موقع يهتم بالدراسات السامية، ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودي

موقع يهتم بالدراسات السامية بشقيها اللغوي والفكري. ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودية

إعلان الرئيسية

 

التصريف (הַנְּטִיָּה)

2-1: الصيغة المتصرفة:

 لا يستطبع المرء عند الاستخدام اللغوى أن يكتفى بالصيغ الأساسية للكلمات، لأنه حتماً سيكون بحاجة إلى تصريفات لتلك الصيغ. ويتم إجراء هذه التصريفات عن طريق مورفيمات التصريف، لكن إضافة تلك المورفيمات لا تنتج مداخلاً معجمية جديدة، بل تنتج صيغاً مختلفة من ذات الكلمة. فمثلاً الكلمات סִפְרֵיהֶם - פְּרָחִים - שְׁבִירוֹת - תַלְמִידָן - אֶכְעַס - כָּתַבְנוּ ليست كلمات أساسية، لكنها صيغاً تصريفية لكلمات أساسية هى : סֵפֶר - פֶּרַח - שָׁבִיר - תַלְמִיד - כָּעַס כָּתַב.

ويلاحظ أن معظم مورفيمات التصريف السابقة ترد فى آخر الكلمة، لذلك يطلق عليها لواحق تصريفية (סופיות) كما فى الكلمات : סִפְרֵיהֶם - פְּרָחִים - שְׁבִירוֹת ، وبعضها الآخر يرد فى بداية الكلمة لذا يطلق عليها سوابق تصريفية (תחיליות) كما فى الكلمتين : אֶכְעַס - תַקְשִׁיבוּ . علماً بأن الزوائد التصريفية يطلق عليها بشكل عام فى العبرية مصطلح (מוספיות) سواء أكانت سابقة على الصيغة أم لاحقة عليها أم بداخلها.

وللتصريف دور مهم فى أية لغة إنسانية، إذ إنه يساعد فى عملية الاقتصاد اللغوى، حيث يتم التعبير عن دلالات مختلفة من خلال صيغة تصريفية واحدة. فمثلا كلمة مثل : שְׁבוּ على الرغم من قصرها إلا أنها تحمل دلالة الجملة التالية: أنا آمرك / نحن نأمركم بالجلوس . وقد تم التعبير عن هذه الدلالة من خلال مجموعة من المورفيمات هى :

1- مورفيما الاشتقاق         مورفيم الجذر שׁ / ב  +  مورفيم الوزن المكون من صامت ساكن + صامت محرك بالشوروق

2- مورفيم التصريف          וּ  للدلالة على الأمر مع جمع المخاطبين

ولمورفيمات التصريف - مثل باقى المورفيمات - دلالات محددة كأن تدل على : النوع – العدد- الزمن – الصيغة – الضمير.

2-2: النوع والعدد:

إن التصريف وفقاً للنوع يؤدى إلى إنتاج مجموعتين فى اللغة العبرية هما مجموعة الأسماء المذكرة ومجموعة الأسماء المؤنثة مثل:

תלמיד - תלמידה

מלצר - מלצרית

נמוך - נמוכה

ממלכתי - ממלכתית

כותב - כותבת

ولا تمتلك الصيغة المذكرة لواحق تصريفية خاصة، أى أن غياب المورفيم التصريفى يكون دليلاً على الصيغة المذكرة. وقد جرت العادة على أن يطلق على هذا النوع من المورفيمات (zero-morpheme)(المورفيم الصفرى). وجدير بالذكر أن هذه الصيغة (صيغة المفرد المذكر) هى الصيغة التى نستخدمها كى نمثل بها للكلمات المختلفة، ذلك أنها تخلو من أية زوائد تصريفية. أما صيغة المفردة المؤنثة فيتم إضافة بعض اللواحق التصريفية إليها مثل اللاحقة (ָה) كما فى كلمة (תלמידה) – (נמוכה) أو اللاحقة (ת) كما فى كلمة: (כותבת) – (מלצרית). ويطبق التصريف وفق النوع على الصفة واسم العدد وصيغ المضارع وبعض من الأسماء الخاصة بالكائنات الحية مثل:

