من الظواهر الأساسية التي تتميز بها اللغة العبرية عن معظم اللغات الأخرى هي طريقتها فى إنتاج معظم المفردات، فغالبية المفردات في اللغة العبرية تُنتَج عن طريق دمج جذر نحو: (בחר) و(ספר) و(דרש) - وهى صيغ مجردة تنضوي على نواة دلالية – مع وزن ينضوى – غالباً- على دلالة، فمثلاً جذر نحو: (ספר) يرد على أوزن مختلفة نحو: (סִפַּרתִי)(حكيتُ) و(סופר)(أديب) و(ספּור)(قصة). وبناء على ذلك، فإن كل مجموعة من المفردات من شأنها أن تتشابه في كونها مشتقة من جذر واحد، وكذلك من شأنها أن تتشابه فى اشتراكها في نفس الوزن، فمثلاً على الرغم من اختلاف جذر الكلمات (חַיָּט)(خيّاط)،(סַפָּן)(ملّاح)، (נַגָּר)(نجّار)، (גַנָּב)(لصٌ)، إلا أنها تشترك في جانب دلالي يحدده الوزن، وذلك على الرغم من وجوب الاعتراف بعدم وجود دلالة خاصة بكل وزن.
ويطلق على أوزان الفعل (בִּנְיָנִים)، وترتبط بدلالات محددة، لكنها لا تحدد منظومة دلالية بعينها، فليس شرطاً أن يعبر الوزن دائماً عن دلالة واحدة مع جميع الجذور. ولنقارنْ دلالة الأفعال الآتية المصاغة في الوزن البسيط (קל) ووزن (פִּעֵל) نحو:
- שָבר – שִבֵּר (كَسَرَ – كَسَّرَ)
- קָפַץ – קִפֵּץ (قَفَزَ – رَكَضَ)
- יָפָה – יִפָּה (حَسُنَ – حَسَّنَ)
- שָמַח – שִמַּח (فَرِحَ – فَرَّحَ)
- סָפר- סִפֵּר (عَدَّ – حَكَى)
- גָלָה- גִלָּה (ظَهَرَ – وَضَّحَ)
من الواضح تماماً أن العلاقة الدلالة بين الصيغة البسيطة (קל) والصيغة المضعفة (פִּעֵל) ليست واحدة مع جميع الثنائيات الممثل لها ههنا، فالتقابل بين (שָבַר/ קָפַץ) و(שִבֵּר/ קִפֵּץ) يتمثل في المبالغة في إحداث الفعل، أو كما يقال فى القواعد التقليدية إن وزن (פִּעֵל) يعبر عن الشدة فى الحدث، فمما لا شك فيه أن الدلالة في الوزنين ليست واحدة، إذ إن المقابلة الأولى ( שָבַר/ שִבֵּר) تعبر عن قوة الحدث، وتعبر المقابلة الثانية (קָפַץ/ קִפֵּץ) بين فردية الحدوث وتكراره. وعلى أية حال، فكلتا المقابلتين تبدوان قريبتين من بعضهما. لكن المقابلة بين ثنائية الأفعال الأخرى لا يتمثل في المبالغة في إحداث الفعل، فالعلاقة بين (שָמַח/ יָפָה) و(שִמַּח/ יִפָּה) هي علاقة السببية، إذ إن دلالة الفعل (יִפָּה) تنضوي بداخلها على دلالة الفعل (יָפָה) :
- יָפִיתִי = صرتُ جميلاً
- יִפִּיתִי = جعلتُ فلاناً جميلاً
وكذلك الفعل (שִמַחתִי) = جعلتُهُ سعيداً
أما فيما يخص الأفعال (סָפַר/ סִפֵּר) و(גָלָה/ גִלָּה) - كما تستخدم حالياً- فلا تبدو هناك علاقة دلالية بينها تبرر – على نحو شكلى- استخدام جذر واحد في كل منها، فليست هنا علاقة مبالغة أو علاقة سببية. ووفقاً لاستخدام مثل هذه الثنائيات الفعلية حالياً فإنها تبدو دلالياً أفعالاً تختلف عن بعضها تمام الاختلاف كما فى الفعلين (בָּנָה)(بنى) و(אָכַל)(أكل). فما يطلق عليه في كتب القواعد (دلالة الوزن) ليس إلا تعميم مستوحى من دراسة دلالة الأفعال المنضوية على علاقات دلالية محددة. وقد أدى هذا الوضع إلى اشتغال بعض اللغويين على (منظومة الأوزان) من جانب، واشتغال البعض الآخر على الصيغ المختلفة المشتقة من جذر واحد كوحدات معجمية مختلفة لا رابط بينها من جانب آخر. والدراسة المنهجية للعديد من الأفعال تُوجِد لكلتا هاتين الرؤيتين مبرراً، فلا يمكن إنكار وجود "منظومة الأبنية" لأنه لا يمكن إنكار حقيقة شيوع هذه المنظومة واستخدامها على نطاق واسع، وفى ذات الوقت فإن التغيرات الدلالية التى تطرأ على الأفعال المختلفة تخرق - بشكل متصاعد- النظام القائم عليه هذه المنظومة بصورة تؤدى بمرور الوقت إلى تلاشيها.
