موقع يهتم بالدراسات السامية، ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودي

موقع يهتم بالدراسات السامية بشقيها اللغوي والفكري. ويولي اهتماما خاصا باللغة العبرية والثقافة اليهودية

إعلان الرئيسية

 التوليد اللغوى

يجرى حديثنا الآن عن التوليد اللغوى، ونعنى به تحديداً فى هذا الموضع التوليد الصرفى. وهذا النوع من التوليد يعتمد على إعادة تشكيل البنى الصرفية المستقرة سلفاً فى اللغة مما يؤدى إلى إنتاج بنى صرفية جديدة ذات دلالات خاصة. وتتم هذه العملية فى اللغة العبرية  بطريقتين، الأولى: طريقة الاشتقاق الخطى التى تعتمد فى الأساس على كلمة موجودة بالفعل تعتبر بمثابة قاعدة يبنى عليها. وهى طريقة تساهم فى إنتاج العديد من الكلمات، وذلك من خلال إضافة زوائد اشتقاقية إلى الكلمة الأساسية أو من خلال ربط كلمتين أساسيتين ببعضهما، الأمر الذى يؤدى إلى عملية إثراء مستمرة للثروة اللفظية. والثانية طريقة الاشتقاق الدمجى التى تعتمد على دمج جذر فى وزن. ولهذه الطريقة الأخيرة دور كبير فى إثراء الثروة اللفظية، وذلك من خلال مجموعة من الوسائل نوضحها على النحو التالى:                           

 4-1-1: استحداث دمج جذر فى وزن :                                   

المقصود باستحداث دمج جذر فى وزن هو أن يكون الجذر والوزن قائمين بالفعل فى اللغة، ولكن لم يسبق أن تم دمجهما معاً. وهذا يعنى أن دمجهما سينتج صيغة جديدة تحمل دلالة جديدة. ومن الأمور المستقرة بالفعل فى اللغة العبرية اشتمالها على سبعة أوزان فعلية وعشرات الأوزان الاسمية بالإضافة إلى مئات الجذور. ولكن بطبيعة الحال لم تدمج كل جذور اللغة فى جميع الأوزان. لذا نجد  أوزاناً اسمية وفعلية موجودة بالفعل فى اللغة لكن لا تدمج فيها جذور تدمج فى أوزان أخرى. فإذا ما قمنا بملء تلك الأوزان بتلك الجذور التى لم تلتق معها من قبل فسوف ينُتج لنا هذا اللقاء صيغاً جديدة ذات دلالات جديدة تسهم فى إثراء الثروة اللفظية.  ويوضح الجدولان التاليان العلاقة  بين الجذور من جهة والأوزان الفعلية والأوزان الاسمية فى اللغة العبرية من جهة أخرى:                  

جدول (1) :                                    

الوزن الفعلى

الجذر

הִתְפַּעֵל

הִפְעִיל

פִעֵל

פָּעַל

 

ל/ב/שׁ

הִתְלַבֵּשׁ

הִלְבִּישׁ

-

לָבַשׁ

הִתְפַּנָּה

הִפְנָה

פִּנָּה

פָּנָה

פּ/נ/ ה-י

הִתְלַכֵּד

-

לִכֵּד

לָכַד

ל-כ-ד

 جدول (2) :

الوزن الاسمى

الجذر

הַקְטָלָה

קְטִילָה

קְטוּל

מִקְטָל

מַקְטֵל

הַזְרָקָה

זְרִיקָה

-

-

מַזְרֵק

ז-ר-ק

הַפְגָשָׁה

פְּגִישָׁה

-

מִפְגָשׁ

-

פ-ג-ש

הַרְכָּשָׁה

רְכִישָׁה

רְכוּשׁ

-

-

ר-כ-שׁ

ملحوظات:

- تعبر الخانات الفارغة فى الجدول رقم (1) أن الجذر (ל/ב/שׁ) لا يدمج فى وزن (פִעֵל)، وأن الجذر (ל-כ-ד) لا يدمج فى وزن (הִפְעִיל)، وذلك وفق القواعد المعيارية للغة العبرية.                                                               