סַפָּר - סַפָּרִית

מהנדס - מהנדסת

חתול - חתולה

 وهذا يعنى أن اختلاف النوع البيولوجى فى الواقع ينعكس فى التصريف. فى حين توجد أسماء أخرى لا تخضع لقاعدة التصريف وفق النوع مثل : שלחן - מַחברת - החלטה . فالأول لا مؤنث له والثانى والثالث لا مذكر لهما. وفى حالة الأسماء المؤنثة الدالة على غير الكائنات الحية (أى التى لا تأتى منها صيغ مذكرة) كما فى (מַחברת - החלטה ) تكون مورفيمات التأنيث المختلفة الملحقة بها من قبيل المورفيمات الاشتقاقية لا التصريفية. وهناك بعض الأسماء التى تتشابه فى بنيتها الصرفية مثل :  משא - משאית / מפרש מפרשית/ כתיב - כתיבה / משמר משמרת لكنها لا تعد أشكالاً تصريفية مختلفة لذات الصيغة. ذلك أن كل ثنائى منها لا يشتمل على كلمة أساسية وأخرى متصرفة منها، لأن كلتا الكلمتين هما كلمات أساسية ذوات دلالات مختلفة، ومن ثم فالفارق بينها فارق اشتقاقى وليس تصريفياً.                                   

 أما التصريف وفقاً للعدد فينتج كذلك مجموعتين هما: المفرد والجمع . ويميز المورفيم (ִים) صيغ جمع المذكر مثل (מלצרים - נמוכים - כותבים)، بينما يميز المورفيم  (ות) صيغ جمع المؤنث مثل (מלצרות - נמוכות - כותבות). لكن تجدر الإشارة إلى أن اللغة العبرية تشتمل على عدد غير قليل من الأسماء التى يلحق بها مورفيم جمع المذكر (ִים) وهى مؤنثة فى الأصل مثل (ביצים - תאנים). كما تشتمل على عدد كبير من الأسماء التى يلحق بها مورفيم التأنيث (ות) وهى مذكرة مثل (שמות - סולמות - חלונות). وتوجد بها كذلك صيغ مفردة لا ترد منها صيغ جمع مثل (מֶדַע)، وصيغ جمع لا مفرد لها مثل(פָּנִים).  وبالإضافة إلى هاتين المجموعتين الرئيستين سالفتى الذكر نجد مجموعة أخرى محدودة الاستعمال هى مجموعة الأسماء المثناة، تلك الأسماء التى تنتهى بالمورفيم (ַיִם). فمن المحتمل أن جميع الأسماء فى فترة مبكرة من تاريخ اللغة العبرية كانت قابلة للتصريف فى الجمع والمثنى. غير أن هذه الصيغة السامية القديمة (المثنى) لم تعد موجودة الآن فى اللغة العبرية إلا مع أسماء قليلة ترتبط فى الأساس بالكلمات الدالة على الثنائية مثل أعضاء الجسم المزدوجة وقطع الملابس المزدوجة مثل: ידים - רגלים - עינים - משקפים - נעלים - גרבים - מכנסים. وبالنظر إلى النوع الذى تنتمى إليه تلك الكلمات نجد أن معظم أعضاء الجسم المثناة هى أسماء مؤنثة وما عداها من الأسماء المثناة أسماء مذكرة باستثناء كلمة (נעלים) فهى مؤنثة لذا نقول: מכנסים קצרים / נעלים שחורות . وقد اتسعت دلالة  مورفيم التثنية هذا فى معظم هذه الكلمات حتى أصبح يعبر عن معنى الجمع أيضاً إلى جانب دلالته الأساسية على الثنية، إذ لا توجد صيغة أخرى غير هذه الصيغ للتعبير عن الجمع، فصيغة المثنى (ידים) مثلاً هى المستخدمة كذلك للتعبير عن الجمع (آيادى).            

