د.سالي وليم سعيد، كلية الألسن، جامعة عين شمس
تهدف الدراسة إلى معالجة بعض القضايا التركيبية في اللغة
الجعزية متخذة كتاب الأمثال، وهو أحد الكتب المتضمنة في سفر هينوك باللغة الجعزية
مادة للتطبيق، وما يتضمنه من خصائص أسلوبية ممثلة -في هذه الدراسة- فى ظواهر الحذف
والتقديم والتأخير، على أمل أن يسهم باحثون آخرون في استكمال دراسة الخصائص
الأسلوبية الأخرى لهذا السفر.
منهج الدراسة:
اعتمدت
الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي عند إجراء الدراسة الأسلوبية؛ بهدف الكشف عن
الأغراض البلاغية التي تكمن وراء تلك الانحرافات التركيبية والوقوف عليها والإحاطة
بها بوصفها مطلبًا بلاغيًا يقتضيه المقام.
الدراسات السابقة:
قدمت أستاذ دكتور منال عبد الفتاح محمود دراسة بعنوان:
سفر هينوخ، قراءة في مضمون النص الحبشي، وقد نُشرت في رسالة المشرق 2006، وقد
تناولت موضوعات عدة
منها: تقسيم السفر ومضمونه، والتعريف بهينوك، وقد تعرضت لدراسة نقدية لأهم موضوعات
السفر، منها: مصطلح الأخيار والأشرار، والملائكة، والفلك. كما قدمت د. منال عبد
الفتاح في عام 2009 ترجمة للسفر نفسه من الجعزية إلى العربية متبوعة بهوامش
توضيحية لما ورد فيه. وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي قامت بترجمة السفر إلى
العربية.
الإطار العام:
قد سعت الأسلوبية على مدار تاريخها الطويل إلى معاينة
النصوص الأدبية بالاعتماد على النسيج اللغوي الذى يُكوِّن النص بهدف الكشف عما
يختزنه النص من تراكيب لغوية تحمل قيمًا جمالية نصل من خلالها إلى أعماق فكر
الكاتب.
يتناول التحليل الأسلوبي النص الأدبي من خلال مستويات اللغة
التي تبدأ بالمستوى الصوتي حيث يبحث في وظيفة المحاكاة الصوتية، وغيرها من الظواهر
من الوجهة التعبيرية[1]،
يليها المستوى التركيبي الذي يبحث في بنية الجملة؛ أي ترتيب الكلمات وحالات النفي
والإثبات وأنواع التراكيب التي تغلب على النص، ثم يأتي ثالث هذه المستويات وهو
المستوى الدلالي وفيه يتناول المحلل الأسلوبى الألفاظ، وما تحمله من خواص تؤثر في
الأسلوب، كتصنيفها إلى حقول دلالية، ودراسة هذه التصنيفات ومعرفة أي نوع من
الألفاظ هو الغالب[2].
ولما كان النحو -أو النظم- بمقتضاه تترابط الألفاظ معًا لتكوِّن وحدة كاملة فله
الإسهام الأكبر في الدرس الأسلوبى بصورة أساسية، لذلك فالاعتماد على المعيار النحوي
فى الدراسة الأسلوبية ضروري حتى يستطيع الباحث الحكم على مدى انحراف الكاتب عن
النمط المألوف[3].
أما بالنسبة لمكانة سفر
هينوك في الأدب الحبشي فهو أحد أهم أسفار Pseudepigrapha[4]
"السيدبجرافا" لما يحمله من قيم كان لها بالغ الأثر في عصور المسيحية
الأولى، حيث يرى تشارلز Charles [5] أن تأثير سفر هينوك على كُتَّاب العهد الجديد قد فاق تأثير أسفار
الأبوكريفا[6]
جميعها[7]. وهينوك
بن يارد حسبما ورد في سفر التكوين 5-18: 24 هو الأب السابع بعد آدم، ووفقًا لما
ورد فيه يتضح أنه صعد إلى السماوات في رؤيا. وقد وصل إلينا سفر هينوك من خلال
مصدرين: الأول: باللغة الحبشية القديمة (الجعزية)-موضوع الدراسة- ويطلق عليه:
"هينوك الأول"، والثانى: باللغة السلافية[8] ويطلق عليه: "أسرار
هينوك" أو "هينوك الثانى"[9]. وقد احتفظت الجعزية بنسخة
كاملة للسفر اكتشفها الرحالة الاسكتلندي جيمس بروس James Bruce-ضمن العديد
من المخطوطات الحبشية- أثناء رحلته الاستكشافية إلى الحبشة1770-1773[10].
وقد تُرجمت تلك النسخة عن اليونانية التي احتفظت بأجزاء قليلة منها، أما النسخة
اللاتينية التي تُرجمت أيضًا عن اليونانية فهي غير موجودة، باستثناء بعض الفقرات
١: ٩ ، ١٠٦: ١-١٨، وقد اكتشفها الرابي جيمس Al. R. James من
كلية الملوك بجامعة كامبريدج، في المتحف البريطاني[11]. ثم توالت بعد ذلك إصدارات
عدة لهذا السفر باللغة الجعزية كان أولها على يد ريتشارد لورنس Richard Laurence عام
1838 تحت عنوان Libri
Enoch Versio Aethiopica, "سفر هينوك، النسخة الإثيوبية"، ثم تبعه ديلمان Dillmann عام 1851 بكتابه Liber Henoch,
Aethiopice "سفر هينوك بالإثيوبية"
وهي النسخة التي نحن بصدد تطبيق الدراسة الأسلوبية عليها، وقد قَسَّم ديلمان السفر
إلى عشرين إصحاحًا يتضمن مئة وثمانية فصلاً تبعه في ذلك التقسيم كل من خلفه[12]. أما
عن اللغة الأصلية التي كُتب بها السفر فقد اختلفت آراء الباحثين بشأنها أهى
العبرية أم آرامية فلسطين. وقد توصل تشارلز Charles بالاعتماد على النص الجعزي الذي قدمه ديلمان
Dillmann أن الفصول من6: 36 قد كُتبت بالآرامية، وأن
الفصول من 37 إلى 104، وربما أيضًا من 1 إلى 5 قد كُتبت بالعبرية[13]، في
حين يرى بوركيت Burkitt أن النص اليوناني قد تُرجم عن لغة سامية تتأرجح
ما بين العبرية والأرامية على السواء لكن من الصعب حسم هذا الأمر، لكنه فى الوقت
ذاته يؤكد أن الجعزية قد نقلته عن اليونانية من خلال الترجمة السبعينية[14].
محتوى السفر:
ينقسم السفر إلى عشرين إصحاحًا، يحتوي
كلٌ منها على عدد من الفصول يختلف عددها من إصحاح لآخر، وهذه الفصول تحتوي بدورها
على عدد من الفقرات تختلف في عددها تبعًا لمحتوى كل إصحاح ومضمونه[15]،
تناول السفر من خلالها خمسة موضوعات رئيسة [16]، وسوف تقوم الدراسة بعرض هذه الموضوعات على سبيل
الإجمال نظرًا لأن هذا التقسيم مذكور تفصيلاً في دراسة سابقة[17]، وهذه الموضوعات هي:
1-
كتاب المراقبين من
الفصل الأول حتى الفصل السادس والثلاثين، يبدأه بمقدمة تتعلق بمصير الأبرار
والخطاة يوم القيامة، يليه قصة الملائكة الساقطة ثم رحلة هينوك الرؤيوية إلى
السماء والأرض، وقد رأى فيها صورة عقاب تلك الملائكة الساقطة الذي قد أعلنه لهم
سابقًا.
2-
كتاب الأمثال -وقد
اعتمدت عليه الدراسة التركيبية- يبدأ من الفصل السابع والثلاثين حتى الفصل الحادى
والسبعين، وينقسم على النحو التالي:
أ-الفصل37 مقدمة
ب-من الفصل38 حتى
الفصل44 المثل الأول، ويتضمن مملكة الرب في المستقبل، ومنزلة الأبرار والملائكة
بالإضافة إلى عرضه لأسرار الطبيعة.
ج-من الفصل45 حتى
الفصل57 المثل الثاني يستكمل فيه الفكرة الرئيسة ويعطى اهتمامًا خاصًا لـ"المختار"
الذي يجلس على عرش المجد بوصفه الحاكم.
د-من الفصل58 حتى69
المثل الثالث تتخلله بعض الفقرات عن حساب يوم الفيضان يرجع بعدها لفكرته الرئيسة
ويسترسل في وصف النعيم الأبدي الذي سيحظى به الأبرار ومعاناة الملوك والمتسلطين.
هـ-من الفصل70 حتى71
ملحق لكتاب الأمثال يتحدث فيه عن صعود هينوك للجنة.
3-
كتاب الفلك من الفصل
الثانى والسبعين حتى الفصل الثانى والثمانين، ويتضمن نظريات تتعلق بالشمس والقمر
والنجوم واتجاهات العالم الأربعة.
4-
كتاب الأحلام من الفصل
الثالث والثمانين حتى الفصل التسعين، ويتناول تاريخ العالم من آدم حتى يوم الحساب
الأخير.
5-
رسالة هينوك إلى أبنائه
من الفصل الحادي والتسعين حتى الفصل الثامن بعد المائة، وتتضمن وصية هينوك لأبنائه
يحثهم فيها على الاستقامة في الحياة يتخللها بعد الفقرات المقحمة التي تتنبأ
بميلاد نوح.
المادة العلمية:
ولما
تعددت موضوعات السفر بحيث يصعب الإلمام بها في هذه الدراسة، فسوف تركز الدراسة
عملها على كتاب الأمثال بداية من الفصل السابع والثلاثين حتى الفصل الحادى
والسبعين ويرجع السبب وراء اختيار هذا الكتاب نقاط عدة، منها:
1-يحتوي كتاب الأمثال على ثلاثة أمثال كلٌ منها يحمل موضوعات مختلفة ورؤى
متنوعة مما يسهم في الوصول إلى أفكار الكاتب وملامح تفكيره، ويكشف لنا عما وراء
تلك الانحرافات من مغزى ينطوي عليها النص ويضفي قيمًا جمالية.
2-يحتوي
كتاب الأمثال على العدد الأكبر من فصول سفر هينوك، ومن ثم تعددت الاستشهادات التي
أفادت منها الدراسة الأسلوبية.
3-يحتوي كتاب الأمثال على خصائص أسلوبية تركيبية تميزه عن سائر أقسام
السفر ممثلة في ظواهر الحذف والتقديم والتأخير. هذا بالإضافة إلى أن كتاب الأمثال ينفرد
بمصطلحات عدة تميزه عن سائر أجزاء السفر؛ منها ما يتعلق بأسماء أطلقت على الرب،
مثل رب الأرواح እግዚአ፡መናፍስት 2:40، ورأس الأيام ርእሰ፡መዋዕል 2:46، ورب الملوك እግዚአ፡ነገሥት 63: 2، ورب
الحكمة እግዚአ፡ጥበብ
63: 2، ومنها ما يتعلق بالملائكة مثل ملائكة القوة መላእክተ፡ኀይል 61: 10، وملائكة العقاب መላእክተ፡መቅሠፍት 53: 3، وملائكة السلام መልአከ፡ሰላም 40: 8،
ومنها ما يتعلق بمصطلح "المختار" ኅሩይ الذي
يجلس على عرش الرب مثلما ورد في 47: 3، ويمتلك السيادة العالمية مثلما ورد فى 62:
6، ويبيد الخطاة من منطوق فمه كما فى 62: 2.
