مفاهيم أساسية في الصرف
العبري وعلم المفردات
1-1: الكلمات والمورفيمات:
ليست اللغة مجرد جمع عشوائى من الكلمات، لكنها
منظومة تشتمل على طرائق متعددة للتعبير عن الدلالات المختلفة بشكل مقتصد أحياناً
وثرى أحياناً أخرى. وتعد الكلمة حجر الأساس الذى تعتمد عليه اللغة للتعبير عن تلك
الدلالات، لذا عرَّفها بعض اللغويين بأنها أصغر وحدة لغوية حرة ذات معنى. وجدير
بالذكر أن هناك علاقة بين بنية الكلمة ودلالتها فى المنظومة العامة للغة. فعلى
سبيل المثال تتشابه الكلمات ذات البنية الصرفية المتشابهة فى بنيتها الدلالية كذلك
مثل الكلمات: מַגְהֵץ- מַחְשֵׁב - מַפְתֵחַ وكذلك הָלַכְתִי - לָמַדְתִי - בָּזַקְתִי. فالمجموعة الأولى من هذه الكلمات تعبر عن اسم
آلة، لأن هذه الدلالة من الدلالات التى يعبر عنها وزن מַקְטֵל فى اللغة العبرية. أما المجموعة الثانية فتعبر عن أفعال، لأن اللاحقة (תִי) لا تلحق إلا بالفعل المتصرف فى الزمن الماضى.
فإذا لم نتعرف على دلالة كلمة مثل בָּזַקְתִי بشكل دقيق فإننا من خلال بنيتها الصرفية سنعرف أنها فعل مصرف فى الزمن
الماضى مع ضمير المتكلم، أى أنه من الممكن استنتاج جزء من الدلالة من خلال هذا
التشابه الصرفى.
ويدرس علم الصرف (מוֹרְפוֹלוֹגיָה) (תוֹרַת הצּוּרוֹת) بنية الكلمة ودلالة العناصر المكونة لها
كالجذور والأوزان والسوابق واللواحق والدواخل، ويدرس كذلك الطرق التى ترتبط من
خلالها هذة العناصر بعضها ببعض. فالكلمات تتكون من وحدات صرفية صغيرة يطلق على كل
وحدة منها مصطلح (מוֹרְפֵימָה) (צורָן)(مورفيم). فمثلاً كلمة : אוֹפְּטִיקַאי - תִקּוּן מִשְׁקָפוֹת يمكن تحليلها إلى وحدات صرفية أصغر منها لكل
وحدة دلالة خاصة. وذلك على النحو التالى:
- אוֹפְּטִיקַאי ← אוֹפְּטִיקָה + ַאי
- תִקּוּן מִשְׁקָפוֹת ← תִקּוּן = الجذر (ת / ק / ן) + القالب (קִטּוּל) & מִשְׁקָפוֹת = الجذر (ש / ק / ף) + القالب (מִקְטֶלֶת) + مورفيم الجمع וֹת
يلاحظ فى المثال السابق أن لكل وحدة صرفية من
الوحدات التالية (الجذر - القالب – الزائدة
" ַאי / וֹת " ) وكذلك لكلمة (אוֹפְּטִיקָה) دلالة خاصة. ولا يمكن تحليل تلك الوحدات
الصرفية إلى وحدات أصغر منها، لذلك يطلق على كل وحدة منها مصطلح (צורָן) (مورفيم)، وهو ما يعرفه اللغويون بأنه أصغر
وحدة صرفية ذات دلالة بحيث لا يمكن تحليلها إلى وحدات صرفية أصغر منها.
1-2: الفونيم – المقطع – المورفيم:
يعرف فريق من اللغويين الفونيم بأنه أصغر وحدة
صوتية يؤدى استبدالها إلى تغيير معنى الكلمة. بينما المقطع (المكون على الأقل من
صامت وحركة) هو الوحدة الصوتية المكوِّنة للكلمات. أما المورفيم – كمل سبق وذكرنا –
فهو أصغر وحدة صرفية ذات دلالة بحيث لا يمكن تحليلها إلى وحدات صرفية أصغر منها.
إذن فما العلاقة بين الفونيم والمقطع من جهة وبين المورفيم من جهة أخرى؟
للإجابة على السؤال المتقدم تنبغى الإشارة إلى
أن الفونيم والمقطع هما الوحدات الصوتية المكوِّنة للكلمات، لكنهما لا يشتملان على
دلالة خاصة. فمثلاً عند تقسيم كلمة (תִיקִים) إلى مقاطع نجدها ترد على النحو التالى: (תִי- קִים). فكل مقطع من المقطعين السابقين ليس له دلالة
خاصة. وكذلك ليس له دلالة تساهم فى تشكيل الدلالة العامة للكلمة، أى أنها مقاطع
مفرغة من الدلالة. أما عند تقسيمها إلى مورفيمات فنجدها على النحو التالى : (תִיק حقيبة - ִים / علامة الجمع). هذا يعنى أن كل مورفيم حمل
جزءاً من دلالة الكلمة (حقائب). وبناء على ذلك فالفونيمات والمقاطع هى وحدات صوتية
تساهم فى بناء الكلمة لكنها لا تشتمل فى حد ذاتها على دلالة، أما المورفيمات
فتشتمل على دلالات خاصة محددة .