2-3: الزمن والصيغة :

  إذا كان مورفيما النوع والعدد يميزان - فى الأساس- الصيغ الاسمية، فإن مورفيمى الزمن والصيغة يميزان الأفعال فقط، فالأفعال وحدها هى التى تشتمل على مورفيمات تعبر عن الزمن والصيغة. وينتج التصريف وفقاً للزمن ثلاث مجموعات هى : الماضى -  الحاضر – المستقبل. فالماضى مثل : דברנו - חשבתי - הקשבתי .  والحاضر مثل: מדברים - חושבת - מקשיב . والمستقبل مثل: נדבר - אחשוב נקשיב.                                  

وتختلف المواقع التى ترد بها مورفيمات الزمن، فمثلاً ترد المورفيمات الدالة على الزمن الماضى فى آخر الصيغة. بينما ترد المورفيمات الدالة على الاستقبال (אית"ן) فى أولها . وأحياناً ترد معها كذلك مورفيمات فى نهاية الصيغة للدلالة على النوع مثل (נה). أما صيغة الزمن الحال فمعظم مورفيمات الزمن الخاصة بها ترد فى بدايتها وبخاصة مورفيم (الميم) (מ). ويتمثل دور مورفيمات التصريف - كما تقدم - فى مسألة الاقتصاد اللغوى. فمثلاً مورفيم التصريف فى كلمة (כתבתָ) يعبر عن الدلالات التالية:                                               

 - الزمن الماضى                                    

- ضمير المخاطب                                                  

- المذكر                          

 - المفرد                                

ومن ثم فلا داعى لذكر الضمير (אתה).                         

ونظراً لخلو صيغة الماضى المتصرفة مع المفرد الغائب من الزوائد التصريفية فإنها تعد بمثابة الصيغة الأساسية للفعل مثل : דבֵר - חשב התבטל. وهناك بعض السمات المميزة لمورفيمات الزمن فى الفعل يوضحها الجدول التالى :              

 

المستقبل

الحاضر

الماضى

السوابق (אית"ן)

السابقة (מ - )

اللاحقة (- ת)

- تأتى مورفيمات التصريف الداله على الاستقبال فقط فى أول الكلمة مثل :            אכתב - יכתב נכתב.                 

 - لا يخلو فعل مصرف فى المستقبل من هذه السوابق.                

- تشير السابقة (מ) إلى الزمن الحاضر مع معظم الأفعال مثل:    מדברים מקשיב.  - ترد هذه السابقة فى خمسة أوزان فعلية هى: הפעיל מסכים

הופעל     מודבק

פעֵל       מקשר פועל     מפוטר 

התפעל   מתפרק  

- ترد مورفيمات التصريف الخاصة بصيغة الماضى فقط فى آخر الكلمة، أى أن صيغة الماضى تتميز بقبولها اللواحق التصريفية فقط مثل:  כתבתי- כתבתָ כְתבתם          

- تعد التاء أكثر الصوامت استخداماً كلاحقة دالة على الزمن الماضى.                