4-يحتل كتاب الأمثال مكانة خاصة لدى دارسي الكتاب المقدس بعهديه
القديم والجديد؛ أولأ بالنسبة للعهد القديم: يتشابه الخط العام الذي طرحه
المؤلف، والذي يربط بين الأمثال الثلاث وبين ما ورد في سفر دانيال فيما يتعلق
بمفهوم "المملكة" فلم يكن ملوك إسرائيل مجرد شخصيات سياسية تقود الشعب
فحسب، بل كانوا حكامًا ثيوقراطيين يعدون أنفسهم نواب الله على الأرض يقودون الشعب
تحت اسمه وسلطانه، ولكنهم –وفقًا لما عرضه مؤلف كتاب الأمثال- قد فشلوا في قيادة
الشعب للإيمان، ومن ثم استشرى الفساد بين تلك الطبقة العليا، ونتيجة لذلك نجد أن
الله يأسف لمثل هذه الأفعال –من خلال فصول كتاب الأمثال- ويُوقع العقاب الرادع على
هؤلاء الخطاة؛ الملوك منهم والمتسلطين كما ورد في كتاب الأمثال:
-
ወበእማንቱ፡መዋዕል፡ታገብእ፡ምድር፡ማኅፀንታ፡ወሲኦል፡ታገብእ፡ማኅፀንታ፡ዘተመጠወት፡ወኀጕል፡ያገብእ፡ዘይፈዲ።[18]
-
وفى تلك الأيام تعيد
الأرض وصاياها، وجهنم تعيد وصاياها التى فرضتها، والجحيم يحضر من أدان.
والذي يقابله فى سفر دانيال 12: 2 "وكثيرون من
الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار
للازدراء الأبدى."
وثانيًا بالنسبة للعهد الجديد[19]: يشترك كلٌ من كتاب
الأمثال والعهد الجديد في العديد من التراكيب الفعلية، نحو :
-
ወነበረ፡ዲበ፡መንበረ፡ስብሐቲሁ፡ወርእሱ፡ለኵነኔ፡ተወህበ፡ሎቱ፡ለወልደ፡እጓለ። [20]
-
وجلس على عرش مجده
ووُهبت رأس الحكمة له، لابن الإنسان.
الذي يقابله في متى 25: 31 "ومتى جاء ابن الإنسان في
مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده". هذا بالإضافة
إلى تطابق بعض المصطلحات التي تُميز كتاب الأمثال دون سائر فصول سفر هينوك من
ناحية وكتاب العهد الجديد من ناحية أخرى، مثل: مصطلح "المختار" ኅሩይ الذي ورد في كتاب
الأمثال فصل 45، فقرة 3 يقابله في سفر لوقا 23: 35، ومصطلح "ابن
الإنسان" ወልደ፡ሰብእ ورد فى كتاب الأمثال فصل 46، فقرة 2 يقابله في
متى 18: 11.
النقاط التي تناقشها الدراسة:
أولاً: ظاهرة الحذف.
ثانيًا: ظاهرة التقديم.
ثالثًا: ظاهرة التأخير.
أولاً: ظاهرة الحذف في كتاب الأمثال:
تعددت تعريفات الحذف
لغةً واصطلاحًا، فأما الحذف لغةً، فقد جاء في لسان العرب مادة "حذَف":
"حَذَف الشىء يحذفُه حَذفًا: قطَعه من طرَفِه، والحُذافة: ما حُذِف من شىء
فَطُرح". وجاء فيه أيضًا "الحذف: الرَّمْي عن جانبٍ، والضَّرْب عن
جانبٍ"[21].
وأما الحذف اصطلاحًا فيعرفه عبد القاهر الجرجانى بأنه: بابٌ دقيق المسلك، لطيف
المأخذ، عجيبُ الأمر، شبيهٌ بالسِّحر، فإنك ترى به ترك الذِّكر، أفصح من الذكر،
والصَّمت عن الإفادة، أزيدَ للإفادة، وتجدُك أنطق ما تكون إذا لم تَنْطق، وأتمَّ
ما تكون بيانًا إذا لم تُبِنْ[22].
والحذف من القضايا المهمة التي عالجتها الدراسات الأسلوبية بوصفها انحرافًا عما هو
مألوف في الاستعمال اللغوي، يثير الانتباه ويبعث على التفكير ويكون أبلغ إيضاحًا
للمُتلقى وإمتاعًا، ومن ثم يتحقق الغرض البلاغي الذي يسعى إليه المُرْسِل، وهنا
تكمن قيمته وتأثيره.
يتناول هذا الجزء من الدراسة بيان أمور عدة:
1-
حذف المسند إليه.
2-
حذف الفعل المبني
للمجهول.
3-
حذف الفعل الناسخ ኮነ.
4-
حذف خبر ኮነ.
5-
حذف ركني الإسناد
والاكتفاء بالمفعول به.
6-
حذف المفعول به.
7-
حذف المضاف.
8-
حذف المضاف إليه.
9-
حذف أداة الاستفهام.
10- حذف البدل.
ولما تعددت مواضع الحذف واختلفت أنواعه فقد استعنت بذكر
مثال واحد لكل نوع حتى يتسنى عرض أكبر عدد من مواضع الحذف في كتاب الأمثال.
1- حذف المسند إليه:
ورد المسند إليه محذوفًا في كتاب الأمثال على النحو
التالى:
-
ዝንቱ፡አርአየ፡ለውሉደ፡ሰብእ፡ኵሎ፡ዝብጠታተ፡እኩየ፡ዘነፍሳት፡ወዘአጋንንት፡ወዝብጠታተ፡ጻእጻእ፡በማኅፀን፡ከመ፡ይደቅ[......]።[23]
-
هو الذى أظهر لبني
البشر كل ضربات الرياحِ الشريرة، والجنِّ، وآلام مخاض الرحم حتى ينزل [.......].
والتقدير ከመ፡ይደቅ፡ገኒን "حتى ينزل الجنين"، ويكمن السر وراء حذف
المسند إليه تعينه للمسند المذكور ይደቅ وهو في هذا الموضع
متعين حقيقة؛ إذ إن آلام المخاض التي يتحدث بشأنها الكاتب لا يتبعها سوى الولادة؛
أي أن المسند إليه مفهوم من السياق، والقرينة التي تدل عليه حرف المضارعة المتصل
بالفعل ወደቀ. يضاف إلى
هذا الغرض البلاغي سبب أخر وراء هذا الحذف وهو ضيق المقام ويرجع إلى خشية الكاتب
ألا يستطيع أن يسترسل في وصف الملائكة وصفاتهم وقد بلغ عددهم واحد وعشرون ملاكًا
مما جعله يطوي المسند إليه ويبادر بذكر المسند.
2- حذف المسند الفعلي المبني للمجهول:
-
ወበህየ፡ረኢኩ፡ኅቡኣተ፡ነጐድጓድ፡ወሶበ፡ይደቅቅ፡በመልዕልተ፡ሰማይ፡ወቃሎሙ፡ይሰማዕ፡ወማኅደራተ፡የብስ፡አስተርአዩኒ፡ወ[.......]፡ቃል፡ዘነጐድጓድ፡ለሰላም።[24]
-
وهناك رأيت أسرار الرعد
عندما يصطدم في السماء العلا، ويُسمع صوته، وقد أظهروا لى أماكن اليابسة،
و[.......] صوت رعد السلام.
تم حَذْف المسند الفعلي المبني للمجهول وذلك للعلم به؛
فقد فرضت الطبيعة على الإنسان استعمال حاسة السمع لإدراك الأصوات، ومنه صوت الرعد،
أما بالنسبة لتقدير زمن الفعل فنجد أنه ذُكر في هذه الفقرة وهو يحمل زمن المضارع
الإخباري، ومن ثم يكون تقدير المسند الفعلي المبني للمجهول ይሰማዕ"يُسمع". وبالإضافة إلى هذا،
يكمن سر بلاغي آخر وراء هذا الحذف وهو الإشارة إلى سرعة استجابة الطبيعة لأوامر
خالقها بحيث يصعب للبشر ملاحظتها والوقوف عليها، ومن ثم كان لزامًا على الكاتب طي
ذكر المسند الفعلي.
3- حذف ኮነ "كان" دون اسمها وخبرها[25]:
-
እስመ፡ለፀሐይ፡ብሩህ፡ብዙኅ፡ምያጤ፡ቦቱ፡ለበረከት፡ወለመርገም፡ወምርዋጸ፡ፍኖቱ፡ለወርኅ፡[.....]ለጻድቃን፡ብርሃን፡ወለኃጥኣን፡ጽልመት።[26]
-
لأن للشمس أشعة كثيرة
تعكس بها البركة واللعنة ومدار طريق القمر. [.....] للأبرار النور، والظلمة
للأشرار.
يقول ابن هشام الأنصاري في كتابه "شرح
شذورالذهب" بصدد حديثه في المسائل التي تتعلق بحذف "كان": "إن
من شروط حذف "كان" وجوبًا دون اسمها وخبرها أن تتقدم العلة على المعلول
وفائدة ذلك الدلالة على الاختصاص[27]".
ولما كانت أداة الربط ኮነ في الحبشية تتفق وحكم كان وأخواتها في
العربية فإن المسائل التي تتعلق بحذفها تقاس على مثيلتها في
العربية، ومن ثم تعود العلة وراء حذف أداة الربط ኮነ وتقديرها في زمن
المضارع الإخباري ይከውን وتقديم خبرها (العلة) في
صدر الجملة إلى اختصاص الأبرار والمؤمنين بالنور المنبعث من أشعة الشمس. والقرينة
المعنوية التي ترشدنا إلى زمن المحذوف هى دوام اختصاص الأبرار بنور الشمس لحظة سرد
هينوك رؤيته لأسرار السماوات[28].
هذا بالإضافة إلى أن السياق العام لزمن الأفعال في الفقرات السابقة والتالية
للجملة –موضع الدراسة- يغلب عليه زمن المضارع الإخباري. ومن ثم يكون تقدير
الجملة ሶቤሃ፡ይከውን፡ለጻድቃን፡ብርሃን፡ወለኃጥኣን፡ጽልመት
"عندئذ يكون النور للأبرار، والظلمة للأشرار".
4-حذف خبر ኮነ"كان":
-
ወተስፋነ፡ኮነ፡[....]፡ዲበ፡በትረ፡መንግሥትነ፡ወስብሐቲነ።[29]
-
وكان أملنا [يعتمد] على
صولجان مملكتنا ومجدنا.