- تعبر الخانات الفارغة فى الجدول رقم (2) أن الجذر (ז-ר-ק) لا يدمج فى وزنى מִקְטָל / קְטוּל، وأن الجذر פ-ג-ש لا يدمج فى وزنى מַקְטֵל / קְטוּל، وأن الجذر ר-כ-שׁ لا يدمج فى وزنى מַקְטֵל / מִקְטָל.  لكن بمرور الوقت ومع تطور اللغة قد تُملأ مثل هذه الفراغات فتنتج بذلك كلمات جديدة لم تكن موجودة من قبل فى معجم اللغة. لكن التساؤل المطروح الآن يتعلق بالقائمين على ملئها. فقد يكون هؤلاء من العامة أو من المتخصصين. فالطفل مثلاً يستخدم بعض الصيغ غير المعتادة بشكل عفوى، ويرجع ذلك لعدم تمييزه بين ما هو معيارى وما هو غير معيارى. وقد تستخدم طائفة فى المجتمع – بشكل عفوى كذلك - مفردات خاصة فيما بينها خارجة عما ألفته الجماعة اللغوية. ومع شيوع تلك المفردات فإنها تنتقل من الاستعمال المحدود إلى عموم الاستعمال، بحيث تصبح بعد فترة من الزمن نماذجاً يقاس عليها. ويؤدى ذلك بدوره إلى توسيع الثروة اللفظية وإثرائها. وقد يقوم  بهذا الدور المتخصصون، أى أعضاء الأكاديميات والمجامع اللغوية الذين ينتمون إلى تخصصات مختلفة، حيث تضطرهم الحاجة الملحة إلى بعض الكلمات والمصطلحات إلى توليد بنى صرفية جديدة تسد حاجاتهم كما فى الكلمات: שַׁלָּט / מִרְקָע / מַחְשֵׁב / מִחְשׁוּב / מַדְפֶּסֶת.                                                                       

4-1-2: إنتاج جذور جديدة:

من الأمور المستقرة – كما تقدم - فى النظام الصرفى للغة العبرية عدد الأوزان الفعلية، فعددها يكاد يكون ثابتاً وهو سبعة أوزان. لكن الجذور قد تتزايد بشكل مضطرد. ونظراً لأن كل جذر جديد من شأنه أن يُكَوِّنُ أسرة لفظية من خلال دمجه فى العديد من الأوزان، فإنه بذلك يؤدى إلى إثراء الثروة اللفظية. ليس هذا فحسب، بل إن كل عملية دمج جذر فى وزن لإنتاج كلمة جديدة قد تستتبعها عملية أخرى يتم فيها إضافة زوائد اشتقاقية إلى الكلمة المنتجة مما يزيد من مفردات الأسرة اللفظية للجذر ذاته ومنها إلى الثروة اللفظية فى اللغة بشكل عام. ونعرض فيما يلى طرق إنتاج الجذور الجديدة فى اللغة العبرية:                     

4-1-2-1: إنتاج جذور من صيغ اسمية:

قد يتم إنتاج جذر من اسم، وبعد ذلك يتم دمج ذلك الجذر الجديد فى أوزان فعلية أو أوزان اسمية. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة ليست حديثة العهد فى العبرية المعاصرة وأنها كانت متبعة فى فترات سابقة إلا أنها قد شاعت الآن بشكل كبير، علماً بأن الأسماء المنتج منها هذه الجذور الجديدة قد تكون أسماء عبرية أصيلة أو أسماء أجنبية. فمن أمثلة النوع الأول الاسم: שׁוּק الذى اشتق منه الجذر: שׁ/ו/ק . ومن ذلك الجذر تم اشتقاق صيغ مثل: שִׁוֵּק/שִׁווּק/לְשַׁוֵּק. ومن ذلك أيضاً الاسم : גַרְעִין الذى اشتق منه الجذر: ג/ר/ע/ן. ومن ذلك الجذر اشتقت أيضاً صيغ مثل: לְגַרְעֵן/ מְגֻרְעָן / גַרְעֶנֶת. ومن أمثلة النوع الثانى الاسم: נַיְלוֹן الذى اشتق منه الجذر: נ/י/ל/ן . ومن ذلك الجذر اشتقت صيغ مثل: לְנַיְלֵן/ נִילוּן. وكذلك الاسم (טלפון) الذى اشتق منه الجذر : ט/ל/פ/ן ومنه اشتقت صيغ مثل: טִלְפֵּן / לְטַלְפֵן.             