والأمر الذى تجدر الإشارة إليه فى هذا الموضع هو أن تناول العبرية الحديثة لمسألة الزمن يختلف - إلى حد كبير - عن تناول العبرية القديمة لهذه المسألة. فالعبرية الحديثة تعبر عن الزمن من خلال الصيغة الصرفية، على العكس من العبرية القديمة التى تعبر عن الزمن من خلال التركيب لا الصيغة . وهذا يعنى أن الصيغة الصرفية التى هى فى العبرية الحديثة أحادية الدلالة الزمنية كانت تستخدم فى العبرية القديمة بدلالات زمنية متعددة وفقاً لما يقتضيه التركيب أو السياق. ولعل هذا يدفعنا إلى القول بوجود نوعين من الزمن فى اللغة العبرية هما الزمن الصرفى الذى عرفه الدكتور تمام حسان بأنه زمن الصيغة خارج السياق، وهو ما تتبعه اللغة العبرية الحديثة وزمن نحوى وهو ما عرفه الدكتور تمام كذلك بأنه زمن الصيغة داخل السياق، وهو ما كان متبعاً فى العبرية القديمة شأنها فى ذلك شأن العربية الفصحى وبعض اللغات السامية الأخرى مثل اللغة الأكادية. الأمر الذى دفع معظم المستشرقين إلى إطلاق مصطلح الصيغة التامة على كل صيغة تعبر عن تمام الحدث بغض النظر عن بنيتها الصرفية أو التوقيت الذى يقع فيه الحدث بالنسبة للحظة التكلم، وإطلاق مصطلح الصيغة غير التامة على كل صيغة تعبر عن عدم تمام الحدث حتى وإن كان واقعاً قبل لحظة التكلم، وهو ما أطلق عليه نحاة العربية القدامى  " حكاية الحال الماضية ".                                     غير أن العبرية الحديثة – شأنها فى ذلك شأن بعض مستويات العربية الفصحى المعاصرة – قد أخذت بعضاً من الركام اللغوى القديم، أى بعضاً من الدلالات الزمنية التى أبت التطور. لذا نجدها تستخدم أحياناً - وبخاصة فى أسلوب السرد القصصى - الزمن النحوى لا الصرفى . بمعنى أن الصيغة فى هذا السياق السردى لا ينظر إليها نظرة أحادية الدلالة، أى أنها لو جاءت فى الصيغة الصرفية المعبرة عن الزمن الحالى فى سياق سردى لعبرت عن الزمن الماضى. ولو استخدمت كذلك الصيغة الصرفية المعبرة عن الاستقبال فى سياق طلبى لعبرت عن التلطف فى الأمر.

أما التصريف وفق الصيغة فينتج ثلاث مجموعات هى : 

- صيغة الإخبار דֶרֶךְ הַחִוּוּי

- صيغة الأمر דֶרֶך הַצִוּוּי

- صيغة المصدر דֶרֶך הַמָּקוֹר

  أولاً: صيغة الإخبار דֶרֶךְ הַחִוּוּי

يتم استخدام صيغة الإخبار فى أسلوب القص والحكاية (السرد). وذلك للتعبير عن أحداث وقعت قبل لحظة التكلم (ماضية) أو أحداث تقع متزامنة مع لحظة التكلم(حالية) أو أحداث ستقع بعد لحظة التكلم (مستقبلية). وهذا يعنى أن تلك الصيغ تزودنا بمعلومات قابلة للتصديق أو للتكذيب. غير أن أسلوب القص والحكاية (السرد) يتميز باستخدامه صيغة المضارع للتعبير عن الزمن الماضى، وذلك لاستحضار المشهد الماضى أمام المتلقى. الأمر الذى يُخرج الصيغة المضارعة عن دلالتها الزمنية المنوطة بها فى الأساس لتعبر عن الماضى فى هذا السياق السردى وهو ما يطلق عليه (حكاية الحال الماضية). وهذا الأسلوب خاص ببعض مستويات الاستخدام اللغوى مثل الكتابة الأدبية ولغة الصحافة.                             

ولا نستطيع الحديث عن الصيغة الإخبارية دون الإشارة إلى الصيغة الإنشائية التى تزودنا بمعلومات غير قابلة للتصديق أو للتكذيب. ولهذه الصيغة قوالب خاصة بها. وهى تعد من أهم السمات المميزة لعبرية العهد القديم. لذا يقتصر استخدامها فى العبرية المعاصرة على اللغة الأدبية. ولهذه الصيغ دلالات محددة تعبر عنها وهى:   

1- الدلالة على الطلب من المخاطب أو الغائب فقط. وتختلف هذه الصيغ عن غيرها من الصيغ عن طريق تغيير فى حركات الفعل الأصلية. فنجد بها حركة تسيريه بدلاً من حيرق جادول، وحركة الحولام بدلاً من القبوتس. وهذا الصيغ نادرة لا ترد إلا فى الصيغ التى تسند إليها الضمائر. كذلك لا ترد من الفعل الصحيح إلا فى وزن (הִפְעִיל) مثل: יַקְטִיל ليقتل / תַקְטֵל لتقتل.  وترد كذلك من الفعل الأجوف المجرد كما فى יָקוּם ←יָקֹם ليقم.                  