تم حَذْف خبر ኮነ وتقديره هو الفعل الرباعى المزيد بالتاء في صيغة المضارع
الإخباري ትትመረጕዝ "تعتمد"، ويرجع السبب وراء ذلك إلى ضيق المقام
عن ذكره، فقد قصد الكاتب تهويل حدث يوم القيامة وإظهار صورة مضطربة مفزعة لهؤلاء
الملوك المتسلطين وهم يتوسلون إلى ملائكة العذاب[30] في عجالة للسماح لهم
بإعطائهم راحة قليلة كي يعودوا ويسجدوا أمام الرب فربما يصفح عنهم، ومن ثم فالمقام
يقتضي السرعة الخاطفة الناتجة عن الاضطراب ولذا حَسُنَ حذف خبر ኮነ.
5-حذف ركني الإسناد والاكتفاء بالمفعول به:
-
ወርኢክዎ፡በመዳልወ፡ጽድቅ፡ከመ፡ይደለው፡በብርሃናቲሆሙ፡በራኅበ፡መካናቲሆሙ፤ወ[....]ዕለተ፡ኩነቶሙ፡ወሚጠቶሙ፤[...]መብረቅ፡መብረቀ፡ይወልድ፤ወ[....]ሚጠቶሙ፡በኍልቈ፡መላእክት፡ወሃይማኖቶሙ፡የዕቅቡ፡በበይናቲሆሙ።[31]
-
ورأيته بميزان العدل
يقيس أضواءهم واتساع أماكنهم، و[......] يوم ظهورهم وانتقالهم، [......] البرق يلد
برقًا، و[......] انتقالهم بصحبة عدد من الملائكة، ويحفظون إيمانهم بينهم.
حَذْفُ كل من المسند
والمسند إليه إنما يلائم السياق في الجمل الأربع المعطوفة رغبة من الكاتب في جعل
كل جملة منها تنبنى على اللفظة التي تتصدرها وتميز معناها، فأما الأولى فيبدؤها
بوصف رؤية هينوك لميزان العدل وهو يقيس أعمال المؤمنين الذين يصفهم الكاتب
بالكواكب التي تضيء فى الجَلَد، بينما تحرس الملائكة هذه الموازين. وأما الثانية
فهي جملة معطوفة أفادت التعقيب وربط المعنى بسابقتها، يتصدرها مفعول به ዕለተ፡ኩነቶሙ "يوم ظهورهم" مع حذف ركني الإسناد وتقديرهما ርኢኩ "رأيتُ" لتجنب تكرارهما، يتحدث عن رؤية هينوك لأسماء
الأبرار -وهو الحدث الأبرز في هذا الفصل- حيث ترفع الملائكة هذه الأسماء إلى
"قوة عليا" على حد قول شودى schodde [32]. وأما الثالثة فهي أيضًا جملة
معطوفة حُذف منها حرف العطف وركني الإسناد وأداة الربط وتقديرهم ወርኢኩ፡ከመ "ورأيت أن"، يتصدرها مفعول به መብረቅ
"البرق"، أما بالنسبة لحذف حرف العطف ወ الذي يسبق ركني الإسناد فيُرجعه البلاغيون إلى
كمال الاتصال[33]، فقد اتفقت الجملتان
الثانية والثالثة -"و[......] يوم ظهورهم وانتقالهم، [......] البرق يلد
برقًا"- فى الخبرية لفظًا ومعنى، وفى الاتصال والتلاحم مما يمنع عطف الواو؛
لأن العطف بالواو وصل خارجي وهاتان الجملتان قد صار بينهما من تلاحم واتصال أقوى
من الربط الخارجي؛ فالجملة الثالثة تحمل بيانًا وإيضاحًا للجملة الثانية؛ حيث إن
ظهور البرق واحد يلي الآخر يتعلق بصعود الأبرار في تتابع إلى السماوات، ومن ثم فقد
وجب ترك العطف بينهما. وأما الرابعة فهي جملة معطوفة قد حُذف منها ركني الإسناد
نفسهما مع تصدير المفعول به ሚጠቶሙ "انتقالهم". يتضح من خلال هذه الجمل المعطوفة المحذوف في
كلٍ منها ركني الإسناد رغبة الكاتب في تميز كلٍ على حدة، وظهورهم بوصفهم صنوفًا
وألوانًا مستقلة بمعانيها لكنها في الوقت نفسه تتصل ببعضها البعض من خلال العطف
وما يقتضيه من التشريك في الحكم الإعرابى.
-
ወእሉ፡አምጣናት፡ይከሥቱ፡ኩሎ፡ኅቡኣታ፡ለዕመቀ፡ምድር፡ወ[...]እለ፡ተኀጕሉ፡እምበድው፡ወእለ፡ተበልዑ፡እምዐሣተ፡ባሕር፡ወእምአራዊት።[34]
-
وتلك المقاييس تكشف كل
أسرار الأرض العميقة، و[تكشف] الذين هلكوا فى الصحراء، والذين ابتلعهم سمك البحر
والوحوش.
يعود حذف ركني الإسناد ይከሥቱ "يكشفون"، المُسند إليه ضمير جمع الغائبين الذي يعود
على አምጣናት
"المقاييس" لضيق المقام، فقد جرى ذكرهما في جملة المعطوف مما يؤدي إلى
توفير العناية على المعمول إذ هو الغرض من الكلام؛ فتلك المقاييس هي التي تزن
أعمال المؤمنين الذين ماتوا في أي مكان على الأرض سواء أكان ذلك في البر أم في
البحر، فقصد الكاتب من حذف ركني الإسناد وتصدير الفعلين ተኀጕሉ "هلكوا" و ተበልዑ "ابتلعتهم" إظهار المعاناة والضيق والألم الذي كان
أمامهم طيلة حياتهم على الأرض، ومن ثم فقد حان وقت مجازاتهم من خلال إعداد مساكن
لهم في السماوات بمعزل عن مساكن الخطاة.
6-حذف المفعول به:
للفعل المتعدي مفعول أو أكثر يقع عليه، ولا يُحذف ذاك
المفعول ويرد الفعل بدونه إلا لأغراض بلاغية وأسرار دقيقة يقتضيها المقام؛ تتضح من
خلال الأمثلة التالية:
أ-حذف المفعول لفعل يتعدى إلى واحد:
-
በቅድሜሁ፡አልቦ፡ማኅለቅት፡ውእቱ፡ያአምር፡[...]፡ዘእንበለ፡ይትፈጠር፡ዓለም።[35]
-
لا توجد نهاية أمامه، هو
يعرف [.....] قبل أن يُخلق العالم.
المراد من حذف المفعول -في هذا المقام- إثبات المعنى الذي
اشتق منه الفعل لفاعله دون نظر إلى تعلقه بمفعول بعينه، عندئذ يكون الفعل المتعدي ያአምር
في منزلة اللازم الذي لا يحتاج مفعولاً. يقول السكاكى بشأن ترك المفعول:
"وأما الحالة المقتضية لترك مفعوله فهو: القصد إلى التعميم والامتناع على أن
يقصره السامع على ما يذكر معه دون غيره مع الاختصار، وأنه أحد أنواع سحر الكلام؛
حيث يتوصل بتقليل اللفظ إلى تكثير المعنى"[36] ومن ثم فإن طي المفعول به يتفق
وهذا الغرض البلاغي، حيث يجعل الذهن ينصرف إلى تصور خيارات عدة من مفاعيل مختلفة،
قد تكون منها ማኅለቅቶ፡ለዓለም نهاية العالم، وقد تكون ብሉየ፡መዋዕልነ الأبدية، فإن معرفة
الرب ليست مقصورة على شيء بعينه، فهو يعلم الغيب والحاضر على السواء، ومن ثم ينصرف
الذهن إلى الفاعل "الرب" لا إلى المفعول "جنس المعرفة".
ب-حذف المفعول
الثاني لفعل يتعدى إلى مفعولين:
-
አዘዘ፡እግዚኣ፡መናፍስት፡መላእክተ፡እለ፡ይወፅኡ፡ከመ፡ኢያንሥኡ፡እደወ
[....]።[37]
-
أمر رب الأرواح
الملائكة الذين خرجوا ألا ينتشلوا الأيدي [.....].
الفعل ያንሥኡ "ينتشلوا" فعل مضارع إنشائي مسند إلى ضمير جمع الغائبين
يعود على الملائكة من الفعل المزيد بالألف አንሥአ "أرفع"، وقد
نقلت هذه السابقة حالة الفعل ነሥአ المتعدي إلى مفعول واحد
إلى متعدٍ إلى مفعولين[38]؛
الأول بنفسه وهو እደወ "أيدى"، والثانى بحرف النسب ومعموله، وقد حُذِفا
وتقديرهما ኢያንሥኡ፡እደወ፡እም፡ማያት "لا ينتشلوا الأيدي
من المياه"، وتكمن الأسرار البلاغية وراء هذا الحذف في الإيضاح بعد الإبهام،
فذكر الكاتب أن الرب أمر الملائكة ألا ينتشلوا أيدي الخطاة ثم حذف المفعول الثانى،
ومن ثم تطلعت نفس المتلقي إليه واشتاقت إلى معرفته، ثم عاد الكاتب وأوضحه في نهاية
الفقرة بقوله ዲበ፡ኀይለ፡ማ”ት
"على قوة المياه"، وبذلك فقد وقع هذا الإيضاح في النفس موقعًا
حسنًا وترك فيها أثرًا طيبًا، ولذا كان طي المفعول الثاني أوقع في النفس وأبلغ
تأثيرًا.
7-حذف المضاف:
-
ኢይትሐወሱ፡እመካኖሙ፡እም[....]፡ዓለም፡ወእስከ፡ለዓለም።[39]
-
لا تتحرك من مكانها منذ
[.....] العالم وإلى الأبد.
يرجع حذف المضاف وتقديره እምፍጥረተ፡ዓለም "منذ خلق
العالم" إلى الإيجاز والاختصار، فدلَّ عليه القرينة اللفظية وهى المركب
الإضافي نفسه في الفقرة السابقة، وهذه دلالة بينة ظاهرة، ومما يؤكد هذا الدليل عدم
صحة تعلق الحكم المستفاد من السياق بالمذكور في اللفظ[40]،
فقد تَعَلَّق حُكْم طاعة الوديان بالرب وليس بالعالم ذاته، ومن ثم يدلنا هذا الحذف
على عظمة الخالق وسلطانه على الطبيعة.
8-حذف المضاف إليه:
-
ሊተ፡ረዐድ፡ዐቢይ፡ነሥአኒ፡ወፍርሀት፡አኀዘኒ፡ወሐቌየ፡ተቀጽዐ፡ወተፈትሐ፡ወኵለንታ[...]የ፡ተመስወ።[41]
-
قد تملكتني رهبة كبيرة
وأخذنى الخوف، وانحنى خصري وانحل، وكل [.....]ي انصهر.