 4-1-2-2: إنتاج جذور ثانوية:                                               

هناك حالات يتم فيها دمج جذر موجود بالفعل فى وزن. وبعد ذلك يتم اجتزاء أحد صوامت الوزن وإضافته إلى الجذر الذى أدمج فيه بحيث يصير جزءاً لا يتجزأ منه مكوناً بذلك جذراً جديداً. فمثلاً عند دمج الجذر: ספר فى الوزن الاسمى מִקְטָל ينتج لنا الاسم מִסְפָּר. ذلك الاسم الذى يعد جسراً اشتق منه الجذر الرباعى: מ/ס/פּ/ר من خلال اتصال الزائدة الاشتقاقية (מִ-) به اتصالاً غير منفصم، وهو ما يطلق عليه الجذر الثانوى (שרש תִנְיָנִי). ومن ذلك الجذر الثانوى اشتقت صيغ مثل: מִסְפֵּר / מִסְפּוּר / לְמַסְפֵּר. ومن الملاحظ أن دلالة الجذر الثانوى تكون أقرب إلى دلالة الكلمة الجسر من الدلالة العامة للجذر الرئيس. ويوضح الجدول التالى نماذج للجذور الرئيسة والجذور الثانوية والكلمات الجسور، وذلك على النحو التالى:                                                 

الاسم الجديد

الفعل الجديد

الجذر الثانوى

الكلمة الجسر

الجذر الرئيس

מִקּוּם/ הִתְמַקְּמוּת

מִקֵּם / הִתְמַקֵּם

מ/ק/ם

מָקוֹם

ק/ו/ם

מִמְסָד

מִסֵּד

מ/ס/ד

מוֹסָד

י/ס/ד


4-1-2-3: تكرار صامت جذرى أو أكثر:

من الوسائل التى يتم من خلالها إنتاج جذور جديدة تضعيف صامت أو أكثر من الصوامت المكونة للجذر. فمثلاً إلى جانب الكلمات (סָפַר/מִסְפָּר) توجد كلمات مثل (סִפְרֵר/ סִפְרוּר). وبالنظر إلى هاتين الكلمتين الأخيرتين نجدهما مشتقتان من الجذر (ס/פ/ר/ר)، أى أنه قد تم تكرار الصامت الثالث من الصوامت الأصلية المكونة للجذر الرئيس(ס/פ/ר). وتكون لهذا الجذر الجديد دلالة جديدة قريبة إلى حد كبير من دلالة الجذر الرئيس. وكذلك يتم أحياناً تكرار الصامت الأول والثانى من صوامت الجذر الرئيس فتنتج بذلك جذور جديدة. فمثلاً يتكرر الصامتان فى كلمة (דַף) فينتج جذر ثانوى رباعى جديد هو: ד/פ/ד/ף ، وبعد ذلك يشتق من هذا الجذر الجديد صيغ مثل: דִפְדֵף / דִפְדוּף / לְדַפְדֵף. ومن ذلك أيضاً كلمة (הֵד) التى ينتج منها من خلال تكرار صامتيها الجذر الثانوى: ה/ד/ה/ד ، وقد اشتق من هذا الجذر الجديد صيغ مثل: הִדְהֵד / הִדְהוּד / לְהַדְהֵד. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر الكلمات التى تشتق من جذور رباعية يتكرر فيها الصامت الأول والثانى هى الكلمات المحاكية لأصوات الطبيعة مثل: תִקְתֵק/זִמְזֵם.                                            

4-1-2-4: إضافة الصامت (שׁ) إلى الجذر الرئيس:

 يضاف أحياناً الصامت (שׁ) قبل الصامت الأول من الصوامت المكونة للجذر الرئيس، وبذلك تنتج جذور رباعية تعد جذوراً ثانوية مقارنة بالجذور الرئيسة. ومن أمثلة ذلك:  שִׁכְתֵב/ שִׁחְבֵּר/ שִׁכְפֵּל. ومن الملاحظ أن لغة المشنا كان بها مثل تلك الجذور الرباعية، إلا أن العبرية الحديثة قد خصِّت الصامت الزائد (שׁ) بدلالات محددة، ألا وهى الدلالة على التكرار والإعادة، فمثلاً كلمة : שִׁכְתֵב تعنى: أعاد كتابة. ولا ترد هذه الجذور إلا قليلاً، كما إنها لا تدمج إلا فى أوزان مضعفة لكونها جذوراً رباعية الأصول.                                            

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button