2- التعبير عن الرغبة من قبل المتكلم. وذلك بإضافة اللاحقة (ָה) إلى الصيغة، مثل (אֶשְׁמְרָה أريد أن أحرس – لأحرسنَّ) & (נִשְׁמְרָה نريد أن نحرس – لنحرسنَّ) & (אַזְכִּירָה أريد أن أذكر – لأذكرنَّ).                            

ثانياً: صيغة الأمر דֶרֶך הַצִוּוּי                                       

لا يعبر الأمر فى حد  ذاته عن زمن، لأنه لا يعبر عن أن حدثاً ما وقع فى الماضى أو يقع الآن أو سيقع فى المستقبل. فعند قولنا : כתֹב את שמך כאן ! فإننا نستخدم صيغة الأمر التى من شأنها أن تدفع المخاطب إلى القيام بفعل ما. تلك الصيغة التى تعبر عن أمر أو توجيه أو طلب موجه من المتكلم إلى المخاطب. وفى بعض الأحيان – وتحديداً فى العبرية الدارجة - يتم استخدام صيغة الاستقبال بدلاً من الأمر بغرض التخفيف من وطأة الكلام، فتقول مثلاً (תכתב) بدلاً (כתֹב). وهذا يعنى إضفاء درجة من التلطف فى الأمر. غير أن هذا الاستخدام شاع لدرجة أنه أصبح مستخدماً فى عبرية الحديث سواء فى حالة التلطف فى الأمر أو فى حالة الأمر العادى، الأمر الذى جعل منه ظاهرة أسلوبية تميز العديد من الكتابات الأدبية. مما يشير إلى أنه قد تخطى مستوى الاستخدام اللغوى الدارج إلى المستوى الأدبى.                                                                            

ثالثاً: صيغة المصدر דֶרֶך הַמָּקוֹר

إن المصدر لا يعبر عن زمن لأنه لا يعبر عن حدث وقع فى الماضى أو سيحدث فى المستقبل. وتتشابه صيغة المصدر مع صيغة المستقبل وصيغة الأمر المقابلين له فى نفس الوزن. فبدلاً من استخدام حروف (אית"ן) مع صيغ الاستقبال يتم استخدام حرف (ל - ) قبل صيغة المصدر مثل: לדרוך- להיבהר - לבקר - להתפרץ. ويلاحظ أنه فى بعض مستويات الاستخدام اللغوى تستخدم صيغ أخرى للمصدر كما فى جملة: הַכֵן את הכרטיס המגנטי לפני הגיעךָ לקופה . وتشيع هذه الصيغ فى عبرية العهد القديم مثل : אלה תולדות השמים והארץ בְּהִבָּרְאָם ביום עֲשׂוֹת הי אלהים ארץ ושמים . (التكوين 2/1). فصيغتا (הִבָּרְאָם - עֲשׂוֹת) هما صيغتا مصدر مقابلتان للصيغتين :  כשנבראו عندما خُلقت -  עשה عند خلق. ومن الأمور التى يجب أن ننوه بها فى هذا الموضع هو أن صيغتى الأمر والمصدر لا تردان نهائياً من الأوزان الموضوعة - فى الأساس - للدالة على البناء للمجهول مثل: פועל - הופעל . وفى حالة الصعوبة فى التوصل إلى الوزن الوارد عليه المصدر أو الأمر يجب الإتيان بالصيغة الأساسيه للفعل، أى صيغة الماضى المتصرفة مع الغائب أو مقارنة تلك الصيغ بصيغ الاستقبال. ويوضح الجدول التالى هذا الأمــر             