عندما نتأمل هذه الجملة نجد أن المضاف إليه الأول محذوف وتقديره ሥጋ "جسد"، وأن
المضاف إليه الثانى የ
"ياء المتكلم" قد قام مقام الأول، وأُضيف إلى لفظة ኵለንታ "بأكمله" التي تفيد العموم والشمول، ومن ثم
يكون تقدير الجملة ወኵለንታ፡ሥጋየ፡ተመስወ
"كل جسدي انصهر". وربما يرجع الغرض البلاغي وراء هذا الحذف إلى رغبة
الكاتب في تصدير مشاعر الفزع والرهبة التي انتابت نوح[42] عند
رؤية عرش الرب من خلال تشبيه جسده بقطعة الحديد التي تنصهر بأكملها عند رؤية هذا
الحدث المهيب، فقد سمحَ له بهذا الضعف الجسدي وسحبَ طاقته الداخلية؛ ليتمتع برؤية
سمائية، يكشف له من خلالها عن أسرار السماوات، ثم يعود في الفقرات التالية ويرسل
ملكًا يرفعه ويطمئنه وينزع عنه الخوف، فكأن الرب لم يسمح بأن يترك فيه شيئًا من
الضعف ليعود ويسترجع قوته الجسدية والفكرية التي اختزلها الكاتب في استعماله لفظة ኵለንታየ "كلي"، ومن
ثم ظهر المعنى في صورة أتم وأوضح وعلى وجه أقوى وأشمل.
9- حذف أداة الاستفهام:
-
መንግሥት፡እፎ፡ትትከፈል፡[...]፡ወተግባረ፡ሰብእ፡ከመ፡በመዳልው፡ይደለዉ።[43]
-
كيف تُقسم المملكة و[.....]
يُوزن عمل الإنسان كما في الميزان؟
إن حذف أداة الاستفهام እፎ "كيف" التي من
المفترض أن تتصدر جملة العطف إنما وقع وجوبًا لأنه قد ذُكر في سياق تقدم ذكره فيه،
ومن ثم تكون إعادته تكرارًا لم تدع إليه الحاجة، والذي سُوِّغ الحذف هنا هو العطف
بالواو لأن العطف يشرك المعطوف عليه فيما ثبت له من الإعراب والحكم[44].
أما بالنسبة إلى الغرض البلاغي من أداة الاستفهام እፎ فيكمن في إفادة التعجب
وإثارة ذهن المتلقي لمعناها بينما بحذفها ينتقل هذا الغرض ليحث المتلقي على تأمل
سياق الجملة الذي يُظهر مدى تعجب هينوك عند رؤيته لميزان العدل وهو يقيس أعمال
البشر، ويتضح ذلك من استعمال الكاتب لكلمة መዳልው
"ميزان" التي صارت بمنزلة الطريق إلى المعنى المقصود. ولما كان
ذكر أداة الاستفهام أو طيها طريقان يوصلان إلى المقصود فإن حذفها أقرب إلى المقصد
وأشد إيضاحًا للمعنى.
10-حذف البدل:
-
ወዝንቱ፡ይቤሎ፡[...]፡ለቅዱስ፡ሚካኤል፡ያርእዮሙ፡ስመ፡ኅቡአ፡ከመ፡ይርአይዎ፡ለውእቱ፡ስም፡ኅቡእ፡ወከመ፡ይዝክርዎ፡በመሐላ።[45]
-
ويقول هذا [.....]
للقديس ميكائيل: سيريهم الاسم الخفي حتى يرون هذا الاسم الخفى، وحتى يتذكرونه في
القسم.
تم حذف البدل وتقديره መልአክ "ملاك"، وهو
بدل مطابق من اسم الإشارة ዝንቱ "هذا"، ويرجع
السبب وراء الحذف إلى دلالة المبدل منه عليه، فقد سد الثاني مسد الأول وأفاد
معناه، هذا بالإضافة إلى أن البدل المحذوف معلوم للمتلقي من خلال السياق، ومن ثم
فلا فائدة من تكرارة. ولما كانت فائدة ذِكر البدل تقوية حكم المنسوب إلى تابعه
وتأكيده[46] فإن
بحذفه تتوجه العناية إلى ቅዱስ፡ሚካኤል "القديس
ميكائيل"، إذ هو الغرض المقصود من جملة القول، والمنوط له تسليم መሐላ
"القسم" إلى الرب ليحكم بالعدل والحق بين بني البشر منذ خلق العالم وإلى
الأبد.
ثانيًا: ظاهرة التقديم في كتاب الأمثال:
تخضع
البنية الأساسية للجملة في اللغة الجعزية لنظام لغوي معين في ترتيب عناصرها، يُقَسِّمه
ديلمان إلى مُسند يليه مُسند إليه ثم متعلقات الإسناد[47]،
غير أن هذا النظام ليس ثابتًا، فثمة تغيرات تطرأ على الرتبة، فقد يلزم بناء الجملة
باتباع الرتبة المقررة في مواضع، ويتيح الحرية في عدم الالتزام بها في مواضع أخرى.
ولعل اهتمام البلاغيين بدراسة ظاهرة التقديم والتأخير بصفة عامة يرجع إلى ما يكمن وراءها من
دقائق وأسرار تتجلى بصفة خاصة من خلال شواهد كتاب الأمثال التي تدل على ثراء هذه
الظاهرة.
1-تقديم المفعول به:
تعددت ظاهرة تقديم
المفعول به في كتاب الأمثال، كلٌ منها يحقق غاية جمالية يقتضيها المقام، ومن أبرز
تلك الظواهر:
أ-تقديم المفعول في جملة مثبتة:
-
ርኢኩ፡መዛግብተ፡ፀሐይ፡ወዘወርኅ፡እምአይቴ፡ይወጽኡ፡............፡ወሃይማኖቶሙ፡የዐቅቡ፡፩ምስለ፡ካልኡ፡በመሐላ፡ዘነበሩ።[48]
-
رأيت غرف الشمس والقمر
من أين يخرجان........... وإيمانهما يحفظانه [كل] واحدٍ مع الآخر بقسمٍ أقاماه.
إن تقديم المفعول به المضاف إليه ضمير الملكية لجمع
الغائبين ሃይማኖቶሙ "إيمانهم"
على الفعل المضارع الإخباري المسند إلى ضمير جمع الغائبين የዐቅቡ "يحفظون" قد أفاد
الاختصاص؛ أي قصر حفظ العامل ومعطوفه، وتقديرهما ፀሐይ፡ወወርኅ "الشمس
والقمر" على المعمول المقدم وهو ሃይማኖት "إيمان"،
فالسياق ينبىء بمدى تمسكهما بالقسم መሐላ الذى أقاماه فيما
بينهما بأن يلتزم كلٌ منهما في مداره ولا يلتقيان.
-
ወበእማንቱ፡መዋዕል፡ትፈትሕ፡አፋሃ፡ሲኦል፡ወይሠጠሙ፡ውስቴታ።[49]
-
وفي تلك الأيام تفتح
الهاوية فاها ويغرقون فيها.
يأتى تقديم المفعول به አፍ
"فم" المتصل به ضمير الإضافة للمفرد المؤنث ሃ العائد على الفاعل المؤخر ሲኦል "الهاوية" بهدف تهويل العقاب الذي يقع على
الخطاة وكأنهم يصيرون جملة من الشياطين التي تهبط تحت الأرض، وهو أقصى أنواع
العقاب لما يمثله من اقتلاع لجذور الخطيئة بأكملها، وربما يشير هذا التقديم إلى
عنف التأديب وقسوته وإلى تحذير الناس من بعدهم، فهكذا يستخدم الرب الشدة لمن يخالف
وصيته ليكون عبرة مادية ملموسة للأجيال القادمة.
ب-تقديم المفعول في جملة منفية:
-
ኢሰማየ፡የዐርጉ፡ወኢምድረ፡ይበጽሑ፡ከመዝ፡ይከውን፡ክፍለ፡ኃጥኣን፡እለ፡ይክሕዱ፡ስሞ፡ለእግዚአ፡መናፍስት።[50]
-
لا السماء يصعدون ولا
الأرض يصلون، هكذا يكون جزاء المذنبين الذين ينكرون اسم رب الأرواح.
أفاد تقديم المفعول المنفي ኢሰማየ "لا السماء"
على الفعل የዐርጉ "يصعدون"
الاهتمام بالاسم المُقَدَّم الذي يثير الذهن ويلفت الانتباه إليه، وفى الوقت نفسه
يؤكد الكاتب من خلال النفي استحالة صعود الذين ينكرون اسم رب الأرواح إلى السماوات،
حيث إن مصطلح ክሕደ "إنكار"
دائمًا ما يشير في كتاب الأمثال إلى هؤلاء الذين ينكرون اسم الرب، وقد وصفه شودى schodde بأنه أساس الخطيئة وأصلها[51].
وقد أفاد تقديم المفعول المنفي المعطوف ኢምድረ "لا الأرض"
على الفعل ይበጽሑ "يصلون"
تقوية الحكم وتوكيد نفي وصول المذنبين إلى الأرض وكأنهم سيظلون معلقين بين السماء
والأرض؛ إذ ليس لهم مكان في السماء وليست الأرض باقية لهم[52].
ج-تقديم المفعول به الذي ورد مركبًا إضافيًا:
-
መኣሥረ፡ጻድቃን፡ያመጽኡ፡ከመ፡ይትመርጐዙ፡በስሙ፡ለእግዚአ፡መናፍስት፡ለዓለመ፡ዓለም።[53]
-
مقاييس الأبرار يحضرونها
لكى يتكئوا [عليها] باسم رب الأرواح إلى الأبد.
تقديم المفعول به (المركب الإضافي) መኣሥረ፡ጻድቃን
"مقاييس الأبرار" على عامله المضارع الإخباري المزيد بالألف ያመጽኡ
"يحضرون" قد أفاد اختصاص تلك المقاييس بقياس مساكن الأبرار التي تعدها መላእክት
"الملائكة" للأبرار مجازاة لهم على إيمانهم الذي حفظوه في وقت الضيق،
فقد حان وقت إعداد مساكن تفصلهم عن غيرهم من المذنبين، واستعمال الكاتب لصيغة
المضارع الإنشائي ይትመርጐዙ
"يتكئوا" يوحى بأمل الانتهاء في المستقبل القريب من إعداد تلك المساكن
التي طالما حلموا بها، ودلالة الفعل نفسه ተመርጐዘ
"اتكأ" توحي باعتمادهم ليس على تلك المساكن فحسب، بل على واهبها مصدر
اتكالهم الحقيقي، وهو እግዚአ፡መናፍስት
"رب الأرواح".
د-تقديم المفعول به الذي ورد اسمًا للإشارة:
-
እሎንተ፡ኵሎሙ፡ርኢኩ፡እስከ፡ገነተ፡ጻድቃን።[54]
-
هؤلاء كُلّهم رأيتُ حتى
فردوس الأبرار.