وتقسم المورفيمات بشكل عام إلى مجموعتين، المجموعة الأولى هى مجموعة المورفيمات المعجمية. وهى المورفيمات التى تحيل إلى الأشياء فى البيئة المحيطة بالإنسان كأن نقول مثلاً : سيارة – شجرة – قلم – ولد – بنت ....... إلخ. وتشتمل هذه المجموعة على عدد لا حصر له من المورفيمات. والمجموعة الثانية هى مجموعة المورفيمات النحوية. وهى المورفيمات التى تؤدى وظائف لغوية كأدوات الربط وأسماء الإشارة ....... إلخ. وتنقسم مورفيمات المجموعة الثانية بدورها كذلك وفق اعتبارين، اعتبار البنية واعتبار الوظيفة. أما تقسيمها وفقاً للبنية فنجدها إما أن تكون مورفيمات حرة أو مورفيمات مقيدة، فالمورفيم الحر هو ذلك المورفيم الذى يمكن استخدامه منفرداً دون أن يتصل بمورفيم آخر، أو بتعبير آخر هو ذلك المورفيم الذى يشتغل فى مجموعات تركيبية أخرى مثل الضمير الشخصى المنفصل وضمائر الإشارة. أما المورفيم المقيد فهو ذلك المورفيم الذى لا يرد إلا متصلاً بمورفيم آخر. أو بتعبير آخر هو المورفيم الذى يرتبط وجوباً بمورفيمات أخرى مثل ضمائر الملكية ولواحق الجمع. وأما تقسيمها وفقاً لوظيفتها فنجدها إما أن تكون مورفيمات اشتقاقية أو مورفيمات تصريفة.
1-3: المورفيم الاشتقاقى – المورفيم التصريفى:
تُنتج المورفيمات الاشتقاقية كلمات فى
صورتها الأساسية، أى كما تظهر فى معجم اللغة (لكسيمات). فمثلاً كلمة (סְפּוֹרְטַאי) تتكون من مورفيمى
اشتقاق هما (סְפּוֹרְט) + (ַאי). وكلمة (כַּרְטִיסָן) تتكون من (כַּרְטִיס) + ( ָן ). لذا فإن هاتين الكلمتين (סְפּוֹרְטַאי) و (כַּרְטִיסָן) هما كلمتان رئيستان تظهران هكذا فى معجم اللغة
دون تغيير. ونجد كذلك كلمة مثل (מַחְשֵׁב) تظهر بهذا الشكل فى المعجم باعتبارها كلمة أساسية تتكون من مورفيمين هما
: مورفيم الجذر (ח/ש/ב) ومورفيم الوزن (מַקְטֵל) وكلاهما مورفيم اشتقاقى. ويمكن أن نضيف لهذه الكلمة مورفيماً آخر مثل
المورفيم (- וֹן) فنحصل فى المعجم أيضاً على كلمة (מַחְשְׁבוֹן). وهو ما يدل على أنه مورفيم اشتقاقي أضاف كلمة
أساسية إلى معجم اللغة. وكذلك نجد كلمة (הִקְשִׁיב) تتكون من مورفيمى اشتقاق هما مورفيم الجذر (ק / שׁ / ב) ومورفيم الوزن (הִפְעִיל) . يتضح مما تقدم أن مورفيمى الجذر والوزن يساهمان فى اشتقاق الكلمات من
خلال صب الجذر داخل الوزن فينتج اسم أو فعل حسب الوزن الذى يصب فيه الجذر. غير أن
العبرية تشتمل على بعض الكلمات التى تتكون من مورفيم واحد، ولا يمكن تحليل هذا
المورفيم إلا ماهو أصغر منه، أى أنها لا تتكون من جذر ووزن مثل : תַרְנְגוֹל - פִּתְאוֹם - שֻׁלְחָן - אָסוֹן - אֶגוֹז – צְפַרְדֵעַ.