الوزن

الصيغة الأساسية

المستقبل

الأمر

المصدر

פָּעַל

דָרַך

ידרך

דרך

לדרך

נִפְעַל

נִכְנַס

יִכָּנֵס

הִכָּנֵס

להכנס

פִּעל

בִּקֵּר

יבַקר

בַּקֵּר

לְבקר

התפעל

התפרץ

יתפרץ

התפרץ

להתפָּרֵץ

2-4- الضمير :

إن التصريف وفقاً للضمير متشعب للغاية، ويعبر عن دلالات ووظائف متعددة. وينتج التصريف وفقاً للضمير ثلاث مجموعات أساسية هى :          

- مجموعة المتكلم

- مجموعة المخاطب

- مجموعة الغائب

وبداخل كل مجموعة من هذه المجموعات الثلاث توجد مجموعات فرعية، لأن الضمائر العبرية تشير كذلك إلى النوع والعدد. ففى ضمير المتكلم يوجد فارق فقط فى العدد مثل:                                                                 

- הלכתי אני                 

- הלכנו אנחנו

ولا يوجد فارق بينها فى النوع. لكن نلاحظ فى ضمير المخاطب والغائب وجود فارق فى النوع والعدد مثل:                                                        

 הקשבתָ         אתה

 הקשבתְ         את

 הקשבתם      אתם

 הקשבתן      אתן

جمع

مفرد

الضمير

אנחנו

אני

ضمير المتكلم

אתם / אתן

אתה / את

ضمير المخاطب

הם / הן

הוא / היא

ضمير الغائب

علماً بأن ضمير المتكلم وضمير المخاطب يشيران إلى المرسل والمرسل إليه بينما يشير ضمير الغائب إلى كل شىء فى العالم الخارجى.                              

ويطلق على هذه الضمائر فى العبرية مصطلح (כנויים). ذلك المصطلح الذى يشير إلى وجود بديل لشىء ما أو لشخص ما، فمثلاً فى جملة (רותי רקדה ) نجد أن كلمة (רותי) تشير إلى اسم خاص يمكن استبداله بالضمير (היא ) فنقول (היא רקדה). وكذلك يعد المورفيم (ָה ) الذى يرد فى آخر الفعل ليدل على تصريفه فى الزمن الماضى مع الغائبة المؤنثة بديلاً لكلمة (רותי) أو (היא).      

ويجب التمييز فى هذا الموضع بين الضمائر المنفصلة والضمائر المتصلة. فالضمائر المنفصلة تستعمل بديلاً للأسماء لذا ترد بشكل مستقل، أى لا ترد متصلة بكلمات أخرى. من هنا فإنها تعد كلمات أساسية فى معجم اللغة، أو بتعبير آخر فإنها تمثل مداخل معجمية مستقلة. أما الضمائر المتصلة فتعد مورفيمات مقيدة، بمعنى أنها لا ترد إلا لصيقة بكلمة أخرى. ومن ثم فلا تعد مداخل معجمية مستقلة يمكن البحث عنها فى معجمات اللغة.                                                    

وتلحق مورفيمات التصريف الضميرية إما بالأفعال أو بالأسماء أو بمورفيمات النسب. ومع كل مقولة صرفية من المقولات السابقة تتنوع دلالة المورفيم، حيث ترتبط كل دلالة - فى الأساس- بالمورفيم المعبر عنها، كأن يكون مورفيم ملكية أو مفعولية .......الخ. مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك مورفيمات ضميرية تلزم إضافتها للكلمة، وهناك مورفيمات ضميرية تكون إضافتها للكلمة إليها اختيارياً أى تكون خاضعة للأسلوب.                                                     

ويمكن التمثيل لاتصال الضمائر بالفعل والاسم ومورفيمات النسب  على النحو التالى:                                                                            

2-4-1- اتصال الضمائر بالفعل:                                             

تعبر الضمائر المتصلة بالفعل فى الماضى والمستقبل - فى الأساس - عن فاعل الفعل مثل : סיפרתם - תבטיח - הופתעתי - תרקדי . أما فى صيغة الأمر فتشير الضمائر إلى متلقى الأمر، لذلك يكون التصريف فقط مع ضمائر المخاطب مثل כתוב - רקדי - הקשיבי. وتعدكل هذه الضمائر من قبيل المورفيمات المقيدة، أى أنه لا يمكن ذكر فعل كهذا دون أن تتصل به هذه المورفيمات، فلا يمكن القول: הלך אתה - סיפר אנחנו .                                    