إن تقديم المفعول به الذي ورد اسمًا للإشارة للقريب እሎንተ "هؤلاء" إنما يُشير إلى جميع الأسرار التي
كشفها الرب لهينوك سواء أكانت في أقاصى السماوات أم في أعماق الأرض، وقد سُرِدَتْ
تلك الأسرار بشيء من التفصيل بداية من الفقرة الحادية عشرة حتى الفقرة الثانية
والعشرين، ثم اختزلها الكاتب في ذِكْر اسم الإشارة والبدل እሎንተ፡ኵሎሙ "هؤلاء كلهم"، وقدمهما على العامل ርኢኩ "رأيتُ"؛ إذ هما الغرض المقصود والمساق له
الكلام. هذا في مقابل فقرة أخرى تحمل المعنى نفسه ርኢኩ፡ኵሎ፡ኅቡኣቲሆሙ[55] "رأيت كل
أسرارهم"، قدم فيها الكاتب العامل على معموله؛ إذ إن السياق ينبئ بأهمية
الرؤية ذاتها، فالغرض من الكلام متوجهًا إلى الرؤية وليس إلى الأشياء التي وقعت
عليها الرؤية، فلما كان الغرض المقصود في الفقرة الأولى هو الأسرار قدَّم ما يدل
عليها وهو "اسم الإشارة"، ولما كان الغرض المقصود فى الفقرة الثانية هو
الرؤية قدمها على معمولها.
2- تقديم المفعول الثاني:
-
ወበህየ፡ርኢኩ፡ኅቡኣተ፡ነጐድጓድ፡ወሶበ፡ይደቅቅ፡በመልዕልተ፡ሰማይ፡ወቃሎሙ፡ይሰማዕ፡ወማኅደራተ፡የብስ፡አስተርአዩኒ።[56]
-
وهناك رأيت أسرار الرعد
عندما يصطدم في السماء العلا، ويُسْمَع صوته، وأماكن اليابسة قد أروني إياها.
يشير الكاتب في هذه الفقرة إلى إحدى الظواهر الطبيعية
التي خُلِقت لأجل الإنسان، وقد اختار هينوك ورفعه إلى السماوات؛ ليكشف له عنها،
فنجد في الجملة السابقة لهذه الجملة أنه كشف له أسرار الرعد، ثم سمح له -في هذه
الجملة- برؤية لحظة حدوث البرق في السماوات؛ ليصل بنوره ويشع على ማኅደራተ፡የብስ "أماكن
اليابسة" التي وقعت مفعولًا ثانيًا، وقدمها الكاتب على كلٍ من الفعل وفاعله
ومفعوله الأول አስተርአዩኒ "أروني"
ليتضاءل بذلك دور الفاعل فلا يُؤثر حذفه على المعنى؛ لأن الغرض من الكلام متوجهًا
إلى وعود الرب التي عقدها مع ساكني الأرض ليحثهم على التوبة، ويذكرهم بها في كل
لحظة تَحْدُث فيها هذه الظواهر الطبيعية؛ فالبرق دائمًا يعقبه مطر، والمطر دائمًا
يشير إلى الخير الذي يعم على الأرض كلها.
3- تقديم الفاعل:
-
ጽኑዓን፡እለ፡ያእኅዝዋ፡ለየብስ፡በእንተ፡ምግባረ፡እደዊሆሙ፡እስመ፡በዕለተ፡ጻዕቆሙ፡ወጻሕቦሙ፡ኢያድኅኑ፡ነፍሶሙ።[57]
-
الأشداء الذين استولوا
على اليابسة من أجل عمل أيديهم، حتى في يوم ضيقهم وألمهم لن يخلصوا أنفسهم.
جاء تقديم الفاعل ليُفيد نفي الفعل ያድኅኑ
"يخلصون" عن المسند إليه المُقدم ጽኑዓን
"الأشداء" والمقصود بهم "الخطاة"، كما أفادت جملة الصلة التي
تبعت المسند إليه المقدم - እለ፡ያእኅዝዋ፡ለየብስ "الذين استولوا على اليابسة"- الإيضاح بعد
الإبهام؛ فعندما قدم الكاتب المسند إليه ጽኑዓን
"الأشداء" على سبيل الإجمال والإبهام نجد أن النفس قد تطلعت إلى معرفة
سبب هذا العقاب الأبدي، فأتى بجملة الصلة ليفيد الإيضاح والتفصيل بأن هؤلاء الخطاة
قد أضاعوا قوتهم في الملذات، لذلك فإنه في يوم الحساب أو كما ذكر الكاتب በዕለተ፡ጻዕቆሙ፡ወጻሕቦሙ "فى
يوم ضيقهم وألمهم" لن يستطيعوا أن يخلصوا بأنفسهم من العقاب الأبدي، ولن
يجدوا من يعينهم وقت محنتهم، ومن ثم فإن الإيضاح كان أشد وقعًا في ذهن المتلقي
وأقوى أثرًا لما يحمله من تهويل وتفخيم للعذاب الذي يحل بهم، وبذلك يكون المسند
إليه المُقَّدم قد ذكر مرتين؛ مرة من خلال الإجمال والإبهام وأخرى من خلال التفصيل
والإيضاح، والشيء إذا ذكر مرتين كان آكدًا في الذهن وأشد تعلقًا بالنفس والتصاقًا.
4- تقديم نائب الفاعل:
-
መንፈሱ፡ለዝናም፡ሶበ፡ይትሐወስ፡እምነ፡መዝገበ፡ዚአሁ፡ይመጽኡ፡መላእክት፡ወያርኅው፡መዝገበ።[58]
-
روح المطر عندما تُحَرَّك
من مخزنها تأتي الملائكة وتفتح المخزن.
تعددت الأغراض البلاغية التي تكمن وراء التقديم، فمنها التوكيد
والاهتمام بالمقدم وتقوية الحكم، وقد اتضحت في تقديم نائب الفاعل መንፈሱ፡ለዝናም "روح
المطر" على كلٍ من الأداة الزمنية ሶበ
والفعل المضارع المبني للمجهول ይትሐወስ ؛ لأهميته داخل سياق
الجملة، فإن سياق فقرات هذا الفصل، ولا سيما هذه الفقرة، في بيان الأسرار التي
كشفها الرب لهينوك وخصه برؤيتها؛ لذلك قدم ما امتن الله به عليه. والأمطار سلاح ذو حدين فكما أن
سقوطها خيرٌ للأرض ولساكنيها فإنها في الوقت نفسه قد تأتى على هيئة طوفان يُغرق
الأرض، لكنها حقيقةً تسير وفق خطة دقيقة أعدها الخالق بمقياس وموعد محددين منذ
الأزل، ومن ثم فإن نائب الفاعل هو الغرض المقصود والمساق له الكلام؛ لذلك اقتضى
تقديمه.
5- تقديم مركب النسبة:
-
ጽናሕ፡ንስቲተ፡ወትሬኢ፡ወይትከሠት፡ለከ፡ኵሉ፡ዘኅቡእ፡ዘተከለ፡እግዚአ፡መናፍስት።[59]
-
انتظر قليلاً فترى وتنكشف
لك كل الأسرار التي أعدها رب الأرواح.
إن تقديم حرف النسب المضاف إليه ضمير المخاطب ለከ
"لك" على نائب الفاعل ኵሉ "كل" إنما
أفاد الاختصاص؛ أي اختصاص هينوك بكشف أسرار السماء التي غرزها رب الأرواح منذ
الأزل، ويرجع استعمال الكاتب للفعل المزيد بالتاء المبني للمجهول ይትከሠት "تنكشف"
إلى العلم بالفاعل الحقيقي القادر على كشف أسرار السماوات، كما أن عطفه على الفعل
المضارع الإخباري ትሬኢ
"ترى" أفاد مطلق الجمع بين الرؤية المادية بالعين وبين التمتع باكتشاف
الرؤية بالروح، واختصاص هينوك بهاتين العطيتين من خلال تقديم مركب النسبة ለከ على نائب الفاعل ኵሉ "كل" إنما يدل
على مكانته الرفيعة لدى الخالق الذي حباه بهذه الرؤية.
-
ይቀውሙ፡በይእቲ፡ዕለት፡ኵሎሙ፡ነገሥት፡ወአዚዘን፡ወልዑላን፡ወእለ፡ይእኅዝዋ፡ለየብስ፡ወይሬእይዎ፡ወያአምርዎ፡ከመ፡ይነብር፡ዲበ፡መንበረ፡ስብሐቲሁ።[60]
-
يقوم في ذلك اليوم كل
الملوك والأوصياء والعلية ومحتلي اليابسة، فينظرون إليه ويعرفونه حيث يجلس على عرش
مجده.
يأتي تقديم مركب النسبة والبدل በይእቲ፡ዕለት "في ذلك
اليوم" على المسند إليه ኵሎሙ "كلهم" بغرض
تحديد زمن قيام الملوك وساكني اليابسة جميعهم ليلقوا ربهم يوم الحساب، هذا بالإضافة
إلى أن استعمال الكاتب للضمير المنفصل ይእቲ الذي يأتى للإشارة إلى
البعيد[61]ربما
يحوي رسالة ينقلها الكاتب إلى المتلقي بعدم اقتراب ذلك اليوم، ومن ثم فالفرصة ما زالت
قائمة للتوبة والرجوع إلى الله.
6-
تقديم الظرف:
-
ትከውን፡መድረ፡ኅሩያነ፡ዚአሁ፡በቅድሜሆሙ፡ምክያደ፡ወአሰረ።[62]
-
تكون أرض مختاريه
أمامهم مداسة ومقيدة[63].
يأتي تقديم ظرف المكان በቅድሜሆሙ "أمامهم" على
خبر ትከውን "تكون" وهو ምክያደ "مداسة" بهدف
إظهار البعد المكاني لأرض المختار -التي يقصد بها شودى Schodde فلسطين[64]-
التي ستكون أمام الملائكة الخطاة[65]ومحبيهم[66]
أشبه بالبيدر؛ فيه تُلقى المحصولات أرضًا، وتدوسها الحيوانات، ويُمَزِّقها النورج
لفصل الحنطة عن التبن، هكذا يكون عقاب الخطاة عندما تطأ أقدامهم الأرض المقدسة،
وبإضافة حرف النسب በ
بوصفه سابقة للظرف فإنه أكد على هذا التحديد المكاني.
7- تقديم اسم ኮነ
"كان":
-
እሉ፡ኵሎሙ፡ቅድሜሁለኅሩይ፡ይከውኑ፡ከመ፡መዓረ፡ግራ፡ዘቅድመ፡ገጸ፡እሳት።[67]
-
هؤلاء جميعهم أمام
المختار يصيرون كالشمع أمام وجه النار.
إن تصدير اسم الإشارة لجمع الغائبين المذكر እሉ على الفعل المساعد ይከውን
"يكون" إنما جاء ليشير إلى جبال من المعادن المختلفة، ومن الجدير بالذكر
أن الكاتب قد ذكر تلك المعادن بشيء من التفصيل في الفقرة الثانية من الفصل نفسه،
وقد شبهها بأعداء الرب المتكبرين منهم والطغاة، ثم عاد واختزلها في اسم الإشارة
المقدَّم ليوضح من خلال هذا التقديم أن سلطة الرب ستتجلى بانصهار الجبال، فالمقام
يقتضى التهويل من عقاب الرب والترهيب منه، فإن كانت الجبال تنصهر فى حضرته وتذوب
فمن ذا الذى يستطيع الفرار من عقابه المنتظر، ولذا قدَّم اسم الإشارة إذ هو الغرض
المقصود والمُسَاق له الكلام.