ويجوز لنا أن نطلق مصطلح (منظومة) على كل مجموعة من الأمور التي تحكمها علاقات وظيفية تربط بين مركب وآخر. وتبرير إطلاق مصطلح (منظومة الأبنية) ينطلق من حقيقة أنه على الرغم من التعقيد الدلالي الآخذ في التزايد، إلا أنه ثمة مجموعة من العلاقات الدلالية الواضحة المميزة للغة العبرية تنضوي عليها العديد من الأفعال.
وتعبر اللغة العبرية من خلال الوزن عن دلالة المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول، وكذلك عن العلاقة بين المبنى للمعلوم والدلالة الانعكاسية، وعن فعل الشخص الفعل لذاته أو فعله الفعل لآخر، وعن دلالة القيام بالحدث أو التسبب في قيام آخر بفعله. وهذه العلاقات الدلالية ليست علاقات اعتباطية، فثمة علاقات مختلفة ترتبط بأنماط فعلية محددة، فالعلاقة الدلالية المحددة من شأنها أن تعد خاصية مميزة لمجموعة كبيرة من الأفعال التي تجمعها نواة دلالية مشتركة، نحو مجموعة الأفعال الدالة على حالة شعورية أو الأفعال الوصفية، فغالباً ما تحدد دلالة الجذر مجموعة العلاقات الدلالية الخاصة بالصيغ المنبثقة عنه.
وثمة علاقة دلالية واضحة مميزة للغة العبرية وهي العلاقة بين المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول، فالدراسة الصرفية للكلمة توضح أن ذلك التعارض فى المعنى ينعكس بشكل جلى في الكلمة ذاتها نحو:
- פִּעֵל / פּועַל
- הִפְעִיל / הופְעַל
فالصيغة المبنية للمجهول تتمايز عن تلك المبنية للمعلوم من خلال اشتمالها على حركة الضم نحو : פּועַל و הופְעַל
ونظراً لأن هناك أفعالاً في الوزن البسيط تعبر - في الغالب- عن المعلوم، فمن المتوقع أيضاً أن تشتمل اللغة على صيغ أخرى مقابلة تعبر من خلالها عن المجهول. وتعد مسألة البناء للمجهول من الوزن البسيط أمراً ليس باليسير، فصيغة المبنى للمجهول المقابلة للمعلوم من الوزن البسيط ترد – غالباً- على وزن (נִפְעַל) نحو :
- שָבַרתִי את הכּסא/ הכּסא נִשְבַּר על ידי
- كسرتُ الكرسى / كُسِرَ الكرسى بواسطتى
- סָגַרתִי את הדלת / הדלת נִסְגְרָה על ידי
- أغلقتُ الباب / أُغلِقَ البابُ بواسطتى
ولكن الصيغ الواردة على وزن (נִפְעַל) قد تعبر مع الصيغ المشتقة من الجذر البسيط كذلك عن دلالة أخرى وهي دلالة الانعكاسية نحو:
- שָמַרתִי את הילד/ נִשְמַרתִי = שָמַרתִי את עצמי
- حرستُ الولد / حُرِسْتُ = حَرستُ نفسى
- סָגַרתִי את הילד בחדר/ נִסְגַרתִי בחדר = סָגַרתִי את עצמי בחדר
- حبستُ الولد فى الحجرة / حُبِستُ فى الحجرة = حَبستُ نفسى فى الحجرة
وكذلك: נִרְשַמְתִי לבית הספר (التحقتُ بالمدرسة)
وعلاوة على ذلك، فإن هناك أدلة واضحة على أن الدلالة الرئيسة لوزن (נִפְעַל) لم تكن الدلالة على المجهول، حيث يرد من هذا الوزن صيغة الأمر، الأمر الذى يتعارض – بشكل صريح - مع البناء للمجهول نحو (פּועַל) و(הופְעַל). وكذلك فإن عدم اشتمال هذا الوزن على حركة الضمة (u) - وهي العلامة المميزة للبناء للمجهول- تثبت ذلك أيضاً. من هنا نستنتج أن الدلالة الرئيسة لوزن (נִפְעַל) كانت فى الأصل هى الدلالة على الانعكاسية، أي إحداث الفاعل الفعل لذاته. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الصيغة الأصلية التي كان يُعبَّر من خلالها عن المبنى للمجهول كنظير للمعلوم فى الوزن البسيط ؟.