ويمكن أن يتصل بالفعل كذلك ضمير مفعولية، أى الضمير المعبر عن متلقى الفعل. وهذا الضمير يتصل بالفعل المتصرف فى الماضى والحاضر والمستقبل، كما يتصل  بصيغتى الأمر والمصدر مثل: חיפשתיו - אבקשנה - הביאיהו - להשמיעם . فهذه الضمائر تعد بدائل للمفعول المباشر، غير أنه لا يلزم اتصالها بالفعل، لأن عملية الاتصال هذه سمة مميزة لعبرية العهد القديم، على عكس العبرية المعاصرة التى تفضل استخدام ضمير المفعولية المنفصل. فمثلاً يقال فى العبرية المعاصرة: חיפשתי אותו وليس חיפשתיו. فلم تعد تستعمل تلك الصيغ المقرائية فى العبرية المعاصرة إلا فى اللغة الأدبية فحسب.                           

2-4-2- اتصال الضمائر بالاسم :

تعبر المورفيمات التصريفية المتصلة بالأسماء - فى الأساس - عن الملكية مثل : מחברתךָ - אביו - דבריכם - מחשבותינו. وهذه  المورفيمات إما أن تتصل بالاسم المفرد أو تتصل بالاسم الجمع. وثمة فروق طفيفة بين هذه المورفيمات المتصلة بالمفرد وتلك المتصلة بالجمع . فالاسم فى صيغة الجمع ينتهى بـ (י)  عند إضافة ضمائر الملكية إليه، فتقول (משרדינו) (مكاتبنا) بدلاً من (משרדנו) (مكتبنا) فى المفرد. وكذلك (עבודתכם) (عملكم ) بدلاً من (עבודותיכם ) (أعمالكم ). ولا يلزم اتصال هذه الضمائر (ضمائر الملكية) بالاسم، إذ يمكن أن ترد منفصلة عنه فنقول : הבית שלנו بدلاً من : ביתנו . ويشيع استخدام الصيغ المتصل بها ضمائر الملكية فى اللغة الأدبية.                    

2-4-3- اتصال الضمائر بمورفيمات النسب :

تعبر المورفيمات التصريفية المتصلة بمورفيمات النسب عن العلاقة بالذوات المختلفة مثل : עליךָ - אליו - בגללנו - שלי - בשבילם. ويلزم إضافة هذه المورفيات إلى مورفيمات النسب، فلا يصح القول : בגלל אנחנו - של אני.

- ملحوظة:                                                                        

تتشابه المورفيمات التصريفية المتصلة بمورفيمات النسب مع تلك المتصلة بالأسماء، فبعضها يتصرف كما لو كنا نصرف اسماً مفرداً وبعضها يتصرف كما لو كنا نصرف اسما جمعاً. وذلك على النحو التالى:                                       

- مورفيمات النسب المتصرفة تصريف الاسم المفرد مع ضمائر الملكية:     

مورفيم النسب

الاسم

בשביל

סוס

בשבילי

סוסִי

בשבילךָ

סוסךָ

בשבילָם

סוסָם

- مورفيمات النسب المتصرفة تصريف الاسم الجمع مع ضمائر الملكية:       

أداة النسب

الاسم

על

סוסִים

עָלַי

סוסַי

עָלֶיךָ

סוסֶיךָ

עֲלֵיהֶם

סוסֶיהם

2-5: النظام التصريفى:

يطلق على الصيغ المتصرفة وفقاً للزمن أو العدد أو النوع منظومة التصريف أو النظام التصريفى للغة. وللفعل العبرى نظام تصريفى  متشعب ومعقد. فمن جهة الزمن يصرف الفعل فى أزمنة ثلاثة هى :  (الماضى – الحاضر  - المستقبل ). ومن جهة الصيغة نجد فى العبرية الصيغة الإخبارية وصيغتى الأمر والمصدر. وداخل هذه التصريفات نجد تمييزاً بين الضمائر المختلفة، أو على الأقل نجد تمييزاً من ناحية النوع والعدد. وكذلك للاسم نظام تصريفى واسع المجال، حيث يصرف الاسم وفقاً للنوع والعدد، كما تضاف له ضمائر الملكية المختلفة.                        