8- تقديم خبر ኮነ "كان":
-
ወይቤለኒ፡መልአከ፡ሰላም፡ዘምስሌየ፡ይሄሉ፡እሉ፡፪አናብርት፡ላዕለ፡ዕበይ፡ዘእግዚአብሔር፡ድልዋን፡ይሴሰዩ፡ከመ፡መቅሠፍቱ፡ለዘእግዚአብሔር፡ወበከ፡ኢይኩን።[68]
-
وقال لى ملاك السلام
الذي معي إن هذين الوحشين دليل على عظمة الرب وهم مستعدون أن يكونوا طعامًا كعقاب
من الرب، وباطلاً لا يكون.
إن تقديم خبر ይኩን في
صدر الجملة وهو በከ
"باطلاً" جاء أبلغ في الإنكار؛ حيث إن سياق الفقرة يستنكر بطلان عقاب
الرب، وهو موضع العناية والغرض من الكلام، لذا قُدِّم، في حين نجد أن اللفظ نفسه في
الفقرة التالية لهذه الفقرة قد التزم بموضعه في الجملة على هذا النحو ኢትምጻእ፡መሠፍት፡ለእግዚአ፡መናፍስት፡በከ[69] "لا يأتى عقاب رب الأرواح باطلاً" فالمقام
لم يقتض التقديم كما اقتضى في الفقرة الأولى.
9- تقديم المسند إليه:
-
ማይሰ፡ዘመልዕልተ፡ሰማይ፡ተባዕታይ፡ውእቱ፡ወማይ፡ዘመትሕተ፡ምድር፡አንስታይ፡ይእቲ።[70]
-
أما المياه التي أعلى
السماء فهي مذكرة، و[أما] المياه التي تحت الأرض فهي مؤنثة.
إن تقديم المسند إليه فى الجملة الأولى ማይሰ፡ዘመልዕልተ፡ሰማይ "أما المياه التى
أعلى السماء"، ومعطوفه في الجملة الثانية ወማይ፡ዘመትሕተ፡ምድር "والمياه التي تحت
الأرض" أفاد اختصاص المسند ተባዕታይ "مذكر"،
ومعطوفه አንስታይ "مؤنث"
بالمسند إليه المُقَدَّم، وإلحاق الأداة ሰ بالمسند إليه المُقَدَّم
إنما أفاد توكيد اختصاص المياه التي تسقط من السماء بجنس المذكر، واختصاص المياه
التي تنبع من الأرض بجنس المؤنث، ومن ثم يقر الخبر في ذهن المتلقي ويَثْبُت[71]. أما فيما يتعلق بالتزام
الكاتب بالتركيب نفسه في الجملتين فقد نتج عنه نغمة موسيقية متميزة تقوم على
التماثل التركيبي التام. أما المقابلة بين جملة الصلة الأولى ዘመልዕልተ፡ሰማይ "التي أعلى
السماء" ومقابلها في الجملة المعطوفة ዘመትሕተ፡ምድር "التي تحت
الأرض" فقد وردت بهدف إظهار البعد المكاني لمياه الطوفان التي نزلت من أعلى
السماوات على هيئة أمطار غزيرة، وفى الوقت نفسه انفجرت من تحت الأرض وكأنها مجموعة
من العيون والينابيع التي تنفجر بغير حساب، والمراد من هذا الوصف تهويل حدث
الطوفان الذي جرف معه الظالمين والخطاة.
ثالثًا: ظاهرة التأخير في كتاب الأمثال:
يتسم كتاب الأمثال بسمات خاصة في التقديم والتأخير؛ منها
تأخير أحد عناصر الجملة، وتأتي في معظمها تحقيقًا لأغراض بلاغية يقتضيها المقام،
ومن أبرز تلك الظواهر:
1-تأخير المسند الفعلي:
-
ፍኖት፡ዘኅቡእ፡ወዘክሡት፡ዘወርኅ፡ወምሕዋረ፡ፍኖቱ፡ይፌጽም።[72]
-
الطريق المستور
والمكشوف للقمر ومدار طريقه ينتهي.
يأتى تأخير المسند الفعلي ይፌጽም "ينتهى"
ووقوعه آخر الجملة بغرض التركيز على معاني العناصر التي تقدمت؛ فإن تعاقُب كل من
الليل والنهار يكشف مدى التناسق والنظام اللذين يتبعانه، كما أن هذا التأخير قد
هيئ المتلقي لقبوله، ومن ثم كان وقوعه أشد ثبوتًا وأمنع للشك. أما بالنسبة للتضاد
الزمني بين اسمي المفعول ኅቡእ "المستور" وክሡት "المكشوف" فقد
أثار ذهن المتلقي بأن القمر المتغير الذي يختفي في مكان ليظهر في أخر ينتهى عند
نقطة بعينها بأمر من رب الأزمان غير المتغير.
2-تأخير المسند إليه:
-
ወካልእ፡ዘዲበ፡ኵሉ፡ሕማም፡ወዲበ፡ኵሉ፡ቍስል፡ዘውሉደ፡ሰብእ፡ውእቱ፡ሩፋኤል።[73]
-
والثاني الذي فوق كل
مرض و[الذى] فوق كل آلام بنى البشر هو روفائيل.
إن تأخير المسند إليه ሩፋኤል [74]"روفائيل" في
نهاية الجملة، والفصل بينه وبين المسند الإسمي ካልእ "الثاني"
بجملة الصلة ዘዲበ፡ኵሉ፡ሕማም "الذى فوق كل
مرض"، ومعطوفها ወዲበ፡ኵሉ፡ቍስል፡ዘውሉደ፡ሰብእ "وفوق ألم بنى
البشر جميعهم" يحمل تنبيها للمتلقي يجعله يتطلع لما سيُسنَد إليه، ووصف المُسند
غير المعلوم بجملة الصلة ومعطوفها أكد على المهمة التي أُسندت إلى الملاك روفائيل،
وهي شفاء الأمراض، ومدى تأثيرها في حياة البشر. هذا وقد دل ذكر المركب الإضافي ውሉደ፡ሰብእ "بني البشر"
على اختصاص عمل الملاك بخدمة بني البشر دون سواهم من المخلوقات، ومجيء المسند إليه
بعد تلك التراكيب المعترضة كان مؤكدًا لدى النفس؛ لأنه جاء وهي متطلعة إليه مهيأة
لتلقيه.
3-تأخير المفعول به:
-
እስመ፡አነ፡ርኢክዎሙ፡ወአጽገብክዎሙ፡በሰላም፡ለጻድቃንየ።[75]
-
لأنني رأيتهم وارتضيتهم
بسلام أبراري.
يأتى تأخير المفعول به في نهاية الجملة بهدف التركيز على
معاني العناصر التي تقدمت؛ فالجملة الفعلية المعطوفة ወአጽገብክዎሙ "وارتضيتهم" وردت بغرض الإفاضة في وصف حدث
القيامة؛ حيث تقف الخلائق أمام الرب، يعاين الأبرار منهم ويختارهم ليجازيهم أوفر
الجزاء. كما أطنب الكاتب بذكره مركب النسبة በሰላም "بسلام" بغرض
المصاحبة[76]؛ أي
مع سلامٍ ليُطمْئِن الأبرار بأنهم قد سَلِمُوا من العذاب وآمنوا من كل خوفٍ.
4- تأخير فعل ሀለወ بوصفه أداة ربط:
-
እልክቱ፡መላእክት፡ዲበ፡ኀይለ፡ማያት፡ሀለዉ።[77]
-
أولئك الملائكة على قوة
المياه كانوا.
يدل سياق الجملة على أن الغرض المقصود والمساق له الكلام
هو الملائكة المتأهبة التي تسكن المياه وتنتظر أمر الرب لتنفيذ العقاب على الطغاة
من بني البشر، وهذا يقتضي تقديم المسند إليه اسم الإشارة እልክቱ
"أولئك" والبدل መላእክት "الملائكة"[78]على
المسند شبه الجملة ዲበ፡ኀይለ፡ማያት
"على قوة المياه"، ولما كان المركب الإسنادي يخلو من الدلالة الزمنية
فإن أداة الربط ሀለዉ
-المسند إليها ضمير يعود على المسند إليه ويطابقه في النوع والعدد- قد أكسبت
المركب الإسنادى دلالة زمنية توافق سياق الفقرة[79].
نتائج الدراسة:
بعد
معالجة إحدى جوانب الأسلوبية ممثلة في ظواهر الحذف والتقديم والتأخير، تستخلص الدراسة
الأغراض البلاغية التي اقتضاها المقام لكلٍ منهما في كتاب الأمثال على النحو التالي:
أولاً: نتائج دراسة ظاهرة الحذف:
1-ضيق المقام، وقد تجلى هذا الغرض البلاغي عند وصف
الكاتب لصور العديد من الملائكة وصفاتهم؛ لذا اقتضى منه طي المسند إليه، وكذلك عند
وصف حدث يوم القيامة الذي اقتضى حذف خبر ኮነ
"كان".
2-العلم بكلٍ من الفعل والفاعل الحقيقيين، وقد اتضح ذلك
عند حذف الفعل المبني للمجهول.
3-وجود القرينة المعنوية التي ترشد إلى المحذوف وزمنه،
وقد اتضح ذلك عند حذف أداة الربط ኮነ "كان".
4-كمال العناية باللفظ المتصدر؛ إذ هو المقصود من السياق
كحذف المفعول به.
5-كمال الاتصال والتلاحم مما اقتضى حذف واو العطف، نظرًا
لأن العطف بالواو وصل خارجى.
6-قصد العموم، وقد اتضح عند حذف المفعول به بغرض إثبات
المعنى الذي اشتق منه الفعل لفاعله دون نظر إلى تعلقه بمفعول بعينه مما يجعل ذهن المتلقي
ينصرف إلى تصور خيارات عدة.
7-قصد البيان بعد الإبهام، كما ورد عند حذف المفعول
الثاني فتتطلع نفس المتلقي إليه ثم يعود الكاتب ويذكره مما يترك في النفس أثرًا
طيبًا ويكون أبلغ تأثيرًا.
8-الإيجاز والاختصار، كما ورد عند حذف المضاف، وقد دل
عليه قرينة لفظية ذُكرت في فقرة سابقة.
9-إفادة التهويل وما يحمله من تصدير مشاعر الفزع
والرهبة، كما ورد عند حذف المضاف إليه.
10-تجنب التكرار، وقد اتضح عند حذف أداة الاستفهام نظرًا
لذكرها في سياق تقدم، ومن ثم تكون إعادتها تكرارًا لم تدع إليه حاجة.
