعارها معجم العبرية العامى تنوعت بين التراكيب العربية الخالصة التى لم تخالطها
مواد عبرية، والتراكيب العربية المختلطة التى امتزجت فيها مواد عربية بأخرى عبرية.
غير أنه على الرغم من إقحام بعض المواد العبرية فى تلك التراكيب العربية إلا أن
دلالتها العربية لم تتأثر.
- المفردات والتراكيب
العربية التى دخلت معجم العبرية العامى هى – فى معظمها- تنتمى لحقل دلالى واحد
تقريباً،. فهى مفردات وتراكيب مستخدمة – فى الأساس- من قبل الطبقات الدنيا فى
المجتمع نظراً لأنها تركز على ما هو وضيع فى اللغة. واختيار المفردات والتراكيب
العربية للتعبير عن هذا المستوى الوضيع من اللغة ليس بغريب على التوجه الإسرائيلى
العام تجاه العرب. إذ إن استخداماً كهذا من شأنه أن يبرز اللغة العربية بصورة
سلبية لأنه لا يركز إلا على ما هو سىء فيها من اللفظ. بل الأكثر من ذلك مما يبرهن
على أن هذا الاستخدام الإسرائيلى للمفردات والتراكيب العربية على هذا النحو لم يكن
استخداماً عشوائياً، هو أن المفردات التى لا تنطوى على دلالات سلبية فى اللغة
العربية أدخلتها العبرية إلى معجمها بدلالات سلبية، فمثلاً الكلمة العربية (שבאב)(شباب)
أدخلتها العبرية إلى معجمها بتخصيص دلالى ينقص من قدرها، حيث استخدمتها بمعنى
(شباب فوضوى)، وكذلك الكلمة العربية(ברנמג')(برنامج) استخدمتها
العبرية بمعنى(برنامج فاشل)، وغير ذلك كثير مما يثبت أن توجه إسرائيل العدائى صوب
العرب قد امتد أيضاً إلى لغتهم لينال منها.
هوامش وإحالات:
1 - شارل كوينتر - أثر اللغة البربرية في عربية المغرب - مجلة مجمع اللغة
العربية – ج 8- ص 327
2 - ابن منظور– لسان العرب – طبعة دار المعارف–
ج 4- ص 2825- مادة (عجم)
3 - أحمد مختار عمر- صناعة المعجم الحديث- عالم
الكتب – ط1 – 1998- ص 19
4 يوجد فى اللغة العربية مصطلح آخر يستخدم جنباً إلى جنب
مع مصطلح المعجم وهو مصطلح (القاموس). ويمزج بينهما كثيراً
فى الاستعمال، وإن كانت اللفظة الأخيرة تستخدم على وجه الخصوص للإشارة إلى كل كتاب
موضوع فى الأساس لإيضاح معانى مفردات لغة ما فى لغة أخرى وليس فى ذات اللغة.
وحقيقة الأمر أن المصطلح الأصيل الذى يشير إلى كل كتاب يفسر معانى مفردات لغة ما
وتعبيراتها سواء فى اللغة ذاتها أو فى لغة أخرى هو (المعجم). أما مصطلح
القاموس فالسبب فى استخدامه وشيوعه هو أن أحد أقطاب العربية الكبار وهو
(الفيروزآبادى) لما وضع معجمه الضخم أطلق عليه القاموس المحيط- والقاموس فى اللغة
يعنى أعمق نقطة فى قاع البحر- رغبة منه فى إضفاء صبغة الشمولية والسعة على معجمه.