وجدير بالذكر أن كل هذه المنظومة التصريفية المعقدة تكون مخزونة فى ذهن أفراد الجماعة اللغوية منذ سن مبكرة وبخاصة عند أبناء اللغة الأصليين، حيث يسحبون من هذا المخزون ما يحتاجونه عند الكلام أو الكتابة فمثلاً عندما يقال: התכניות החדשות יתחילו מחר يكون المتحدث على علم بكيفية تصريف الاسم (תכנית) فى المفرد والجمع، وكذلك يكون على علم بكيفية تصريف الصفة (חדש) فى المذكر والمؤنث والجمع المذكر والجمع المؤنث، كما يكون على علم أيضاً بتصريف الفعل (התחיל) فى الأزمنة والصيغ المختلفة.                     

2-6: ظواهر تصريفية خاصة:                                                   

يعتبر التصريف أحد الأنظمة المضطردة فى اللغة، لكن على الرغم من ذلك ثمة ظواهر تصريفية خاصة تمثل شذوذاً عن القاعدة. فهناك بعض الكلمات تشذ أحياناً عن بعض قواعد التصريف المعتادة، وهناك كلمات لا تصرف فى جميع الإمكانيات التى يتيحها النظام التصريفى للغة.ونمثل لذلك على النحو التالى :                 

בחירות / עזרים  لا ترد منها صيغ مفردة                                

חמור / גמל        لا ترد منها صيغ مؤنثة                                 

ومن أمثلة شذوذ الأفعال عن القاعدة المضطردة :                                 

הוא נפטר מהמחלה    (مات جراء المرض ).  فعند تحويل هذه الجملة من الزمن الماضى إلى المستقبل نقول הוא ימות מהמחלה  وليس יִפָּטֵר. فمثل هذه الكلمات التى تسد فجوة تعجز كلمة متصرفة أخرى أن تسدها يطلق عليها مصطلح  (תשלים/ סופְלֶצְיָה) أى (مكمل تصريفى/ عنصر تكميلى). وبالإضافة إلى ذلك هناك كلمات نظامها التصريفى يكون قاصر فى بعض الحالات، ومن ثم يتم اللجوء إلى كلمة أخرى لسد هذا النقص. ومثال ذلك كلمة (תַגִּיד ) فى جملة : האשה תגיד את האמת ، حيث تتحول هذه الكلمة عند صياغة الجملة فى الزمن الماضى إلى (אָמְרָה ) وليس (הִגִּידָה). وهذا الأسلوب هو المتبع الآن فى العبرية الدارجة.  

ويؤدى تغير الزمن أحياناً إلى تغير الوزن الفعلى. فمثلاً قد يتحول وزن الفعل من الوزن البسيط إلى الوزن المضعف عند تحويل زمن الجملة من الماضى إلى الزمن الحال كما فى : פָּחַדְתִי מהכלב  אני מפחד מהכלב  . ففى الجملة السابقة تحول الفعل פָחַד من وزن (פָעַל) فى الزمن الماضى إلى وزن (פיעל פחֵד)  فى الزمن الحال .                                                           

وهناك نوع آخر من المكملات التصريفية مثل استخدام صيغ جمع المذكر لجمع بعض الصيغ المؤنثة مثل אשה נשים  والعكس מקור מקורות. وكذلك هناك العديد من أسماء الحيوانات التى تختلف فيها الصيغ المؤنثة كليةً عن الصيغ المذكرة مثل :                                                              

חמור אתון / גמל נאקה / אריה לביאה

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button