ثانيًا: نتائج دراسة ظاهرة التقديم والتأخير:
1-الاختصاص؛ أي: قصر العامل المؤخر على معموله المقدم،
وقد اتضح عند تقديم المفعول به في الجملة المثبتة، وكذلك عند تقديم المركب الإضافي
الذي وقع مفعولاً به، وعند تقديم مركب النسبة على نائب الفاعل، وعند تقديم المسند إليه
ومعطوفه على المسند.
2-سبق ما يقتضي تقديمه؛ أي أن الكاتب قدم لفظًا كان في
موضعه في جملة سابقة، واتضح ذلك عند تقديم اسم الإشارة للقريب الذي وقع مفعولاً
به، وعند تقديم خبر ኮነ في صدر الجملة.
3-تقوية الحكم وتأكيده، وقد اتضح عند الاهتمام بالاسم المُقدَّم
على الفعل كتقديم المفعول المنفي، وكتقديم نائب الفاعل على الفعل المبني للمجهول.
4-التهويل من العقاب والترهيب منه، وقد اتضح عند تقديم
المفعول به المتصل به ضمير يعود على الفاعل، وعند تقديم اسم ኮነ
عليها.
5-إفادة تقديم المسند إليه بعد النفي للقصر، وقد اتضح
عند استعمال الكاتب للمسند الفعلي.
6-الإشارة إلى التحديد الزمني عند تقديم ظرف الزمان
المختص على المسند إليه، وإظهار البعد المكاني عند تقديم ظرف المكان على خبر ኮነ.
7-التركيز على معاني العناصر التي تقدمت، وقد اتضح عند
تأخير المسند الفعلي، وكذلك عند تأخير أداة الربط ሀለወ.
8-إفادة التشويق، وقد تجلى ذلك عند تأخير المسند إليه، فعلى
الرغم مما اعترض من تراكيب بين المسند والمسند إليه فإن الكاتب يقظ لطبيعة تركيب
الجملة في اللغة الجعزية، وعلى وعي بها وإن طالت.
[1] - صلاح فضل، علم الأسلوب وصلته بعلم اللغة، مجلة
فصول، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984، مجلد 5، عدد 1-2، ص56.
[2] - تاوريريت بشير، مستويات وآليات التحليل
الأسلوبى للنص الشعرى، جامعة محمد خيضر، الجزائر، 2009، ص5-6.
[3] - فتح الله أحمد سليمان، الأسلوبية: مدخل نظري
ودراسة تطبيقية، دار الآفاق العربية، ط1، 2008، ص44.
[4] - Pseudepigrapha سيدبجرافا: هى مجموعة
الأسفار التي يرجع تاريخها إلى فترة الهيكل الثاني، ولا توجد أية كنيسة تعترف بتلك
الأسفار سوى بعض الأسفار التي اعترفت بها الكنيسة الشرقية وخاصة الحبشية، ويطلق
عليها أسفار الرؤى نظرًا لأنها تُنسب إلى شخصيات تاريخية تتميز بالزُهد الصارم. وتتضمن تلك الأسفار خبايا الخلق وأعمال الخير
والشر. ويعد سفر هينوك أحد أهم تلك الأسفار
حيث يتضمن العديد من الموضوعات يتضح من خلالها أنه أول شخص يكشف له الرب عن أسرار
السماوات كما يتضمن السفر موضوعات تتعلق بالظواهر الفلكية، وقد كان له الفضل في
تصحيح التقويم الذي يتكون من 364 يومًا بما فى ذلك 52 أسبوعًا، بالإضافة إلى
موضوعات تتعلق بيوم الحساب، والتنبؤ بميلاد المسيح، يتخللها رؤية هينوك للملائكة
الساقطة التي زرعت الشر في العالم.
Encyclopaedia
Judaica, Second Edition, Macmillan Reference USA, volume 2, p. 258-259. retrieved
November 20, 2017 from http://www.jevzajcg.me/enciklopedia/Encyclopaedia%20Judaica,%20v.%2002%20(Alr-Az).pdf
[5] - روبرت تشارلز Charles R.H. (1855- 1931) هو باحث أيرلندي الجنسية، تخصص في
علم اللاهوت، له العديد من الإصدارات التي تتعلق بدراسة الكتاب المقدس؛ منها:
النسخة الإثيوبية من سفر اليوبيل العبري 1895، و"رؤيا باروخ" 1896،
و"كتاب أسرار هينوك" 1896، وقد قام بترجمة "سفر هينوك" –موضوع
الدراسة- من اللغة الجعزية (النسخة التي أصدرها ديلمان 1851) إلى اللغة الإنجليزية
مع التعليق عليها عام 1893.
[6] - Apocrypha أبوكريفا: يُطلق هذا الاسم
على مجموعة الأسفار التي يرجع تاريخ كتابتها إلى فترة الهيكل الثاني -كما هو الحال مع أسفار السيدبجرافا-
والتي لا تنتمى إلى الأسفار القانونية التي تضم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وعلى الرغم من أن الكنيستين الكاثوليكية
والأرثوذكسية اليونانية قد أدرجتاها ضمن الأسفار القانونية فإن الكنيسة
البروتوستانتية أنكرت قدسيتها، وإن كانت قد اعترفت بعد ذلك بأنها أسفار تستحق
القراءة، وتضم الأسفار الآتية على الترتيب: طوبيا، يهوديت، بن سيراخ، حكمة سليمان،
مكابيين1، مكابيين2، عزرا3، تتمة سفر أستير، باروخ، رسالة ارميا، تتمة دانيال،
مكابيين3، مكابيين4، صلاة منسى، مزمور151، عزرا4.
Encyclopaedia
Judaica, volume 2, p. 258.
[7]- Charles, R.
H. The book of Enoch “1 Enoch”, the Clarendon press, Oxford, 1893, p. 41.
[8] - تنتمى اللغات
السلافية إلى مجموعة اللغات الهندوأوربية، والتي يتحدث بها معظم دول أوروبا
الشرقية، ودول البلقان وأجزاء من أوروبا الوسطى وشمال آسيا، وقد كانت تسمى
السلافية الكنسية التي تشكلت في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين من لهجات تأثرت
بترجمة الكتاب المقدس والشعائر الكنسية من اللغة اليونانية في مقدونيا الجنوبية،
وقد توارت عن الاستعمال بداية من القرن الثاني عشر ولكنها بقيت لغة للكنيسة
الأرثوذكسية الشرقية.
See: The
Encyclopaedia Britannica, by E.B. company, LTD, London, 14th
edition, 1929-1932, vol 20, pp. 787: 788.
[9]- Richard Gottheil, Enno Littmann, books of Enoch (Ethiopic and
Slavonic), 1906, v.5, p.179. retrieved December 15, 2017 from https://jewishencyclopedia.com/articles/5773-enoch-books-of-ethiopic-and-slavonic
[10]- Ullendorff, E.
The Scottish Historical Review, James Bruce of Kinnaird, Edinburgh University
press, oct.1953, p.133.
[11]- Charles, The
book of Enoch, p. 18.
[12]- Charles, The Apocrypha and Pseudepigrapha of The Old Testament, The
Clarendon press, Oxford, 1st published 1913, reprinted 1963-1964,
p.167.
[13]- Charles, The
book of Enoch “1 Enoch”, p. 57.
[14]- Burkitt, F.
Crawford. Jewish and Christian Apocalypses, Oxford University press, 1914,
p.27.
[15] - يختلف تقسيم سفر
هينوك عنه في أسفار العهدين القديم والجديد، حتى في أسفار الأبوكريفا الأخرى في أن
تلك الأسفار تنقسم إلى إصحاحات يحتوى كل منها على عدد من الفقرات، بيد أن سفر
هينوك ينفرد عن غيره من الأسفار في طريقة تقسيم الإصحاحات إلى فصول. انظر: منال
عبد الفتاح، سفر هينوخ، قراءة فى مضمون النص الحبشي، رسالة المشرق، مركز الدراسات
الشرقية، جامعة القاهرة،2006، مجلد 19،
عدد 3-4، ص219.
[16]- see; Charles,
The book of Enoch, p. xlvii-lii.
Gottheil and Littmann, books of Enoch, p. 180.
Sparks, H. F. The Apocryphal Old Testament,
the Clarendon press, Oxford, 1984, p. 173: 177.
[17] - منال عبد الفتاح، سفر هينوخ، قراءة في مضمون النص الحبشي،
ص219: 224.
[18]-ክፍል 51:1
[19]- Sparks, The
Apocryphal Old Testament, p.174.
[20]-ክፍል 69:27
[21] - ابن منظور، لسان
العرب، دار المعارف، دون تاريخ، ص810
[22] - عبد القاهر الجرجاني،
دلائل الإعجاز، تحقيق: محمود محمد شاكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000،
ص146.
[23]-ክፍል 69:12
[24]-ክፍል 59:2
[25] - ኮነ
في الجعزية تقابل عمل كان وأخواتها في
العربية حيث ترفع الاسم الذي يليها في الرتبة وتنصب الخبر.
See:
Dillmann, A. Ethiopic grammar, translated by James A. Crichton, London,
Williams & Norgate, 1907, p. 500-501.
[26]-ክፍል 41:8
[27] - ابن هشام الأنصارى،
شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار
الطلائع، القاهرة، 2004، ص215.
[28] - كثيرًا ما يرد المضارع الإخباري في الجعزية
للتعبير عن الأحداث الماضية في سياق الرؤى رغبة من الكاتب في استحضار المشهد
المنصرم للزمن الحاضر أمام المتلقي، وقد أطلق عليه وليم رايت William
wright مصطلح “Historical present” أي: المضارع التاريخي واصفًا إياه
بالتصوير الحي للأحداث الماضية.
See: Wright, W.
A Grammar of the Arabic Language, Librairie Du Liban, Beirut, 1981, vol 2, p.
18
[29]-ክፍል 63:7
[30] - قد تميز
كتاب الأمثال بمصطلح መላእክተ፡መቅሠፍት
"ملائكة العقاب" ويصف به ملائكة
يقومون بمهام تختلف عن طبيعتهم؛ فبالإضافة إلى المهمة الموكلة إليهم، وهى عقاب
الطغاة فهم أيضًا أعداء للرب، كما يصفهم الكاتب فى الفقرة 54: 6
بأنهم رسل الشيطان استنادًا إلى ما ورد في سفر أيوب 2: 1 وسفر زكريا
الإصحاح الثالث.
[31]-ክፍል 43:2
[32]- Schodde,
George H. The book of Enoch, Library of Wellesley College, 1911, p.123.
[33] - انظر:عبد القاهر
الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص243، محمد بن على السكاكي، مفتاح العلوم، تحقيق: نعيم
زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1987، ص252.
[34]- ክፍል 61:5
[35]-ክፍል 39:11
[36] -السكاكي، مفتاح العلوم، ص228.
[37]-ክፍል 66:2
[38]- Dillmann, Ethiopic grammar, p. 438-439.
[39]-ክፍል 69:19
[40] - عبد العظيم محمد
المطعنى، خصائص التعبير القرأني وسماته البلاغية، جزء2، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1،
1992، ص44.
