موقع يهتم بالدراسات السامية، ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودي

موقع يهتم بالدراسات السامية بشقيها اللغوي والفكري. ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودية

إعلان الرئيسية

 


إن الهدف من تأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي هو إنقاذ إسرائيل من أعدائها، وتحقيق وصية استيطان الأرض من خلال الحفاظ على السيادة الإسرائيلية في أرض إسرائيل. لذا فإن كل فرد من بني إسرائيل مطلوب منه الالتحاق بالجيش يعتبر مكلَّفًا بوصية دينية. ورغم أن جميع المجندين يحققون هذه الوصية، إلا أن هناك فرقًا في قيمة هذه الوصية. فثمة فرق بين الجنود المقاتلين وأولئك الداعمين لهم، فرق بين أولئك الذين يضطرون إلى تعريض أنفسهم للخطر، وبين الجنود العاملين في الخطوط الخلفية.

ولا يمكن الاستناد إلى ما قام به حراس معسكر جيش داوود، إذ قرر داوود تقسيم الغنائم بالتساوي بين المقاتلين والحراس، كما ورد في الكتاب المقدس: "كَنَصِيبِ النازِلِ إلى القِتالِ كَنَصِيبِ الجالِسِ على الأدواتِ، يَقتَسمونَ بالسَّواءِ" (صموئيل الأول 30:24). ذلك أن الحراس الذين كانوا يحرسون المعسكر كانوا مقاتلين فعليين، ولكن الضرورة كانت تقتضي أن يخصص بعضهم لحراسة المعسكر والمعدات. ولو لم يتم تخصيص نصف الغنائم لهم، نظرًا لأن الانضمام للجيش كان يعتمد بشكل كبير على التطوع، وأمل الحصول على الغنائم، لما كانوا قد وافقوا على أداء هذا الدور. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم كانوا يتعرضون للخطر، حيث كانت الخطوط الخلفية قريبة من الجبهة، وغالبًا ما كان الأعداء يحاولون مهاجمة المعسكر لتدمير البنية التحتية الحربية وحسم المعركة. لذلك، كان دور الحراس في المعسكر ذا أهمية وخطورة كبيرة.

أما في عصرنا الحالي، فإن معظم الجنود الذين يخدمون في الخطوط الخلفية نادرًا ما يشاركون في المعركة، لذلك فإن قيمة وصيتهم أقل من قيمة وصية من يخدمون في الوحدات القتالية. والقاعدة بالنسبة للجنود العاملين في الخطوط الخلفية مفادها أنه كلما كانت مساهمة الجندي في أمن إسرائيل أكبر، كلما زادت قيمة وصيته.

ومع ذلك، يمكننا الاستفادة من تعليمات الملك داود في عصرنا الحالي، حيث لا ينبغي تقسيم أو تحديد درجات بين الجنود المقاتلين بمختلف وحداتهم وأقسامهم، فجميعهم متساوون في الأهمية، وكلهم معًا ضروريون لتحقيق النصر في الحرب، ويتقاسمون معًا شرف الدفاع عن إسرائيل. ومع ذلك، فإن من يُطلب منهم أن يعرّضوا أنفسهم للخطر بدرجة أكبر من أجل شعب إسرائيل، فإنهم يتمتعون بمكانة أعلى من التضحية بالنفس، وكلما زادت التضحيات والمخاطر زادت المكافأة. (אבות ה,כג)

حتى في مراحل التجنيد والتدريب، يُعتبر الجنود قد أدوا الوصية، لأنه بمجرد معرفة أعدائنا بوجود جيش قوي لإسرائيل فإنهم سيتراجعون عن مهاجمتنا. وبالتالي، فإن التجنيد والتدريبات في حد ذاتها تسهم في أمن إسرائيل، وتحقيق وصية استيطان الأرض. لذلك، يُعتبر الجندي الذي يُقتل أثناء التدريبات كمن مات في سبيل تقديس اسم الله والشعب والأرض.

وعلى الرغم من أن الكثيرين لديهم شكاوى مبررة ضد بعض القادة أو السياسات الأمنية، إلا أن ذلك لا يلغي الوصية بالتجنيد في الجيش، لأنه رغم كل الانتقادات، فإن غياب جيش الدفاع الإسرائيلي يعني أن أعداءنا سيقومون بإبادتنا. علاوة على ذلك، يمكن القول إنه لم يكن لجيش إسرائيل في أي وقت مضى جيش مثالي خالٍ تمامًا من الأخطاء العملياتية أو العيوب الأخلاقية. ففي بعض الأحيان كانت هناك أخطاء أكثر، وفي أوقات أخرى كانت أقل. ومع ذلك، فإن الوصية بالقتال من أجل الشعب والأرض ظلت قائمة. وعندما فشلنا في تنفيذ هذه الوصية العظيمة، حلت علينا مصائب شديدة. لذلك، عندما توجد انتقادات ضد الجيش، يجب التعبير عنها لتحسين الوضع وإصلاحه، لكن كل هذه الانتقادات لا تلغي الوصية الأساسية بالتجنيد في الجيش.

المصدر: פניני הלכה، העם והארץ، הרב אליעזר מלמד


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button