ونتيجة لانتشار هذا المعجم على نطاق واسع فقد استعيرت لفظة القاموس واستخدمت على
نطاق واسع بمعنى المعجم. الأمر الذى استساغه فريق من اللغويين وعارضه فريق آخر إلى
أن بتَّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة فى هذا الأمر وسمح باستخدام لفظة القاموس
بمعنى المعجم على سبيل التوسع فى المعنى) (انظر فى ذلك: عدنان الخطيب – المعجم
العربى بين الماضى والحاضر – مكتبة لبنان- ط2-1994- من ص 49 حتى 51. وانظر أيضاً:
أحمد مختار عمر- صناعة المعجم الحديث- ص
23/24)
5 - أحمد مختار عمر- المرجع السابق- ص 19
6 تستخدم اللغة العبرية إلى جانب مصطلح (מִלּוֹן)
مصطلح (לקסיקון)
بنفس الدلالة. وهذه الكلمة دخيلة على العبرية وليست أصيلة فيها، إذ إنها استعارة
للفظة اليونانية (Lexikon)
التى تطلق على الثروة اللفظية للغة ما وشرح معانيها)(انظر מלון אבן שושן המלא، מחדש
ומעדכן לשנות האלפים- ידיעות אחרונות ספרים– 2006- כרך 3 - עמ" 854)
7 - אבן שושן - מלון
אבן שושן המלא - כרך 3- עמ׳ 932
8 - أحمد مختار عمر- صناعة المعجم الحديث- ص 41
9 - رجب عبد الجواد إبراهيم – معجم لغة العامة
فى تاج العروس – مكتبة الآداب – ط1 – 2008 – ص 7
10- المرجع السابق – ص7
11- عبد الكريم خليفة – العربية الفصحى
والعامية فى الإذاعة والتلفاز – مجلة مجمع اللغة العربية – العدد 91- ص 67 ،
68
12- ماريو باى- أسس علم اللغة – ترجمة أحمد
مختار عمر – عالم الكتب – ط8- 1998- ص 70
13- מלון אבן שושן המלא – כרך 4- עמ׳ 1340
14- רפאל ניר - דרכי היצירה המילונית בעברית
בת-זמננו - 1993- עמ׳ 192
15- שם – עמ׳ 196
16- ארה רודריג שורצולד/ מיכאל סוקולוף - המלון
העברי למונחי הבלשנות והפלולוגיה - רכס הוצאה לאור- תשנ"ב- עמ׳ 207 / 208
17- רפאל ניר- מבוא לבלשנות- עקרונות
הבלשנות המודרנית- האוניברסיטה הפתוחה- כרך1-2-3 עמ׳ 149
18- רפאל ניר - דרכי
היצירה המילונית בעברית בת זמננו- עמ׳
138
19- שם - עמ׳ 138
20- רינה בן שחר - העברית המדוברת והסלנג- מאמר במבוא מלון הסלנג
המקיף של רוביק רוזנטל- עמ׳ 12
21- عبد الكريم خليفة - العربية الفصحى والعامية في
الإذاعة والتلفاز- ص 68
22 - רפאל ניר - דרכי
היצירה המילונית בעברית בת-זמננו- עמ׳ 139
23- שם -
עמ׳
30
24-
- Kowner, R. & Rosenhouse, J. -
Globally speaking: motives for adopting English vocabulary in
other languages- Great Britain- Cromwell Press – 2008 - P12
25-
- Ibid –P12
26-
- Ibid – P 12-13
27-
- Ibid – P 13
28- יצחק
אבינרי- יד הלשון- הוצאת יזרעאל - תל אביב- תשכ"ד- עמ׳ 145
29 - רפאל ניר- דרכי
היצירה המילונית בעברית בת זמננו- עמ׳ 27
30
- שם -
עמ׳ 27
31- אבן
שושן- מלון
אבן שושן המלא – כרך 3- עמ׳ 830
32 - רפאל ניר - דרכי
היצירה המילונית בעברית בת זמננו- עמ׳ 32
33- انظر : רינה בן שחר - העברית
המדוברת והסלנג- מאמר במבוא מלון הסלנג המקיף של רוביק רוזנטל-
עמ׳11
34- רפאל ניר - דרכי
היצירה המילונית בעברית בת זמננו - עמ׳ 191
35– الجواليقى - المعرب- تحقيق ف. عبد
الرحيم – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع- دمشق- ط1- 1990- ص 13، 14
36- רפאל
ניר - דרכי
היצירה המילונית בעברית בת-זמננו- עמ׳ 32
37- שם - עמ׳ 32
38-
- De Lacy O'Leary - Colloquial
Arabic- London-1929-P 113
39- أحمد مختار عمر- معجم العربية المعاصرة
– عالم الكتب - ط 1 - 2008
- مادة
(ب ه د ل)
40- هشام النحاس - معجم فصاح العامية – مكتبة
لبنان- ط1- 1997- ص 195
41- الفيروزآبادى – القاموس المحيط – الهئية
المصرية العامة للكتاب- ج3- ص 328
42- ابن الحاجب - الشافية فى علم التصريف -
دراسة وتحقيق حسن أحمد العثمان- المكتبة المكية- ط 1 – 1995- ص 9 وما بعدها
43- أحمد الحملاوى- شذا العرف فى فن الصرف