[41]-ክፍል 60:3
[42] - يتحدث الكاتب في هذا الفصل بلسان نوح وليس
هينوك، وهذا ما يؤكده شودى Schodde ويستدل على ذلك بأن
محتوى الفصل يشير إلى زمن يلى زمن كتابة سفر التكوين 5: 32 ؛ أى بعد موت هينوك،
ومن ثم فإن نوح وليس هينوك هو من تلقى تلك الرؤية، خاصة وأن أحداثها تدور حول قصة
الطوفان، ويستطرد شودى قائلاً إن كلاً من نوح وهينوك قد تلقيا الوحى
وفقًا لما ورد فى تكوين 6: 13.
See: Schodde, The
book of Enoch, p. 155.
[43]-ክፍል 41:1
[44] - عبد العظيم المطعني،
خصائص التعبير القرأني، ج2، ص38.
[45]-ክፍል 69:14
[46]- Dillmann, Ethiopic grammar, p.480.
[47] - لم يفرق ديلمان Dillmann باستعماله مصطلح مسند ومسند إليه بين الجملة الاسمية والفعلية
فتأتي أمثلته مزيجًا بين النوعين
See: Dillmann, Ethiopic grammar, p.490, 503.
[48]-ክፍል 41:5
[49]-ክፍል 56:8
هذه الفقرة مستمدة من سفر عدد 16: 31 "ونزلوا هم وكل الذين معهم أحياء إلى
الهاوية".
ወወረዱ፡እሙንቱ፡ወኵሉ፡ዘዚአሆሙ፡ሕያዋኒሆሙ፡ውስተ፡ሲኦል።
ኦሪት፡ዘኍልቍ 16፡31
[50]-ክፍል 45:2
[51]- Schodde, The
book of Enoch, p. 122.
[52] - رغم أن الفعل ዐርገ "صعد" ومعطوفه በጽሐ "وصل" من الأفعال اللازمة فإنهما قد تعديا إلى
مفعوليهما بحرف النسب المحذوف ለ ، وبعد اسقاطه ضُمِّن الفعل معنى ما يتعدى بنفسه، ودلالة
هذا الحذف أن تتوفر العناية على ما يلي حرف النسب، وهو استحالة صعود المذنبين إلى
السماوات وكذلك استحالة وصولهم إلى الأرضٍ، وهذا لا يتحقق بذكر حرف النسب.
[53]-ክፍል 61:3
[54]-ክፍል 60:23
[55]-ክፍል 41:1
[56]-ክፍል 59:2
[57]-ክፍል 48:8
[58]-ክፍል 60:21
[59]-ክፍል 52:5
[60]-ክፍል 62:3
[61] - يذكر ديلمان أن ضمير الغائب المنفصل للمفرد
المؤنث ይእቲ قد يستعمل بوصفه اسمًا للإشارة للبعيد.
See: Dillmann, Ethiopic grammar, p.336.
[62]-ክፍል 56:6
[63] - هذه الفقرة مستمدة من اشعيا 21:10 وارميا
51:33 وميخا 4:12.
[64]- Schodde, The book
of Enoch, p. 144.
[65] - قد ورد لفظ መላእክተ፡መቅሠፍት
ملائكة العقاب للمرة الأولى فى 53: 3 ثم فى 56:
1 -62: 11 -63: 1 بينما قد أُشير إليه فى هذه الفقرة من خلال ضمير الإضافة لجمع
الغائبين الذى اتصل بظرف المكان በቅድመ.
[66] - يرى شودى Schodde أن محبى ملائكة العقاب هم الملوك المتسلطون على
الأرض.
See: Schodde, The
book of Enoch, p. 144.
[67]-ክፍል 52:6
[68]-ክፍል 60:24
[69]-ክፍል 60:25
[70]-ክፍል 54:8
[71] - فكرة تجسيد العناصر
المدمرة يوم القيامة؛ منها ما هو مذكر ومنها ما هو مؤنث ليس لها دلالة بعينها
لكنها تتفق وبعض الفقرات التالية لهذه الفقرة مثل 60: 7-8 ، وربما استند الكاتب
إلى ما ورد فى سفر التكوين 7:11 وأيوب 38:16.
[72]-ክፍል 41:7
[73]-ክፍል 40:9
[74] - ሩፋኤል "روفائيل": اسم علم من الفعل ረፍአ
بمعنى شفى، داوى من الفعل العبرى רפא بالمعنى نفسه ومنه جاءت تسمية רפאל بمعنى الله الشافى.
Leslau, W.
Comparative Dictionary of Ge’ez, otto Harrassowitz, Wiesbaden, 1991, p. 463
אברהם
אבן שושן, מלון בן שושן בשישה כרכים, המילון החדש בע״מ, ישראל 2006 , עמ״1796.
وقد ورد ذكره لأول مرة فى سفر طوبيا 12:15
بأنه أحد الملائكة السبع الواقفين أمام الله، وفيما يتعلق بالمهام الموكلة إليه
فوفقًا لما ورد في سفر طوبيا أنه تضرع إلى الرب كي يشفى طوبيا من العمى، وينقذ
زوجة ابن طوبيا من الشيطان، وبالفعل استجاب الرب، وقد ورد ذكره مرة أخرى في سفر
يوحنا 5: 1-4 عندما أرسله الرب ليُحرك مياه بركة بيت حسدا فيُشفى أول مريض ينزل
إليها.
[75]-ክፍል 45:6
[76]- المعنى الوظيفي الأساسي للـ በ
هو الإلصاق، وقد تعددت المعاني الوظيفية له وفقًا للسياق، ومنها المصاحبة التي يحسن في
موضعها (مع). لمعرفة المزيد عن المعانى الوظيفية لحروف النسب انظر: عمر صابر عبد
الجليل، حروف الجر فى العربية، دراسة نحوية في ضوء علم اللغات السامية المقارن،
دار الثقافة العربية، القاهرة، 2000م.- سالى وليم سعيد، مكملات الجملة الفعلية فى
اللغات السامية الغربية وفى اللغة القبطية، دراسة لغوية تقابلية. رسالة دكتوراه
غير منشورة، 2011، ص109: 153.
See: Dillmann, Ethiopic grammar, p.389-390.
[77]-ክፍል 66:2
[78] - እልክቱ "أولئك" اسم الإشارة للبعيد يشار
به إلى መላእክተ፡መቅሠፍት "ملائكة
العقاب"وقد سبق الإشارة إلى طبيعتهم.
[79]- Dillmann, Ethiopic grammar, p. 500.
ثبت المراجع العربية والأجنبية:
أولاً: المراجع العربية:
-
ابن منظور (جمال الدين محمد بن مكرم الأنصارى):
لسان العرب، تحقيق: عبد الله على الكبير وآخرون، دار المعارف، القاهرة، 1300هـ.
-
ابن هشام (أبو محمد بن عبد الله بن يوسف): شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، تحقيق: الفاخورى، دار الجيل، بيروت، الطبعة
الأولى، 1408هـ - 1988م.
-
تاوريريت بشير: مستويات وآليات التحليل الأسلوبى للنص الشعري، جامعة
محمد خيضر، الجزائر، 2009.
-
سالى وليم سعيد، مكملات الجملة الفعلية في اللغات السامية الغربية وفي
اللغة القبطية، دراسة لغوية تقابلية، رسالة دكتوراه غير منشورة، 2011.
-
صلاح فضل: علم الأسلوب وصلته بعلم اللغة، مجلة فصول، مطابع الهيئة
المصرية العامة للكتاب، 1984، مجلد 5، عدد 1-2.
-
عبد العظيم محمد المطعني: خصائص التعبير
القرأني وسماته البلاغية، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1992.
-
عبد القاهر الجرجانى: دلائل الإعجاز، تحقيق:
محمود محمد شاكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000.
-
عمر صابر عبد الجليل، حروف الجر في العربية، دراسة نحوية في ضوء علم اللغات
السامية المقارن، دار الثقافة العربية، القاهرة، 2000م.
-
فتح الله أحمد سليمان: الأسلوبية: مدخل نظري ودراسة تطبيقية، دار
الآفاق العربية، ط1، 2008.
-
محمد بن على السكاكى: مفتاح العلوم، تحقيق:
نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1987.
-
منال عبد الفتاح: سفر هينوخ، قراءة في مضمون
النص الحبشي، رسالة المشرق، مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، 2006، مجلد 19.
-
---------------: سفر هينوك (أخنوخ)، ترجمة، مكتبة النصر، جامعة القاهرة، 2009.
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
Burkitt,
F. Crawford. Jewish and Christian Apocalypses, Oxford University press,
1914
Charles,
R. H. The book of Enoch or 1 Enoch, translated from the Editors Ethiopic
text, The Clarendon press, Oxford, 1912.
---------- . The Apocrypha
and Pseudepigrapha of the Old Testament, The Clarendon
press, Oxford, 1st published 1913, reprinted 1963-1964.
Dillmann , August. Ethiopic grammar, translated
by James A. Crichton, London, Williams & Norgate, 1907.
---------- . Liber
Henoch, Aethiopice, ad quinque codicum fidem editus, Lipsiae, Mdcccli.
1851.
Leslau, Walf. Comparative Dictionary of Ge’ez, Otto
Harrassowitz, Wiesbaden, 1991.
Gottheil, Richard. Littmann, Enno. Books of Enoch
(Ethiopic and Slavonic), 1906. from www.jewishencyclopedia.com
Schodde,
George H. The book of Enoch, translated from the Ethiopic, Library of
Wellesley College, 1911.
Sparks, H. F. D. The Apocryphal Old Testament,
The Clarendon press, Oxford, 1984.
Ullendorff,
Edward. The Scottish Historical Review, James Bruce of Kinnaird,
Edinburgh University press, oct.1953.
William Wright, A Grammar of the Arabic Language,
Librairie Du Liban, Beirut, 1981.
ብሉይ፡ኪዳን፤ተኀትመ፡በትእይንተ፡አሥመራ፡ በኮከበ፡ጽባሕ፡ቤተ፡ ማኅተም፡ዘማኅበረ፡ ሐዋርያት፡ ፍሬ፡ሃይማኖት፡እለየኀትሙ፡ መጻሕፍተ፡ ቅዱሳተ፤በ ፲ወ፱፻፶ወ፭ ዓ/ም (1962 AD.)
ወንጌል፡ቅዱስ፤በትንሣእኤ፡ዘጉባኤ፡ማተሚያ፡ቤት፡ታተመ፤አዲስ፡አበባ፤
በ ፲ወ፱፻፺ወ፮ ዓ/ም (2003 AD.)
-
אברהם אבן שושן, מלון בן
שושן בשישה כרכים, המילון החדש בע״מ, ישראל
2006.
ثالثًا:
مواقع إليكترونية:
http://www.jevzajcg.me/enciklopedia/Encyclopaedia%20Judaica,%20v.%2002%20(Alr-Az).pdf
https://jewishencyclopedia.com/articles/5773-enoch-books-of-ethiopic-and-slavonic