تشتمل عبرية العهد القديم على بقايا الصيغة الأصلية المعبرة عن المبنى للمجهول من الوزن البسيط. وكما هو متوقع فإن هذه الصيغة تشتمل على حركة الضم (u) وهي صيغة (לֻקַּח)(أُخِذَ) التى تكون فى المستقبل (יֻקַּח)(يُؤْخَذُ). فهذا الفعل ليس مبيناً للمجهول من وزن (פִּעֵל) لأن العبرية لا تشتمل على وزن (פִּעֵל) من الجذر (לקח) أي لا ترد بها صيغة (לִקַּח). وهذا الفعل ليس كذلك مبنياً للمجهول من وزن (הִפְעִיל) لأن العبرية لا تشتمل على فعل يرد على صيغة (יקיחַ)، فالصيغتان (לֻקַּח) في الماضى و(יֻקַּח) في المستقبل تمثلان الصيغ الأصلية للمبنى للمجهول من الوزن البسيط نحو:
- הוא לָקַח מים/ הם לֻקּחו
- أَخَذَ المياه/ أُخِذت
- הוא יִקַּח מים/ הם יִקּחו
- سيأخذ المياه/ سَتُؤْخَذُ
وليس من الصعب تفسير السبب في اختفاء الصيغة الدالة على المبنى للمجهول من الوزن البسيط فى اللغة العبرية، فقد تشابهت تلك الصيغة مع صيغة المبنى للمجهول من وزن (פִּעֵל)، وبعد الازدواجية التي أصابت صيغة المبنى للمجهول من الوزن البسيط وفقاً لقانون المقاطع ذاب الفارق بين صيغتى المبنى للمجهول، تلك التي من الوزن البسيط والأخرى التي من الوزن (פִּעֵל).
وهكذا فقدت اللغة العبرية أحد أوزانها، وأصبحت منظومة الأوزان أكثر تعقيداً، وأقل وضوحاً على مستوى الدلالة. حيث سُدَّت الفجوة – التي تسبب فيها اختفاء صيغة المبنى للمجهول من الوزن البسيط – بالصيغ الواردة على وزن (נִפְעַל)، ذلك الوزن الذى يعبر في الأساس عن الانعكاسية. وبذلك أصبحت أفعال متعددة من وزن (נִפְעַל) ثنائية الدلالة نحو :
- נִרְשַמְתִי לבית הספר = רָשַמְתִי את עצמי לבית הספר التحقتُ بالمدرسة = רָשְמו אותי לבית הספר أَلْحَقُونِى بالمدرسة
وترتبط الصيغ سواء المعبرة عن البناء للمجهول أو تلك المعبرة عن الانعكاسية - في الأساس- بالصيغ المعبرة عن فعل أو حدث، ووفقاً لذلك تختفي دلالة المبنى للمجهول ودلالة الانعكاسية من الصيغ الواردة في الوزن البسيط غير دالة على حدث نحو (יָפִיתִי) (حَسُنْتُ).
وكما إن وزن (נִפְעַל) يعبر عن الانعكاسية من الوزن البسيط، فإن وزن (הִתְפַּעֵל) يعبر – غالباً – عن الانعكاسية من وزن (פִּעֵל). فباختصار القول، إن صيغة (הִתְפַּעֵל) هي الصيغة الانعكاسية من وزن (פִּעֵל) نحو:
- יִפִּיתִי = עָשִיתי את הזולת יָפֶה
- جَمَّلْتُ = جعلتُ فلاناً جميلاً
- הִתְיַפִיתִי = עָשִיתי את עצמי יָפֶה
- تجملتُ = جَمَّلْتُ نفسى
ويتأكد مرة أخرى أنه بسبب تطور اللغة فقد فَقدت الصيغ الواردة على وزن (הִתְפַּעֵל) دلالتها الرئيسة في منظومة الأوزان، وأصبح العديد من الأفعال الواردة في هذا الوزن لا تعبر عن الانعكاسية على الإطلاق.