أما المورفيمات
التصريفية فلا تُنتج كلمات أساسية يمكن أن تمثل مداخلاً معجمية فى معجم اللغة
ولا تغير من الدلالة الرئيسة لتلك المداخل المعجمية. لكنها تُنتج صيغاً متنوعة
لذات الكلمة، أى أنها تغير من شكلها فقط. فمثلاً عند إضافة المورفيم التصريفى
الدال على الجمع (ִים) لكلمة (סְפּוֹרְטַאי) تنتج صيغة أخرى هى (סְפּוֹרְטָאִים). غير أن هذه الصيغة الأخيرة لا تعد مدخلاً
معجمياً مستقلاً بذاته وإنما هى شكل من أشكال الكلمة الأساسية (סְפּוֹרְטַאי). ومن أمثلة المورفيمات التصريفية كذلك
المورفيم (ִית) الذى يستخدم للتأنيث كما فى كلمة (כַּרְטִיסָנִית)، وأيضاً المورفيم (-ךָ) الدال على الملكية كما فى كلمة (מַחְשֵׁבְךָ). وخلاصة الأمر إن إضافة مورفيمات الاشتقاق للكلمة تُنتج كلمات جديدة. أما
إضافة مورفيات التصريف إليها فتنتج صيغاً مختلفة من ذات الكلمة، لكنها لا تُنتِج
كلمات جديدة.
من هنا نجد أن علم الصرف يهتم فى الأساس بدراسة
مجالين هما: الاشتقاق والتصريف. ويدرس الاشتقاق الصيغ الأساسية ومبانيها والعلاقة
بين تلك المبانى ودلالاتها، بينما التصريف يدرس الصيغ الصرفية والتغيرات التى تطرأ
عليها بما يتفق وموقعها فى البنى الأكثر اتساعاً مثل المركبات والجمل. هذا من جهة،
ومن جهة أخرى نجد أن المورفيمات ترتبط ببعضها بطريقتين هما: طريقة الارتباط الدمجى
وطريقة الارتباط الخطى. ومن خلال طريقتى الارتباط هاتين تشتق العديد من الكلمات
العبرية. ويمكن توضيح ذلك على النحو التالى:
1-4: الارتباط الدمجى والارتباط الخطى:
1-4-1- الارتباط الدمجى :
يقصد
بالارتباط الدمجى أن يدمج مورفيمان فى بعضهما كما يحدث بين الجذر والوزن مثل:
- מַבְרֵג = القالب (מַקְטֵל) + الجذر ( ב / ר / ג)
- תַרְסִיס = القالب (תַקְטִיל) + الجذر (ר / ס / ס)
- הִשְׁתִיק = القالب (הִפְעִיל) + الجذر (ש / ת / ק )
وتعتبر هذه الطريقة
(دمج الجذر فى الوزن) هى وسيلة الاشتقاق الأساسية المستخدمة فى بناء الكلمات
العبرية، فبها تنتج جميع الأفعال العبرية وكثير من الأسماء. حيث يتحدد نوع الكلمة
المنتجة بناء على المعنى الأساسى للجذر ودلالة الوزن المدمج فيه ذلك الجذر.
1-4-2- الارتباط الخطى :
يقصد بالارتباط الخطى
توارد المورفيمات الواحد تلو الآخر، لا أن تدمج فى بعضهاكما رأينا فى الطريقة
الأولى. وتستخدم هذه الطريقة فى إنتاج بعض الأسماء مثل كلمة : (מַחְשְׁבוֹן) التى تتكون من كلمة (מַחְשֵׁב) + الزائدة (וֹן). علماً بأن الزائدة
فى اللغة قد تلحق بآخر الكلمة عندئذ يطلق عليها (סוּפִית)(لاحقة)، وقد تسبق
الكلمة عندئذ يطلق عليها (תְחִילִית)(سابقة) مثل السابقة (עַל) فى كلمة (עַל - יְסוּדִי)، وكذلك السابقة (דוֹ-) فى كلمة (דוֹ-סִטְרִי)، والسابقة (בֵּין-) فى كلمة (בֵּין-לְאֻמִי)، وقد ترد الزائدة فى وسط الكلمة عندئذ يطلق عليها
حشواً أو داخلة كما فى (כוֹתֵב).
ومن الملاحظ أن معظم المورفيمات التصريفية
ترتبط بالكلمات عن طريق الاشتقاق الخطى.
مثال ذلك كلمة : מַחְשֵׁב + ִים - وكلمة מָסַר + תִי . ويمكن توضيح ذلك من خلال الجدول التالى:
|
الكلمة |
מִסְעָדָה |
מִסְעֲדָן |
מִסְעֲדָנוּת |
|
التحليل
المورفيمى |
الجذر סעד + الوزن מִקְטָלָה |
الكلمة الأساسية מִסְעָדָה +اللاحقة الاشتقاقية ָן |
الكلمة الأساسية מִסְעֲדָן + اللاحقة الاشتقاقية וּת |
|
نوع
الاشتقاق |
جذر + قالب |
كلمة أساسية + لاحقة اشتقاقية |
كلمة أساسية + لاحقة اشتقاقية |
|
طريقة
الارتباط |
دمجى |
خطى |
خطى |