- دار الكيان للطباعة والنشر والتوزيع – بدون تاريخ – ص 110
44- شوقى ضيف- تحريفات العامية للفصحى-
دار المعارف – 1994- ص 57
45- المرجع السابق- ص 138
46-
- Mark W. Cowell - A reference grammar
of Syrian Arabic- Georgetown University Press – 2005 - P
57
47-
- De Lacy O'Leary - Colloquial
Arabic- P 113
48- شوقى ضيف- تحريفات العامية للفصحى- ص
135
49- المرجع السابق – ص 138
50- كرستن بروستاد - قواعد اللهجات
العربية الحديثة- ترجمة محمد الشرقاوى- المجلس الأعلى للثقافة- ط1-
2003- ص 57
51- أحمد مختار عمر - علم الدلالة –– عالم
الكتب- ط5 - 1998 - ص 245
52- إبراهيم أنيس - دلالة الألفاظ- مكتبة
الأنجلو المصرية- ط5 – 1984- ص 152
53- أحمد مختار عمر - علم الدلالة- ص 243
54- المرجع السابق – ص 36
55- أحمد مختار عمر - علم الدلالة- ص 37
56- عباس حسن -النحو الوافى- دار المعارف- ج3- ص 458
57- المرجع السابق– ج 3- ص 459
58- أحمد مختار عمر – اللغة واللون - عالم الكتب للنشر
والتوزيع- ط2- 1997- ص 69
59- المرجع السابق – ص 69
60- هشام النحاس – معجم فصاح العامية – ص 297
61- المرجع السابق – ص 229
62- المرجع السابق – ص 297
63- المرجع السابق – ص 297
64- المرجع السابق – ص 218
65- بطرس البستانى - قطر المحيط – بيروت-
1869- ج1 – ص 187- (مادة: تنبل)
66- انظر فى تلك المادة: هشام النحاس - معجم فصاح العامية- ص 217
وما بعدها
67- هشام النحاس – معجم فصاح العامية – ص 171
68- بطرس البستانى – محيط المحيط – مادة (ب س ط) نقلاً عن
: هشام
النحاس – معجم فصاح
العامية – ص 172
69- ابن فارس – معجم مقاييس اللغة – تحقيق عبد السلام
هارون- دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - ج5- ص 401- مادة (نحس)
70- رمضان عبد التواب - المدخل إلى علم اللغة –
مكتبة الخانجى – ط3 – 1997- ص 47
71- شوقى ضيف- تحريفات العامية للفصحى- ص 156
72- المرجع السابق - ص 131
73- محمد الجوهرى - معجم لغة الحياة اليومية
- المكتبة الأكاديمية- ط1 – 2007 – ص 510
74- الزمخشرى - أساس البلاغة- تحقيق محمد باسل عيون
السود- دار الكتب العلمية- بيروت- ط1- 1998- ج1- ص 55
75- شوقى ضيف- تحريفات العامية للفصحى- ص 162
76- الرضى - شرح الكافية – تحقيق يوسف
حسن عمر- منشورات جامعة قاريونس- ط2- 1996- ص 84
77- ابن منظور – لسان العرب – ج1- ص 281- مادة (بسس)
78- هشام النحاس – معجم فصاح العامية – ص 171
79- انظر : طوبيا العنيسى - تفسير الألفاظ الدخيلة فى اللغة العربية، مع
ذكر أصلها بحروفه– دار العرب – 1988- 1989- ص 10
80- محمد الجوهرى - معجم لغة الحياة اليومية
– ص 101
81-
- Kristen E. BrusStad- The Syntax of Spoken
Arabic- Georgetown University Press-2000- P 152
82-
- Ibid – P 151-152
83-
- Ibid – P 153
84-
- Ibid - P 154
85- شوقى ضيف - تحريفات العامية للفصحى ص 125
86- هشام النحاس – معجم فصاح العامية – ص 159
87-
- Kristen E. BrusStad – Ibid – P 155
88- مجدى وهبة و كامل المهندس - معجم المصطلحات
العربية فى اللغة والأدب –– مكتبة لبنان – ط2 – 1984 – ص 96
89- وفاء كامل فريد - بعض صور التعبيرات
الاصطلاحية فى العربية المعاصرة- مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق-
المجلد الثامن والسبعون- الجزء الرابع- ص 897
90- وفاء كامل فريد - بعض صور التعبيرات
الاصطلاحية فى العربية المعاصرة- ص 898
91- الكلمات ذات المداد الأسود تمثل المواد
العبرية المخالطة للتراكيب العربية
ثبت المصادر والمراجع:
أولاً: المصادر
- מילון הסלנג המקיף - רוביק רוזנטל - כתר
הוצאה לאור- מהדורה רביעית- 2006
- מילון עולמי לעברית מדוברת- דן בן אמוץ/ נתיבה בן יהודה- הוצאת א.לוין-אפשטין- מהדורה עשירית-
1973
ثانياً: المراجع
- المراجع العربية:
1- إبراهيم أنيس:
دلالة الألفاظ- مكتبة الأنجلو المصرية- ط5 –
1984
2- أحمد الحملاوى
شذا العرف فى فن الصرف - دار الكيان للطباعة
والنشر والتوزيع – بدون تاريخ
3- أحمد مختار
عمر:
صناعة المعجم الحديث- عالم الكتب – ط1 –
1998
علم الدلالة – عالم الكتب- ط5 - 1998
اللغة واللون - عالم الكتب للنشر والتوزيع- ط2- 1997
معجم العربية المعاصرة – عالم الكتب - ط 1 - 2008
4- بطرس البستانى:
قطر المحيط- بيروت- 1869
5- الجواليقى:
المعرب- تحقيق ف. عبد الرحيم – دار القلم
للطباعة والنشر والتوزيع- دمشق- ط1- 1990
6- ابن الحاجب
الشافية فى علم التصريف- دراسة وتحقيق حسن
أحمد العثمان- المكتبة المكية- ط 1 - 1995
7- رجب عبد الجواد
إبراهيم :
معجم لغة العامة فى تاج العروس – مكتبة
الآداب – ط1 – 2008
8- الرضى:
شرح الكافية – تحقيق يوسف حسن عمر- منشورات
جامعة قاريونس- ط2- 1996
9- رمضان عبد التواب:
المدخل إلى علم اللغة – مكتبة الخانجى
– ط3 – 1997
10– الزمخشرى:
أساس البلاغة - تحقيق محمد باسل عيون السود- دار الكتب العلمية-
بيروت- ط1- 1998
11- شوقى ضيف:
تحريفات العامية للفصحى- دار المعارف – 1994
12- طوبيا العنيسى:
تفسر الألفاظ الدخيلة فى اللغة العربية، مع
ذكر أصلها بحروفه – دار العرب – 1988/1989
13- عباس حسن:
النحو الوافى- دار المعارف - الطبعة الثالثة – بدون تاريخ
14- ابن فارس:
معجم مقاييس اللغة – تحقيق عبد السلام هارون- دار الفكرللطباعة
والنشر والتوزيع - 1979
15- الفيروزآبادى:
القاموس المحيط – الهيئة المصرية العامة
للكتاب – بدون تاريخ
16- كرستن بروستاد:
قواعد اللهجات العربية الحديثة- ترجمة محمد
الشرقاوى- المجلس الأعلى للثقافة- ط1- 2003
17– ماريو باى:
أسس علم اللغة – ترجمة أحمد مختار عمر –
عالم الكتب – ط8- 1998
18- مجدى وهبة و كامل
المهندس:
معجم المصطلحات العربية فى اللغة والأدب –
مكتبة لبنان – ط2 – 1984
19- محمد الجوهرى:
معجم لغة الحياة اليومية - المكتبة
الأكاديمية- ط1 – 2007
20- ابن منظور :
لسان العرب – طبعة دار المعارف – 1997
21- هشام النحاس:
معجم فصاح العامية – مكتبة لبنان- ط1- 1997
- الدوريات العربية:
مجلة مجمع اللغة العربية
- شارل كوينتر:
أثر اللغة البربرية في عربية المغرب - مجلة مجمع اللغة العربية-
الجزء 8
- عبد الكريم خليفة:
العربية الفصحى والعامية فى الإذاعة
والتلفاز – مجلة مجمع اللغة العربية – العدد 91
- وفاء كامل فريد:
بعض صور التعبيرات الاصطلاحية فى
العربية المعاصرة - مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق- مجلد 78
- المراجع العبرية:
1- אבן
שושן:
מלון אבן שושן، מחדש
ומעדכן לשנות האלפים - ידיעות אחרונות ספרים– 2006
2-ארה
רודריג שורצולד/ מיכאל סוקולוף:
המלון העברי למונחי הבלשנות
והפלולוגיה - רכס הוצאה לאור ולמחברים- תשנ"ב
3- יצחק אבינרי:
יד הלשון- הוצאת
יזרעאל - תל אביב- תשכ"ד
4- רינה
בן שחר:
העברית המדוברת והסלנג- מאמר במבוא מלון
הסלנג המקיף - רוביק רוזנטל- כתר הוצאה לאור- מהדורה
רביעית- 2006
5- רפאל
ניר:
- דרכי היצירה המילונית בעברית בת זמננו-
האוניברסיטה הפתוחה- 1993
- מבוא
לבלשנות-עקרונות
הבלשנות המודרנית- האוניברסיטה הפתוחה
- المراجع الإنجليزية:
- De Lacy O'Leary : 1
Colloquial Arabic-
London-1929
- Kowner, R. & Rosenhouse, J. 2
Globally speaking: motives for adopting English
vocabulary in other languages- Great Britain- Cromwell Press –
2008
- Kristen E. BrusStad: 3
The Syntax of Spoken Arabic-
Georgetown University Press -2000
- Mark W. Cowell: 4
A reference grammar of Syrian
Arabic-Georgetown University Press- 2005
محمد محمود السامي- أبحاث المؤتمر الدولي
بكلية الألسن – اللغة العربية: السياسة الثقافية. رؤى معاصرة في اللغة والأدب والترجمة-
إبريل 2011