استعرضنا في هذا الموضع باختصار دلالة الانعكاسية في منظومة الأوزان، ونقف هنا كذلك على ظاهرة لغوية مهمة، وهي أن الانعكاسية يمكن التعبير عنها ليس فقط من خلال الوزن، لكن أيضاً من خلال الجذر ذاته، ومن الأمثلة الجيدة على ذلك الفعلان (לבש)(لبس) و(פּשט)(تعرى)، فدلالة هذه الأفعال تنضوي على معنى الانعكاسية :
- לָבַש لبس = שם בגד על עצמו (وضع ملبساً على جسده)
- פָּשַט تعرى = הסיר בגד מעל עצמו (أزاح ملبساً عن جسده)
وإذا كان الأمر كذلك، فلا نتوقع أن تشتق من تلك الأفعال صيغ في وزن (נִפְעַל)، لأنه إذا كانت دلالة الانعكاسية يعبر عنها أساساً من خلال الوزن البسيط، فلا حاجة إذن للتعبير عنها من خلال وزن خاص.
والأفعال التي تعبر في الوزن البسيط عن الحدوث في حد ذاته تنضوى على علاقات دلالية خاصة بها، فمن الواضح أن الدلالة التي تنضوي عليها الثنائيات الفعلية (רָקַד رقص/הִרְקִיד رقّص)(לָבש لبس/הִלְבִיש ألبس) ليست واحدة، فالعلاقة الدلالية بين (רָקַד رقص/ הִרְקִיד رقّص) هي علاقة السببية نحو:
- משה רָקַד = משה עָשָה את פּעולת רִקוד
- رَقَصَ موسى = أدى موسى عملية الرقص
- דוד הִרְקִיד את משה = דוד גָרַם לְכךְ שמשה יעשה פּעולת רִקוד
- رَقّصَ داود موسى = جعل داود موسى يقوم بعملية الرقص
ففي هذه الحالة، يمكن القول إن دلالة صيغة (הִפְעִיל) تحوى فى طياتها دلالة الوزن البسيط، وليس الأمر كذلك في ثنائية الأفعال (לָבש لبس/ הִלְבִיש ألبس)، فلا يعبر الفعل (הִלְבִיש) عن تسبب أحد في قيام آخر بارتداء ملابسه. أى دفعه إلى القيام بفعل ما، فالعلاقة الدلالية هنا مختلفة :
- משה לבש בּגד = משה עשה משהו = הוא שם בּגד על עצמו
- ارتدى موسى ملبساً = فعل موسى شيئاً ما = وضع ملبساً على نفسه
- דוד הִלְבִּיש את משה בּגד = דוד עשה משהו = הוא שם בּגד על משה
- ألبس داود موسى ملبساً = فعل داود شيئاً ما = وضع ملبساً على موسى
ففي المثالين السابقين جَعْلٌ للذات وجَعْلٌ للغير، ولا إشارة فى الجملة الثانية إلى أن موسى قد فعل شيئاً ما.
ومن الأمثلة البارزة على مجئ صيغة (הִפְעִיל) فى مواضع كثيرة غير متضمنة دلالة الوزن البسيط (קל) الفعل (הֶעֱלָה)(أصعد) نحو:
- דוד עלה לגבעה = דוד גרם לעצמו، שהוא יהיה למעלה، על הגבעה
- صعد داود إلى الهضبة = تسبب داود فى جعل نفسه عالياً فوق الهضبة
- דוד העלה את החפצים לגבעה = דוד גרם לכךְ ، שהחפצים יהיו למעלה ، על הגבעה
- أصعد داود الأمتعة على الهضبة = تسبب داود فى أن تكون الأمتعة فوق الهضبة.
ولا يرد المسند فى جملة كهذه على وزن (הִפְעִיל) نحو:
- דוד גרם לכךְ، שהחפצים יעלו לגבעה
لأن (החפצים)(الأمتعة) ليست مؤهلة لعملية الصعود هذه، أي أن تصعد بنفسها إلى أعلى.
وقد أشرنا في بداية حديثنا عن هذا الموضوع، أن صيغ الأفعال فى الوزن البسيط (קל) وفى الوزن المضعف (פִּעֵל) تنتج علاقات دلالية مختلفة، ويرتبط جزء من هذه العلاقات الدلالية بانتماء الفعل لحقل دلالى معين، كحقل الأفعال الوصفية وحقل الأفعال المعبرة عن حالة شعورية. وقد ذكرنا بالفعل أنه نتيجة للتغيرات الدلالية تتغير العلاقات الدلالية الرئيسة إلى حد قد يصل بها إلى الزوال. ونمثل لذلك بما يلي:
* الفعل (יָשַב) فى الوزن البسيط يعبر عن دلالة الوجود فى وضع مادي محدد، وهكذا الأمر فى جملة :
- האיש יָשַב על הכּסא
- جلس الرجل على الكرسى
- فهذا الفعل يرد كذلك في وزن (פִּעֵל) أى (יִשֵּב) وليست به دلالة على المبالغة، لأنه لو كان الأمر كذلك لكان من المتوقع أن تعبر صيغة (פִּעֵל) عن دلالة التسبب فى هذا الوضع المادي، ولا يحدث ذلك، فصيغة (פִּעֵל) لا ترد فى جملة مثل:
- האיש יִשֵּב את חברו על הכּסא
- أجلس الرجل صديقه على الكرسى
فلا يرد مثل هذا الاستخدام فى العبرية المعاصرة بأى حال من الأحوال، لأن هذا الفعل يعبر عن التسبب في وضع آخر، ففى هذه الحالة يستخدم الفعل بدلالة مستعارة من الدلالة الرئيسة. ولنقارنْ بين الجملتين التاليتين :
- האיש יָשַב על הכּסא
- جلس الرجل على الكرسى
- האיש יָשַב בָּעֶמֶק
- سكن الرجل فى الوادى
ففي الجملة الأولى يشير الفعل إلى وضع مادي محدد، في حين لا يعبر الفعل في الجملة الثانية عن هذا الوضع المادي، لكنه يعبر عن وضع عام هو الوجود في مكان ما، ففي هذه الجملة تقترب دلالة الفعل (יָשַב) من دلالة الفعل (גָר)(سكن) في الجملة نحو:
- האיש גָר בָּעֶמֶק
- سكن الرجل فى الوادى
وتُخصَّص صيغة الفعل في وزن (פִּעֵל) للتعبير عن التسبب في هذا الوضع نحو:
- האיש יִשֵּב את חברו בָּעֶמֶק = האיש גָרַם לְכךְ שחברו יָשַב בָּעֶמֶק
- وَطَّنَ الرجل صديقه فى الوادى = تسبب الرجل فى أن يسكن صديقه الوادى
لكن عندما تقتضي الضرورة التعبير عن دلالة التسبب فى ذلك الوضع المادي يستخدم الوزن (הִפְעיל) نحو:
- הושבתי את האיש על הכּסא
- أجلستُ الرجل على الكرسى
وبالمثل تعبر صيغة (התפעל) المرتبطة (شكلياً) بصيغة وزن (פִּעֵל) عن الانعكاسية من كلتا الصيغتين: יִשַּבְתִי وَطَّنْتُ/ הושבתי أجلستُ نحو :
- האיש הִתְיַשֵב על הכּסא
- جلس الرجل على الكرسى
- האיש הִתְיַשֵב בָּעֶמֶק
- سكن الرجل فى الوادى
وثمة مثال آخر على ذلك، حيث كانت للصيغتين (כִּבַּדְתִי)(הִכְבַּדְתִי) – فى بادىء الأمر نفس الدلالة. فبصفة عامة، ليس هناك اختلاف دلالي بين صيغتي (פִּעֵל) و (הִפְעִיל) فى حالة الأفعال الوصفية، لكنّا نجد فى عبرية العهد القديم بالفعل تفريقاً دلالياً بينهما نحو:
הִכְבַּדְתִי = עשיתי משהו כָּבד יותר (جعلتُه أكثر ثقلاً)
כִּבַּדְתִי = עשיתי משהו נִכְבָּד יותר ( أكثرتُ من توقيره)
فاختلاف الوظائف بين صيغ الفعل الذى يتعارض مع المنظومة المضطردة هو نتاج للتغير الدلالي، وهكذا الأمر في أفعال متعددة.
المصدر: העברית שלנו והעברית הקדומה אלעזר רובנשטיין האוניברסיטה המשודרת, 1980
